السبت 4 مايو 2024| آخر تحديث 12:32 08/21



المخطط الذي انطلق…

المخطط الذي انطلق…

تحرير إرادة الشعوب لتمتلك مصيرها، لا يلتقي بالضرورة مع استدعاء منطق المؤامرة الخارجية لتحليل المتغيرات الداخلية، لأن ذلك قد يتحول مع تكراره والارتكان إليه إلى نزعة تبريرية ذرائعية تقتل المبادرة وتغيب نفس التحول والتغيير، ومع ذلك فإن ما يحدث في مصر حاليا لا يمكن أن يكون ترتيبا داخليا قادت إليه أحداث غير متحكم فيها، رغم محاولات السيسي وهو العسكري الذي يخطب في الناس محللا الوضع الذي يملك مفاصله، إقناعنا بعكسه، مقسما بالإيمان أنه لا ينسق مع أية جهة خارجية في اتخاذ قرارات الانقلاب والفتك بالمعارضين، والسيسي نفسه هو الذي لم يتردد في حديثه مع وسائل الإعلام الأمريكية بالتأكيد على أنه كان دائم الاتصال بالإدارة الأمريكية يشكو إليها ما يسميه عجز مرسي وقلة خبرته .

يقود أكثر من سيناتور أمريكي وعلى رأسهم المرشح الجمهوري السابق جون ماكين حملة ضد إدارة أوباما متهمين إياها صراحة بدعم الانقلاب والتردد في مواجهة الأعمال الإجرامية التي أعقبته ضدا على الضوابط القانونية التي تحكم العلاقات الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية خاصة ما يتعلق منها بالانقلابات العسكرية وإجهاض المسارات الديمقراطية.

إنه مخطط واضح الملامح تقوده الولايات المتحدة الأمريكية لتقويض الثورات العربية وإعاقة استكمال أركان العملية الديمقراطية في بلدانها، مما ينبئ بمخاطر نضج المؤسسات الحاكمة واستقلاليتها عن التوجيه الأمريكي، وهو ما يصطدم بمصالح القوة العالمية الأولى، خاصة إذا ما كانت نتائج العملية الديمقراطية في أغلب البلدان بعد تحرير إرادة شعوبها تقود الإسلاميين إلى الحكم، وهم الفصيل الذي تخشى الولايات المتحدة الأمريكية نزوعاته المستقلة والتحررية والمنحازة إلى أصوات الشعوب التي لا تتناغم مع المصالح الأمريكية والإسرائيلية الاستحواذية والتسلطية، ولتكتمل ملامح المخطط الانقلابي على الديمقراطية الناشئة في بلدان اعتبرت على الدوام مجرد ملحقات تسير عن بعد من قلب واشنطن، تمت الاستعانة بالنظامين السعودي والإماراتي، ألذ خصوم الديمقراطية العربية وأكثر المتهيبين من تداعياتها وامتداد رياحها.

إن التنديد بما يحدث في مصر من إجرام في حق الإنسان والديمقراطية والشرعية، ليس بالضرورة دعما للإخوان المسلمين أو تبنيا لمشروعهم السياسي بقدر ما هو تصد لمخطط دولي يروم حرمان شعوب المنطقة بأكملها من امتلاك قرارها وبناء نهضتها وتنميتها.

البدء من مصر تبرره رمزيتها ومركزيتها في المنطقة العربية  ولا شك أن المخطط الذي انطلق لن يتوقف في مصر إذا ما خضعت الشعوب لصوت الرصاص وعنجهية العسكر.

إن الوقوف إلى جانب الشعب المصري اليوم، وقوف إلى جانب كل الشعوب التواقة للحرية والكرامة والديمقراطية والتخلص من قيود القهر والاستبداد، مهما اختلفت التوجهات السياسية وتباينت المرجعيات الفكرية والإيديولوجية.

إن ما يوحدنا اليوم هو التصدي لمخطط يستهدف مشاريع الدمقرطة والتغيير.

 أمينة ماء العينين







تعليقات

  • إن التنديد بما يحدث في الرباط من إجرام في حق الأطر العليا الموقعة على محضر 20 يوليوز لا ينبغي أن يتجاهله المنتمين إلى حزب المصباح الذي أجهز على حق الأطر ولم يوف بما وعد به و ضرب باستمرارية المرفق العمومي عرض الحائط وبدل أن يفعل المحضر إختار رئيس حزب المصباح أن يدخل في عداوة شخصية مع الأطر(إلا دخلو نخرج أنا).إن ما يؤلمنا اليوم هو التصدي لمخطط الإجهاز على المحضر.يا أمينة جريمة عدم تطبيق المحضر هي الأولى أما مصر فقادرة أن تحل مشاكلها أم أردتم تخدير المغاربة بالحكي عن مشاكل الأخرين أحرق الله قلوبكم.

  • إن التنديد بما يحدث في الرباط من إجرام في حق الأطر العليا الموقعة على محضر 20 يوليوز لا ينبغي أن يتجاهله المنتمين إلى حزب المصباح الذي أجهز على حق الأطر ولم يوف بما وعد به و ضرب باستمرارية المرفق العمومي عرض الحائط وبدل أن يفعل المحضر إختار رئيس حزب المصباح أن يدخل في عداوة شخصية مع الأطر(إلا دخلو نخرج أنا).إن ما يؤلمنا اليوم هو التصدي لمخطط الإجهاز على المحضر.يا أمينة جريمة عدم تطبيق المحضر هي الأولى أما مصر فقادرة أن تحل مشاكلها أم أردتم تخدير المغاربة بالحكي عن مشاكل الأخرين أحرق الله قلوبكم.

  • كما تعلمين الاستاذة الكريمة تعتبر مصر الجائزة الكبرى التي ينتظر الغرب المنافق سقوطها لينقض على باقي الدول الاخرى المنبطحة للادارة الامريكية,فهم قد حققوا الهدف التكتيكي ألا وهو السيطرة على العراق وهدم حضارته الضاربة في التاريخ,ثم بعد ذلك الهدف الاستراتيجي ألا وهو زعزعة
    استقرار السعودية من خلال دعم شيعة الطائف بالسلاح والمال ثم في الاخير تدمير مصر من الداخل وهدم هياكيلها ليتسنى لإسرائيل السيطرة على المنطقة
    دون عناء…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.