الخميس 2 مايو 2024| آخر تحديث 2:44 01/08



إنقاذ منظومة القيم في البلاد رهين برد الاعتبار للمدرسة والأستاذ

imad benhayoun photo

إن النقص الذي قد يعرفه الاهتمام بالأستاذ والمدرسة الوطنية ،  يمكن تفسيره  بزوال مايرتبط بهما من محفزات في المجتمع،أو بالنقص في أهمية القيم  ودرجتها وأولويتها أو أهميتها وأثرها فيه .فكيف لمجتمع يريد أن يصنع فردا صالحا أن لايكون في حاجة إلى  الأستاذ أوالمدرسة؟،أو أن يكون لديه أشياء تستحق العناية والاهتمام أكثر منهما؟ فربما  أن لا المدرسة الحالية  ولا الأستاذ قادران على توفير الشغل، لكنهما قادران على تحسين الممارسات السلوكية للفرد والارتقاء بالقيم العامة للمجتمع.

فمهما  كثر الجدل حوله، يظل الأستاذ في المجتمع أكثر من تثقف عقله وحسنت أخلاقه وصحت عقيدته واستقامت تربيته واستنارت بصيرته، فهو رجل الأخلاق والعفة، لسبب بسيط جدا يتلخص في كون مامن أحد يمتنع  ويتوانى عن وضع فلذات أكباده أمانة في عنق هذا المربي المؤتمن على غرس القيم الأخلاقية، ونقلها للأجيال الصاعدة وصيانة الميثاق الإنساني المشترك.

فهذه القيم،وإن تعددت تعاريفها، ترتبط حتما بدوافع سلوكات الفرد المبنية على  تحقيق أهداف معينة، تشكل في النهاية ثقافة مجتمع محمل بعادات وتقاليد تترجم إلى ممارسات سلوكية يحكمها المجتمع والبيئة، مصدرها تاريخ الجماعة أو تراثها التاريخي ،الذي تتكفل بنقله، إلى جانب المجتمع،  المدرسة بواسطة الأستاذ  من جيل إلى جيل، عن طريق التنشئة؛ للمحافظة على القيم الأساسية، أفقيا بين أفراد نفس الجيل، وعموديا بين الأجيال المتلاحقة.

فمن يجرؤ على إنكار حاجته إلى الأستاذ والمدرسة ويستغني عنهما. فهما، رغم أنفه،  اللذان يتكلفان بتأمين التواصل والتفاعل بين الأجيال، ويهتمان بالتعريف بأهمية القيم الأخلاقية في تحقيق السلم والأمن والأمان، على مستوى الأسرة أو المجتمع و البلاد، وهما،أيضا، اللذان يحرصان على أن  يتربى الجيل الناشئ على القيم الأخلاقية، والتفاعل معها وممارستها أداءً وعملاً وسلوكاً والوقوف على جوانبها الإيجابية وتعزيزها ونشرها، و تقديم أنجع الحلول لمعالجة المشاكل الأخلاقية والحد منها في المجتمع.

فبغض النظر عن مدى فهم أفرادها واستيعابهم لهذه القيم ، بالدرجة التي يمكن معها القول ان الأستاذ  والمدرسة يشكلان  آلية  مهمة في بنائها . فالمجتمعات  التي  لا تتخلى عن ذواتها، لايمكنها أن تتخلى عن مدرسها ومدرستها، بل تعكف، دوما،  على العناية بهما وتجتهد في إيجاد الوسائل لذلك، بالرغم مما قد يبدو من تغيير فيها و في طرق  التعامل معهما، لأنه بفضلهما،  تضمن تحصين نفسها، مهما واجهها من غزو  فكري  او سياسي مضاد،  اووضع  اجتماعي او اقتصادي ضاغط .

