الثلاثاء 16 أبريل 2024| آخر تحديث 6:01 03/08



رحم يكتب :بين “سراق الانتخابات” و “سراق الله” !

رحم يكتب :بين “سراق الانتخابات” و “سراق الله” !
لا أدري لماذا ينشغل البيجيدي بالقاسم الانتخابي الى هذا الحد، بل والتلويح بمقايضته بالقنب الهندي، في عملية ” الكراسي مقابل الكيف “..هل أزمة الإسلاميين المغاربة اليوم، ازمة انتخابات ومقاعد أم ازمة برنامج ومرجعية وأطروحة سياسية؟ أليس هناك تضخيم من قيادات الحزب لهذه المعركة حتى تتاح لهم فرصة التغطية على اشكاليات اكبر واعمق..منها ما هو مرتبط بتقييم عشرية مشاركتهم في الحكم..ومنها ماهو متعلق بمساءلة حصيلة عقدين من التنظيم الحزبي ..
لنستوعب جيدا مايحدث هنا، نستحضر نقاشا يحضر في أوساط الإسلاميين في الشرق الأوسط حيث تتعالى من داخل هذه التنظيمات حساسيات فكرية تدعو إلى خوض مراجعات جذرية ، و من بينها الدعوة إلى “الانسحاب من المنافسة الحزبية ومن المجال السياسي كله، وإلى تفكيك تنظيماتها، بدعوى أن تجاربها أثبتت أنها أضرت بالقضية التي كانت تسعى لمناصرتها”.. هذه الدعوات سبقت أن سمعتها منذ أشهر على لسان صديق من البيجيدي..وهو يطرح “أسئلة وجودية ” حول انتقال الإسلاميين المغاربة الى العمل الحزبي ، وحول إن كان الخيار الأفضل من التنظيم الحزبي هو البقاء كتيار فكري وتربوي وسياسي، وحسياسة تخترق المجتمع، دون احتكار تنظيمي للمرجعية الإسلامية!
النقاش الحالي حول القاسم الانتخابي، هو نقاس انتخابي وسياسي ومصلحي..هو أقل من النقاش الدائر في أوساط الباحثين والمهتمين بالحركة الاسلامية، وداخل النخب الفكرية للحركة الإسلامية التي تطرح أسئلة مابعد الحركة الإسلامية، وتقرأ التجربة الإسلامية ككل.. وخصوصا ونحن تفصلنا سبع سنوات عن الذكرى المئوية لانطلاق المحضن الأم، وهي مدرسة الإخوان المسلمين ..
القاسم الانتخابي إن كان الآن أولوية ومسألة مصيرية لدى البيجيدي، وبدون نقاش يساءل تجربة الحركة الإسلامية ، فهو لايعدو أن يكون مجرد توازن رعب بين سراق الانتخابات و سراق الله !

سعد رحم







تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.