الخميس 25 أبريل 2024| آخر تحديث 12:53 12/27



سعيد رحم : ماذا بقى الآن من حزب العدالة والتنمية؟

سعيد رحم : ماذا بقى الآن من حزب العدالة والتنمية؟
لا أدري لماذا يستغرب البعض من موقف البيجيدي او بالاحرى تفاجأ من خرجة بن كيران، في حين ان العقل الفقهي السني بخلاف مدرسة آل البيت معروف عنه انه فقه التبرير والدرائع، وبمجرد الوصول الى العلاقة مع الحاكم والخروج عليه حتى تبدأ لغة أخرى مهادنة ..بن كيران عندما يتحدث كان قريبا من السلفية المدخلية، ويمكن انه نسخة مطورة شويا..حيث ان المدخلية أغبى ما أنتجه العقل السلفي السني..العقل الفقهي السني عندو قابلية كبيرة لتطويع النصوص وعدم الخارج على الحاكم والاكتفاء بالنصح والآداب السلطانية، غير ان البيجيدي في حالتنا كان في مستوى ادنى حتى من الآداب السلطانية، حتى النصح عاجز على اجتراحه..
فماذا بقى الآن من حزب العدالة والتنمية؟ لا اعرف هل هذا سؤال سابق لأوانه أم هو سؤال تأخر عن أوانه..في اعتقادي ان هذا الحزب استنفد كل الأساطير المؤسسة له، فشل في محاربة الفساد وفشل في الإصلاح من الداخل، وانهارات منظومة الهالة الأخلاقية لبعض رموزه وهم يقبلون على الحياة بشراهة وبدون ” ضوابط شرعية “، وتوج بكونه اول حركة إسلامية في شمال إفريقيا والشرق الأوسط يوقع زعيمها اتفاقيات مع اسرائيل ..وهذه النقطة وقعها نلمسه في اللغة الجنائزية التي يشيع بها الإسلاميون في الشرق البيجدي الآن.. لقاء العثماني مع الاسرائليين كانت انتصارا تاريخيا غير مسبوق للاسرائليين، اكبر من اي اتفاق مع الامارتيبن او البحرين..وكان من الطبيعي ان تكون فرحة الإسرائيليين كبيرة وتستحق ان ينطقوا “الله ابارك في عمر سيدي”..ومن اقترب من الاسلاميين سيدرك وقع توقيع العثماني مع الإسرائيليين ولوكان رمزيا او حضورا شكليا، فهم يعتبرون قضية فلسطين والقدس أولى القضايا وثاني القبلتين ، لم تغب يوما هذه القضية في خطابهم وآلتهم الدعائية..فمن حتمية نهاية دولة اسرائيل والجلاء في 2020 تبددت أمام مكر التاريخ وقساوته..
في اعتقادي البيجيدي أتم دورته، وهو الآن اصبح حزب عادي فك الارتباط مع أساطيره المؤسسة، كما يفك الارتباط الآن مع حاضنته العاطفية الإخوانية الشرقية…المؤسف في هذه التحولات أنها بدون مراجعات فكرية او أطروحات فكرية..لان الحزب منذ مدة لفظ المثقفين و اكتفى بالدعاة ومحترفي السياسة..تخلى عن جبرون واحتضى ابوزيد والرباح..لأنه في مثل هذه اللحظات المفصلية يحتاج الى الفكر السياسي حيث يعيد المثقف طرح الاسئلة، أما الدعاة فهم يكتفون بغسل الميت ودفنه..الاشكال اليوم أن البيجيدي انتهى كحزب بمرجعية إسلامية، ولكن لم تنتهي الحاضنة الشعبية الاسلامية في المغرب التي تملك مزاجا دينيا، ومازلت تعتقد بحتمية جلاء ونهاية اسرائيل وبان اليهود ابناء الحفدة والخنازير..يمكن ان يغلق قوس البيجيدي ولكن من ستكون له القدرة على استثمار هذه الحاضنة الشعبية الأصولية ..
سعيد رحم






تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.