الجمعة 19 أبريل 2024| آخر تحديث 10:27 02/18



رحم يكتب : لماذا تحتفلون باليوم الوطني للسلامة الطرقية في تيزنيت ؟

رحم يكتب : لماذا تحتفلون باليوم الوطني للسلامة الطرقية في تيزنيت ؟

هذا الصباح سيخرج موكب العامل ورئيس الجماعة والرؤساء الصغار لجماعة تيزنيت( في تيزنيت فقط كل نائب للرئيس ، رئيس جماعة صغير على القطاع الذي يشرف عليه…في تجربة فيدرالية جماعية فريدة في شمال افريقيا وجنوب الصحراء! ).. هذا الصباح سيغادر الجميع مكاتبهم بكل فرح طفولي هروبا من روتين مكاتب باردة، متجهين نحو دفء الصور التي ستزين صفحات الفايسبوك ممهورة بعبارة ” من خلال حضوري” و ” انتقل الوفد الرسمي “..وكل تلك العبارات الأكثر ابتذالا في “روتيني اليومي ” لتيزنيت..
سيتجهون في طقوس تتكرر كل سنة للاحتفال باليوم الوطني للسلامة الطرقية، بنفس البرامج ونفس ربطات العنق ونفس العبارات، وكأن تيزنيت نموذج في الهندسية الحضرية في تدبير حركية السير والجولان..
العامل ورئيس الجماعة والرؤساء الصغار سيلجون مؤسسة تعليمية للاحتفال باليوم الوطني للسلامة الطرقية، وفي الشارع المقابل للمؤسسة ، لايوجد فيه ممر للراجلين ولا رصيف واضح الملامح والألوان، ولا شيء يوحي بأن هناك لجنة للسير والجولان تسهر على تدبير فضاءات المدينة ..
سيحدثون الصغار عن بيداغوجية التربية الطرقية وهم يفتقدون لبيداغوجية المسؤولية..سيضعون التلاميذ أمام مفارقات السيكزوفرينيا المغربية، بين انشطة مدرسية ستحتضنها مدرستهم مولاي الزين، وبين واقع مدينة بشع ضاج بالتناقضات والحفلات التنكرية..
في اليوم الوطني للسلامة الطرقية سيخرج العامل ومن معه، ولن ينتبه إلى أن أضواء المرور الثلاثية معطلة أو مهترئة أو متردية..لأن الموكب الرسمي سيتنقل في مكوكات فضائية بأموال دافعي الضرائب، وهم حتما لن يمروا في شوارع المدينة المحفرة والموشومة بتضاريس اعطاب مدينة تحتضر..
سيحدثون التلاميذ عن الأسبقية في المدارات والملتقيات وهم يتناسون مدارات وملتقيات الموت بشوارع المدينة..
سيخبرون الأطفال عن اخطار حوادث السير، لكن لن يحدثوهم حتما عن الحق في الحياة، والحق في المدينة، والحق في إطار عيش آمن ..
لماذا نحتفل باليوم الوطني للسلامة الطرقية؟
أسالوا المواطن والراجل والسائق والشرطي وضمائركم لتكتشفوا كم هي بئيسة البنية الطرقية بالمدينة، وكم هي غائبة شروط السلامة ، وكيف أضحت حركية المرور بالمدينة طقوسا يومية على موعد مع الحوادث والجرحى وكأننا في شوارع مدينة تعيش على ايقاع حرب أهلية وتغيب عنها الدولة … لا نحب أن نفسد حفلاتكم التنكرية من “خلال حضوركم ” الشاهد على غيابكم، ولكن نحيطكم علما أن المدينة التي تفتقد الى جودة اطار عيش لمواطنيها لا تستحق الاحتفال !

سعيد رحم







تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.