الأحد 28 أبريل 2024| آخر تحديث 11:32 02/10



نهاية أكبر مطرح عشوائي بجهة سوس ماسة درعة

نهاية أكبر مطرح عشوائي بجهة سوس ماسة درعة

 اعضاء الجمعية اثناء الزيارة الميدانية_600x400

   كان الدعوة التي أطلقتها جمعية بييزاج إلى الجهات المسوؤلة هي التعجيل بضرورة حماية المواطنين بمركز القليعة من التأثيرات السلبية على الصحة العامة والبيئة ورفع الضرر عن الساكنة المجاورة، و حماية مؤسسات الدولة التعليمية الابتدائية والإعدادية المجاورة لهذا الطوفان من الازبال الملوثة والسامة والضارة بصحة الإنسان للطفولة والشباب والعاملين بتلك المؤسسات وحماية النبيت والحيوان، و حماية البيئة و التربية والماء والهواء والغابة من التدهور المستمر بهذه المنطقة، والانتشار الواسع لأكياس البلاستيك المتطاير على الأشجار، و لحماية مطار المسيرة الدولي من التأثيرات السلبية للمطرح، و منع الرعي في وسط المزابل حماية للإنسان والحيوان، والدعوة إلى إيجاد حلول بيئية ايكولوجية لمشكل المطارح العشوائية التي تهدر أموال ومجهودات الدولة وتكلف 4 بالمائة  من الناتج الداخلي الخام،  واستصلاح البيئة الذي يكلف الدولة 1,8 من الناتج الداخلي الخام، ندعو إلى محاربة التدهور البيئي الذي  يجعلنا نتراجع أدراجا في السلم العالمي حول كلفة التدهور البيئي رغم المجهودات المبذولة.

 بعدها ببضعة اشهر فقط تكاثفت جهود جبارة تنم عن مواطنة حقة ومسؤولية كبيرة لعامل عمالة إنزكان ايت ملول  ووالي جهة سوس ماسة درعة والسلطات المحلية والمنتخبة والمجتمع المدني فأثمرت التخلص من اكبر معضلة بيئية بالجهة، وهو ما خلف ارتياحا كبيرا من طرف الساكنة وعرفانا من طرف المجتمع المدني بالمنطقة للجميع، وكذلك بالنسبة إلينا كجمعية بيئية بهذه المجهودات الجبارة بين مختلف الأطراف خدمة للمصلحة العامة وحماية البيئية من هذه المعضلات التي تنمو بمدن الأطراف والضواحي بفعل زحف التجمعات السكنية والنمو الحضري الغير مهيكل (العشوائي أو الناقص التجهيز).

1- حيثيات اكبر مطرح عشوائي بجهة سوس ماسة درعة كما وكيفا قبل سبعة أشهر

    بتاريخ 10 يونيو 2013 أصدرت جمعية بييزاج للبيئة والثقافة تقريرا بيئيا اخضر بما تمليه المواطنة وثقافة التحسيس والتوعية بعد زيارة معاينة ميدانية يوم الخميس 06 يونيو 2013 على الساعة الرابعة مساءا  وكان لزاما على أعضاء الجمعية في إطار مهامهم الإنسانية والبيئية ونكران الذات أن تقتحم و تجوب وتخيط المزبلة طولا وعرضا وسط الروائح الكريهة والنفايات السامة، والمشاهد المقززة استجابة لنداءات المجتمع المدني والساكنة المجاورة لمزبلة القليعة والواجب الوطني والإنساني والبيئي، ومن خلال هذه الزيارة الميدانية والدخول لقلب هذا المكان المقرف لمعاينة أنواع النفايات التي تطرح به دون حراسة ولا أية مراقبة تذكر، تأكد للجنة بييزاج أن لهذا المطرح تأثيرات خطيرة على السلامة الصحية للساكنة المجاورة التي لا تبعد عنه إلا بحوالي 100 إلى 150 متر تهدد أساسا أحياء عريبات، وحي ايت الحاج الطيب، وحي بن عمر بمركز القليعة بغابة الأركان لادميم  وأولى تجليات وتباشير هذه الخطورة هي قتل سموم النفايات المعدنية الثقيلة والبكتريا السامة للعديد من أشجار الأركان  وتساقط  جل أوراقها وجفاف أغصانها وشحوبة ألوانها، حيث أصبحت الغابة مهددة نتيجة توسع المطرح دون مراقبة ودون تحديد للمساحة التي أصبحت تناهز 17  هكتار من الملك الغابوي للأركان حسب ما أفادنا به أعضاء المجتمع المدني الذين كانوا برفقتنا بعين المكان، مما يؤكد  ويزكي فريضة احتواء المطرح على مادة “اليكسيفيا” وسموم أخرى لنفايات مواد كيماوية فلاحية أو صناعية تنتشر عبواتها الفارغة في أرجاء مختلفة من المطرح حيث يتم طرحها بشكل عشوائي قاتل للحياة أدت مؤخرا إلى نفوق العديد من قطيع الغنم والمعز بالمزبلة، و تتسرب هذه النفايات في عمق الأرض إلى الفرشة المائية لكون الأرضية والتربة غير محمية ومحصنة ضد التسربات وهو ما يعرض الأرض والتربة للتدهور خصوصا.

