
نشرت اليوم بعض المواقع الاخبارية و الصفحات الفايسبوكية بلاغ مصالح ولاية أمن طنجة،بخصوص تفاعلها السريع مع ما تم تداوله في عدد من الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي حول مقطع فيديو مصور، ظهرت فيه مجموعة من الفتيات يعذبن قطة صغيرة بشكل وحشي، والذي نسبت وقائعه إلى مدينة البوغاز.
البلاغ الذي أكدت فيه المصالح الأمنية أن وقائع الشريط المتداول وقعت بدولة ماليزيا، استحسنه الجميع ، لكن بالمقابل لقي سيلا من الإنتقادات من طرف ضحايا عصابات الرعي الجائر التي ارتكبت جرائم شنيعة بمناطق سوس، و وُثقت بالصوت و الصورة ومنها جرائم الإحتجاز و الإغتصاب و الضرب و السحل و السب و الشتم و محاولات القتل و الإعتداء على الممتلكات ..
هؤلاء المنتقذون لبلاغ المصالح الأمنية بشأن شريط تعذيب فتيات لـ”قطة”، اعتبروا فيدوهات جرائم الرعاة الرحل و التي يتم تدولها يوميا بالعشرات على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي ، أولى بأن يفتح فيها تحقيق نزيه و معاقبة المجرمين الجناة من هؤلاء الرُّحل المعتدين .
وتعرف منطقة سوس ومنها اقليم تيزنيت ، مجموعة من الهجمات تتسبب في احتقان كبير بين الرعاة وسكان المنطقة، وحتى خلال هذه الفترة العصيبة التي تمر بها بلادنا ، لم تنجوا ممتكات الساكنة من هجمات هؤلاء الرعاة الذي استغلوا حالة الطوارئ الصحية التي جعلت الناس يلزمون بيوتهم طبقا للتدابير المعمول بها، وقد هاجمت هذه العصابات المحاصيل الزراعية والأشجار بمحتلف أنواعها ، و أطلقت رؤوس الأغنام والماعز على حقول الشعير وكل المزروعات التي تم حرثها في الخريف المنصرم، واعتدت بالحجارة والسبّ والقذف على المواطنين الذين حاولوا الدفاع عن ممتلكاتهم، ورغم تعالي أصوات هؤلاء المواطنين المتضررين فإن السلطات المحلية و الإقليمية ما زالت لم تحرك ساكنا حتى الآن،اللهم بعض البرلمانيين الذين وجهوا مراسلات لوزير الداخلية في انتظار جوابه الذي يعرفه الجميع .
والتفاعل الوحيد للسلطات الأمنية والقضائية في موضوع هذه الإعتداءات يكون عندما يضع الرُّحل شكاياتهم ضد الساكنة حيت يتم التفاعل معها بشكر سريع و مستعجل ،وينتهي بالاعتقال كما حدت بجماعة أربعاء رسموكة حيث ثم الزج بأحد الشبان بالسجن بعد شكاية لأحد الرعاة و نفس الشيء و قع بمجموعة من المناطق باقليم تيزنيت ومنها أيضا توقيف مواطن بعد شكاية من الرحل تتهمه انه هددهم بندقية صيد.
وقد قامت العديد من الجمعيات و التنسيقيات بمراسلة النيابة العامة والوالي والعمال ووزير الداخلية في إطارات العشرات من الشكايات، لكنها تبقى حبيسة الرفوف مما يشجع هذه العصابات من الاستمرار في انتهاك كل القوانين وإشاعة الرعب بمجموعة من الدواوير .
وسبق في سنة 2018 ، أن استقبل رئيس الحكومة سعد الدين العثماني وفداً يمثل مجموعة من التنسيقيات بجهة سوس ماسة، بخصوص اعتداءات هؤلاء الرعاة و التي وصلت وقتئد في بعض المناطق للقتل و الإغتصاب ،كما صرح بذلك أعضاء التنسيقة في ذات الإجتماع أمام ” سعد الدين العثماني “، فضلاً عن هجوم قطعان الماشية على مزروعات الساكنة ، وإلى حدود الساعة ولا من يحرك ساكنا .
والأسئلة التي ما زالت تؤرق المجتمع المدني بإقليم تيزنيت وباقي اقاليم سوس هي من هم هؤلاء الرعاة ؟ ولماذا لا يكترثون مطلقا بالسلطات ولا بالقانون ؟ ومن يحميهم من المحاسبة ؟ ومن الذي يملك تلك الأعداد الهائلة من رؤوس الماشية ؟ وما السبب في تواطؤ السلطات وعدم قيامها بواجبها لحماية السكان ؟ إنها أسئلة ستظل عالقة إلى أن يتبين الخيط الأبيض من الأسود في هذه القضية الخطيرة.
هناك مقولة أيضا تقول الحق يؤخذ بالقوة وﻻ يعطى اي إذا أردنا الحصول على حقوقنا ﻻبد أن ندافع عنها وننتزعها ممن هظمها وانتهكها بكل قوة.
وإذا لم يكن من الموت بد فمن العجز أن تموت جبانا