فلا ينبغي فصل دور الأستاذ والمدرسة  عن منظومة سلوك  الفرد والجماعات  في أي  مجتمع ، فسلوك هذا المنحى وتجريبه سيؤدي لا محالة إلى تحقيق نتائج سلبية ، لأسباب كثيرة، منها ان هذا الفصل عن منظومة السلوك سيؤدي الى اصابة أفراده بالغربة عن الذات المجتمعية المستهدفة، مما سيؤدي في نهاية المطاف الى نهايتين ليستا في صالحه، وهما: سلبية المجتمعات ازاء المدرسة والأستاذ، من جهة، وارتداد أفراد  المجتمعات وانفصالها عن ذواتها التاريخية التي يحتل فيها الانتماء الى المجتمع موقعا مهما، الذي يفترض ترسيخه  من طرف المدرسة والأستاذ اللذان يشكل إعادة الاعتبار لهما، إعادة لمصداقيتهما داخل مجتمع في أمس الحاجة إلى مهندس لمشروعه الحضاري، الهادف الى اقامة الدولة المدنية الحديثة التي تتماهى مع القيم الديمقراطية، الأساسية والرديفة، وفي مقدمتها المواطنة، وسيادة القانون، والتبادل السلمي للسلطة، والشفافية، وحقوق الانسان بما فيها الحرية والعدالة . وبأهداف سامية  تعزز من القيم الأخلاقية للوصول إلى مد جسور التواصل الإنساني والتعاون الحضاري وتبادل الخبرات والتجارب.

عماد بنحيون







تعليقات

  • اكيد ان كل ما قلته صحيح 100/100 ولكن بالرجوع الى ما وقع ويقع في التانوية التاهيلية سليمان الرسموكي من طرف حارسها العام للداخيلية الدي براه بيان صادر من المجلس التربوي لنفس المؤسسة التي باءت مشبوهة من وراء هدا البيان الجي لم يراعي كل الجوانب التي تدخل ضمن شفافية الموضوع ونزاهة القرار من قبيل الاستماع الى اراء كل النزيلات وليس لعينة منهن وهن الواتي غرهن الحارس بشئ ما ………..الله اعلم ما هو خاصة وان من فيهن من قد تكون سبب ولوج هدا الحارس الدي هو في الواقع لا يحرس حتى نفسه للقسم الداخلي ليلا وهو ما ادعى هدا الاخير انه كان لسبب تفقد حالة احدى النزيلات وهو في دالك يتبت انه فعلا دخل وولج لفضاء هو اصلا مخصص للفتيات وليلا ؟؟؟؟؟؟؟؟ وهو الشئ الممنوع عليه تحت اي ضرف لان بالقسم من ينوب عنه واللواتي لهن صلاحيات اخراج الفتات او الاعلام بها
    دعنا من تلك القصة رغم انني لازلت ارى ضرورة فتح تحقيق في الموضوع لان الضابطة القضائية قد حضرت الى عين المكان وقت وقوع الحدث مما يضعنا امام مفترق الطرق ونتساءل حول مصداقية البيان الدي نور به المجلس الداخلي الرأي العام جزاه الله خيرا؟؟؟؟؟؟
    لنقل ان كل ما قيل صحيح فلمادا يسعى هدا الحارس للانتقام من الفتيات الواتي شهدن ضده وبالصواب اقول لا باس واعود لاقول اين كان هدا الحارس عندما خرجت الفتيات التي في صفه الى السهرة الاخيرة التي اقيمت بتيزنيت بمناسبة السنة الامازيغية وما اتاره دالك من علامات استفهام لدى باقيالنزيلات الواتي اصبحن يعشن حالة العر والخوف خاصة بعد تدخل مجموعة من الفتيان ليلا لكسر بابالمرقد المخصص للفتيات الواتي اقفلنه على الفتيات الواتي خرجن للمرح و…………. دون علم او بعلم السيد الحارس المحترم النزيه الدي لايقرب الخمر ولا اليالي الملاح……….لانه نزيه صالح قويم مدرس يفقه اصول التعلم والعلم وله كرامته التي يجب ان لا تمس لان له فلان وفلان وفلان ؟؟؟؟؟؟ اقول كفانا كدبا ونفاقا فمثل هدا الشخص يجب ان يفصل من عمله او يحول ليس تبرأته من فعل اقترفه وانا اجزم بدالك لانه لدي ما يؤكد دلك اضف الى هدا كله ما يمارسه هدا الشخص بهده المؤسسة من حرمان الفتيات من حقهن في الاكل بدعوى العجز او ما الى دالك وحتى جمعية اباء واولياء اللا ميد لها من المسؤلية ما يجعلها متساوية معه في كل ما اقثرفه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.