2- زيارة جديدة للمطرح بعد مضي سبعة أشهر على إشعار والتحسيس بخطورة المطرح العشوائي للقليعة

     بتاريخ  الجمعة 07  فبراير 2014 قامت جمعية بييزاج بزيارة جديدة للمطرح العشوائي للقليعة ووجدته في خبر كان بفضل تضافر مجهوادت الجميع  لان حماية البيئة هي مسؤولية الجميع، قبل أن تكون مسؤولية الأفراد أو الجماعات أو المؤسسات أو جمعيات بعينها، لقد وقف أعضاء جمعية بييزاج وجمعية الأمل بالقليعة  التي كانت تتابع هذه الإجراءات والمجهودات الجبارة على مشهد عظيم  تجلى في اختفاء  الأطنان من الازبال التي كانت منتشرة في كل حدب وصوب، وكذلك مئات الكيلوغرامات من الأكياس البلاستيكية المتعددة الألوان والأشكال التي كانت التي كانت تكسو المطرح والملتصقة بأشجار الأركان والتي تم القضاء عليها نهائيا بهذا المطرح، وكذلك اختفاء مئات قطيع الحيوانات التي كانت تقتات وترعى في هذه القذارة، واختفاء (الهباشة والمخاليين  دفعة واحدة) واستعادت الأرض زخرفها تحت أديم السماء، حيث عملت الجرافات على قدم وساق من اجل تطهير المكان الذي أصبح ألان أفضل حال مما كان عليه، عبر تجميع النفايات السابقة وطمرها بواسطة التربة  عل شكل كتلة لا تزال الأشغال سارية المفعول بها، وإحداث محطة تفريغ مجهزة لحمل نفايات القليعة بشاحنات كبرى  وطرحها بالمطرح الكبير لتملاست.

    بعد تتبعنا لتطورات وجمعنا لمعطيات التخلص من ملف مطرح القليعة العشوائي، فهذا المجهود الجبار تأكد لنا يقينا انه تحت أشراف ومتابعة مباشرة ومستمرة لعامل عمالة انزكان أيت ملول، وان ولاية اكادير رخصت بتحويل نفايات القليعة إلى مطرح تملاست بشكل يومي من منطقة تفريغ في شاحنات كبرى تتولى هذه العملية يوميا، في إطار التعاون للتخلص من المعضلات البيئية والايكولوجية للمطارح العشوائية، وفي إطار دراسة شاملة لمخطط مديري خاص بتدبير النفايات المنزلية والمماثلة لها الذي يشرف عليه مكتب دراسات لتخليص عمالتي اكادير ادوتنان وعمالة انزكان ايت ملول من إشكالات المطارح العشوائية نهائيا بالمنطقة قدمت خلال الأسبوع المنصرم والذي حضرته بييزاج مؤخرا بقاعة الاجتماعات بمقر ولاية جهة سوس ماسة درعة لتقديم أهم الخلاصات والملاحظات للوصول إلى الصيغة النهائية للدراسة بشكل شمولي يأخد بعين الإعتبار جميع المتغيرات التنموية والاقتصادية مستقبليا ، كما تقتضي ذلك الأمانة العلمية في الإعلام والإخبار بكل القضايا البيئية، للتنويه بالمجهودات الإيجابية المبذولة لخدمة الصالح العام واعتماد النقد البناء والتحسيس، بتعاون مع السلطات المحلية، والمنتخبين والمجتمع المدني  كل من زاويته وبإمكاناته الكبيرة والصغيرة  وهو ما اثمر تحويل أكبر معضلة بيئية وتحدي وكابوس استغرق أزيد من عشرين سنة، وتحويله إلى مجرد خبر كان، وعليه فان هذه المجهودات تستحق التنويه والإشادة بها لكونها تنم عن وطنية صادقة وتحمل للمسؤولية بغيرة وطنية وأمانة وإخلاص لله تعالى والوطن والملك، وإذ تعتبر جمعية بييزاج للبيئة والثقافة باكادير الكبير هذا المجهود الجبار والقياسي منارة في الثقافة البيئية بسوس خصوصا بالجهة ونموذج  مضيء في تاريخ حماية البيئة بسوس، فإنها تدعو إلى الاقتداء به في كافة أرجاء الجهة وباقي الجماعات لرفع الضرر البيئي عن المواطنين وحماية الأرض والنبيت والحيوان من هذه المعضلات الايكولوجية للزحف الحضري. اقتداء بقوله تعالى “وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون” صدق اله العظيم./.

   ويبقى فقط أن نشير في ختام هذا التقرير الأخضر أنه من خلال زيارتنا الأخيرة هنالك، لمعاينة  حالة جديدة لغابة ادمين بالقليعة وجدنا مشكل أخر بهذه المنطقة التي تعرف انتشار كبير للمطامير وانعدام قنوات الصرف الصحي، وهي إشكالات مرتبطة بتنامي السكن العشوائي الغير مجهز، وغياب تشوير يمنع تفريغ النفايات السائلة وان صهاريج تجوب المنطقة ليلا ونهارا لتفريغ المياه العادمة ومياه الصرف بموقع سطحيا مكونة بذلك مستنقعات عائمة على مساحة كبيرة بغابة “أدمين” غير بعيد عن مدخل ” العين القليعة 2″  جهة اليسار كما عاينا إفراغ مواد سائلة صناعة ذات لون ابيض روائح قوية  يبدو أنها تفرغ ليلا من براميل وعاينا وجود آثار لها وآثار عجلات شاحنة كبيرة وهي سلوكات تقتضي  المزيد من الحزم وتطبيق القانون وزجر المخالفين ومخربي البيئة بالقليعة من طرف السلطات المحلية، وهذه سلوكات لا يمكنها أن تعيق المجهودات المبذولة عند التصدي لها بحزم ومسؤولية.

رشيد فاسح

رئيس جمعية بييزاج للبيئة والثقافة باكادير الكبير







تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.