المنتخبات الأوروبية في مواجهة نظيرتها الأمريكية الجنوبية في دور ربع النهاية

بعد إسدال الستار على منافسات دور ثمن نهاية النسخة ال20 لكأس العالم في كرة القدم بالبرازيل 2014 (12 يونيو الماضي – 13 يوليوز الجاري)، والذي تميز بمنافسة قوية، تجد منتخبات أمريكا اللاتينية نفسها في مواجهة ضارية مع نظيراتها الأوروبية، برسم دور الربع المقرر غدا الجمعة وبعد غد السبت.

وامتدت خمسة من أصل ثماني مباريات في دور ثمن النهاية للشوطين الإضافيين، كما أنها المرة الأولى في تاريخ العرس الكروي العالمي التي تتأهل فيها جميع المنتخبات المتصدرة من كل مجموعة إلى دور ربع النهاية.

وتقام يوم الجمعة مباراتان، يواجه المنتخب الفرنسي في الأولى نظيره الألماني، وفي الثانية يلعب منتخب البرازيل مع منتخب كولومبيا، على أن تجرى يوم السبت مباراتان يتحدى منتخب الأرجنتين في الأولى بلجيكا بينما يلتقي منتخب كوستاريكا في الثانية منتخب هولندا.

ويبدو أن منتخب البرازيل (صاحب الأرض والجمهور) يوجد تحت الضغط وفي وضعية لا يحسد عليها على اعتبار أن مستواه لا يبعث حتى الآن على الاطمئنان خاصة بعدما عانى كثيرا قبل الوصول إلى دور ثمن النهاية من خلال ضربات الترجيح للتخلص من منتخب الشيلي وذلك بفضل الحارس المنقذ جوليو سيزار.

ويبدو أن المدرب فيليبي سكولاري يعول في المباراة المقبلة أمام منتخب كولومبيا على لاعبي وسط الميدان الهجوميين هالك وأوسكار، لكون تألقهما سيساعد النجم نيمار على إحداث ثغرات في دفاع المنتخب المنافس وخلق مساحات داخله قد تستثمر من طرف باقي زملائه.

ويعتبر منتخب كولومبيا واحدا من المنتخبات الأكثر إثارة للإعجاب، حيث حقق ثلاث انتصارات في دور المجموعات وانتصار مستحق ومريح على منتخب الأوروغواي بقيادة لاعبه الواعد والمتميز خاميس رودريغيز الذي يتصدر حتى الآن ترتيب هدافي هذه النهائيات بخمسة أهداف.

أما منتخب هولندا فواجه صعوبات جمة قبل التخلص من منتخب المكسيك والفوز عليه في وقت متأخر بهدفين لويسلي شنايدر (د 88) وكلاس يان هانتلار (د 90) من ضربة جزاء خلف الإعلان عنها الجدل في الوقت المحتسب بدل الضائع. لتتواصل السلسلة السوداء ومحنة منتخب المكسيك، الذي كان متقدما في النتيجة عبر لاعبه جيوفاني دوس سانتوس (د 48)، مع دور ثمن النهاية.

وفي المقابل، واصل منتخب كوستاريكا مشواره الناجح في كأس العالم محققا بذلك إنجازا غير مسبوق والمتمثل في التأهل إلى دور ربع نهاية كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه الكروي من خلال تفوقه على منتخب اليونان بضربات الترجيح.

أما منتخب فرنسا، فانتزع تذكرة العبور إلى دور الثمانية بصعوبة بالغة على حساب منتخب نيجيري شاب وواعد، في حين عانى منتخب ألمانيا الأمرين قبل أن يتخلص من منتخب الجزائر، الذي فرض عليه الاحتكام إلى الأشواط الإضافية.

ويبدو أن مهمة منتخب ألمانيا بهدافه توماس مولر (4 أهداف في النهائيات حتى الآن) وحامل اللقب العالمي ثلاث مرات والذي يبلغ دور الربع للمرة 17 من أصل 18 مشاركة، لن تكون سهلة في دور ربع النهاية أمام منافس فرنسي يفتقد للكثير من الخبرة والتجربة، لكنه كله أمل وطموح للتأهل إلى المربع الذهبي عبر بوابة منتخب “ناسيونال مانشافت”.

ومن جانبه، لم تكن الأمور كما كان يبتغيها منتخب الأرجنتين بنجمه ليونيل ميسي، حيث انتزع بطاقة العبور إلى دور ربع النهاية بشق الأنفس أمام منتخب سويسري آمن بحظوظه إلى غاية الدقيقة 118 وكان يمني النفس ببلوغ دور ربع النهاية للمرة الأولى منذ عام 1954، قبل أن ينهار وتنهار أحلامه أمام هدف أنخيل دي ماريا القاتل.

وسيكون على أصدقاء العميد ميسي مواجهة منتخب أوروبي آخر هو بلجيكا الذي تأهل لدور ربع النهاية لأول مرة منذ عام 1986 بعد فوز 2-1 على منتخب الولايات المتحدة الأمريكية الذي اضطره إلى خوض شوطين إضافيين.