الخميس 25 أبريل 2024| آخر تحديث 9:17 09/15



تيزنيت : أطلق عليه الباشا اسما غير اسمه الحقيقي …حكاية جثة مواطن ترقد بمستودع الأموات لأزيد من شهر

تيزنيت : أطلق عليه الباشا اسما غير اسمه الحقيقي …حكاية جثة مواطن ترقد بمستودع الأموات لأزيد من شهر

من حياة التشرد بشوارع و أزقة مدينة تيزنيت إلى جثّة “متعفّنة” يحتضنها مستودعِ الأموات بمستشفى الحسن الأول، تلك قصّة “درامية” لمواطن بعمراني، توفّي منذ شهر غشت الماضي بأحد شوارع مدينة الفضة، بعد تعرضه لحادث لم تنكشف بعد خيوط تفاصيله كاملة، قبل أن يتحوّل إلى جثة مجهولة الهوية تحمل اسما غير حقيقي( محمد .جغيغ) أطلقه عليه باشا مدينة تيزنيت ، بعد إحالته على قسم الأمراض النفسية المستشفى الإقليمي بتاريخ 26 يوليوز الماضي .

هذا الخطأ الإداري لباشا المدينة، تسبب في معاناة أسرته التي وجدت صعوبة في البحث عن فلذة كبدها الذي كان يختفي عن عائلته بين الفينة و الأخرى بسبب مرضه النفسي .

الهالك يدعى( امبارك.ب) من مواليد 1983 بدوار ادبوشميض جماعة تيوغزة اقليم سيدي افني ،يعاني من مرض نفسي ويعيش بمدينة تيزنيت بدون مأوى بعد أن اختفى عن أسرته التي كانت تبحث عنه بدون جدوى، وكان يتخذ قيد حياته جنبات الشوارع و الأزقة مسكنا له

احالة الهالك على قسم الأمراض النفسية باسم غير اسمه الحقيقي ، صعّب مأمورية الأسرة في العثور عليه ، و بالصدفة تمكن فاعل جمعوي مهتم بالمتشردين والمتسكعين والأشخاص بدون مأوى بمدينة تيزنيت، من التعرف عليه داخل مستودع الأموات بمستشفى الحسن الأول تيزنيت.

وكانت وفاة احد النزلاء بدار الإيواء سبب تواجد هذا الفاعل الجمعوي بالمستشفى قصد الوقوف على عملية تسليم الجثة و الدفن، وفي خضم ذلك أخبره مسؤول بالمستشفى ، بأنه جثثة باسم ( محمد .جغيغ)  قابعة بالمستودع منذ أسابيع ، وطالبه بمعاينتها لعل وعسى التعرف عليها ، وهو ما حدث بالفعل حيث تم التعرف على الهالك ( امبارك) وتم ربط الاتصال بعائلته.

 وبعد الاطلاع على جثته والتواصل مع إدارة المستشفى،قام اب الهالك بمد الإدارة بالوثائق الثبوتية التي تؤكد أن الجثة لإبنه، لينكشف اثر ذلك زيف الإسم الذي الذي سُجّل به بعد دخوله مستعجلات المستشفى .

هذا الأمر دفع بإدارة مستشفى الأول بمراسلة باشا المدينة الذي احال الهالك بذلك الإسم ، مطالبة اياه بتوضيح و تبرير لما يقع ، وهو ما دفع بباشا المدينة للرد على ادارة المستشفى من جديد بتاريخ 13 شتنبر الجاري ، حيث أوضح في مراسلته أن اسم ( محمد جغيغ) اطلق عليه بناء على افادة  بعض مرافقيه من المتشردين !!

وقال الباشا في تبريره أنه تبين أن اسم الهالك الحقيقي هو ( امبارك .ب) بناء على إفادة والده الذي حضر يوم الإثنين 12 شتنبر إلى مصالح باشوية تيزنيت ، في حين لم يقم بالإشارة إلى ذلك في مراسلته الأولى و التي تتوفر تيزبريس على نسخة منها .

هذا الأمر كله و هذا التخبط ، دفع إدارة المستشفى طبقا للمساطر القانونية المعمول بها في هذا الشأن، لمطالبة اسرة الهالك بالاتصال بوكيل الملك قصد الحصول على رخصة تسليم الجثة و الدفن .

لكن المفاجأة ،أن وكيل الملك بابتدائية تيزنيت، أبلغ الأسرة ومعها الفعاليات الجمعوية التي كانت تؤازرها ، ان الهالك و بحسب التقرير الطبي المنجز من طرف الطبيب الشرعي ، يفيد تعرض الضحية  للضرب على مستوى الرأس خاصة و ان النيابة العامة لم تتوصل بأي تقرير يفيد تعرض الهالك للاعتداء من طرف باشا المدينة ، حيث اكتفت مراسلته الموجهة لإدارة المستشفى، و التي حصلت تيزبريس على نسخة منها ، فقط باحالته على قسم الأمراض النفسية وأن سلوكه يشكل إخلالا بالأمن العام ، دون الإشارة لتعرضه للاعتداء او يحمل أي أثر للضرب .

هذا وفتحت النيابة العامة تحقيقا في الموضوع وطالبت من الأسرة ترك جثة الهالك  بالمستشفى مع رفض تسليمهم رخصة الدفن إلى حين الوقوف على جميع ملابسات القضية.







تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.