الخميس 25 أبريل 2024| آخر تحديث 4:42 08/25



أكادير: تفاصيل الحريق الذي حول مئات الهكتارات من غابة أمسكرود إلى رماد

أكادير: تفاصيل الحريق الذي حول مئات الهكتارات من غابة أمسكرود إلى رماد

agadir_incendiحريق مهول:
منذ أزيد من أسبوع كامل والنيران تلتهم الهكتارات من الغطاء الغابوي، بمنطقة أمسكرود 40 كيلومترا شمال مدينة أكادير، وهو الغطاء الغابوي المشكل أساسا من أشجار الأركار والعرعار وشجر الزيتون والخروب.
لم يكن الحريق الأول من نوعه، لكن المتتبعون اعتبروه الأعنف والأخطر على اعتبار أنه أتى على الأخضر واليابس والتهم قرابة 1000 هكتارا من الأملاك الغابوية التابعة لنفوذ جماعتين تنتميان لقيادة أمسكرود، فبعدما انطلقت شرارتها في المنطقة التابعة لجماعة ” أمسكرود ” وهي المنطقة التي نالت حصة الأسد من الخسائر، زحفت النيران لتلتحق بالغابة التابعة لجماعة إضمين، وبدلك تعلن فيها بداية إحصاء للخسائر التي يحصيها السكان تباعا.
ثروات في خبر كان:
أتت النيران على هكتارات شجرالأركان، وهي الشجرة الذي أصبح الكل في السنوات الأخيرة ينادي بالحفاظ عليها حتى لا تطالها أيادي الإتلاف، بما في ذلك المؤسسات الحكومية والغير حكومية، وحتى هيئات المجتمع المدني، وهو الشجر الذي اعتبرته منظمة اليونسكو منذ 12 عاما ثراثا عالميا، على ااعتبار أنه يوجد في بلدين اثنين في العالم لا أقل ولا أكثر، ويعتير الشجر أيضا مصدر عيش عدد من الساكنة المحلية بمداشر أمسكرود، إذ تعتبر المنطقة مكانا خصبا لانتشار عدد من التعاونيات التي تنتج زيت الأركان وباقي منتجاته.
لكن الأمر كله لم يشفع لهذا الشجر العريق، فألسنة اللهب لا تفرق بين الصالح والطالح، ولا تفرق بين الذي تستغله الساكنة وتقتات منه والذي تتحاشاه.
كما أتلفت النيران أيضا عددا كبيرا من أشجار الخروب، وهو كذلك شجر تعتمد عدد من الأسر في توفيرها دخل موسمي، إذ يتم جنيه ثم بيعه في الأسواق، وبذلك يوفر لهم دخلا محدودا تعتمده في المعشية اليومية.
هذا ولم تسلم ” المناحل ” أيضا من شر الحريق الذي شب في المنطقة منذ أزيد من أسبوع ، إذا أعلنت الكارثة رحيل عدد من أسراب النحل واحتراق صناديق وسلالا كانت معدة لإنتاج العسل في تلك المناطق التي ينتعش فيها العسل.
أشرف المحني فاعل جمعوي عن الجمعية المهنية الإقليمية للنحالين وفيدارلية الجمعيات بالمنطقة يتحدث لنا عن خراب كبير لحق الغابة، ويضيف أن أكبر المتضررين هم الساكنة المحلية كون الغابة المحترقة تعتبر مورد رزقهم الرئيسي من خلال شجر الأركان والزيتون والأعشاب الطبية، ويشير أشرف أن المسؤولية فيما وقع تتحملها المندوبية الإقليمية لوزارة الفلاحة في كونها لم تؤطر مهنيي النحل ولم تعرهم اهتماما والنتيجة شخص يجهل عواقب استعمال النار في استخراج العسل يفتك 1000 هكتار من الغطاء الغابوي، وقال ” أشرف ” وهو يتحدث للجريدة إن مصالح المياه والغابات رفضت الموافقة على مشروع طريق سالك كان سيسهل مأمورية إخماد الحريق.
من وقف وراء الحريق المهول؟
بعدما اشتعلت النيران في كل مكان، أصبح سكان الدواوير المجاورة، يتسلقون الجبال، ليلقوا بأبصارهم على هول الكارثة التي تزحف ببطء نحو مناطق سكناهم، وتساءل هؤلاء، من وقف وراءها، بين يقول بأن الإرتفاع الكبير في درجات الحرارة هو ما تسبب في اندلاعها، وبين من قال بأن الأيادي البشرية هي التي فعلت فعلتها خلسة، أوعن غير قصد، لكن ثمة مجموعة من الشهادات، أشارت بأطراف الأصابع إلى ممتهني إنتاج العسل في تلك المناطق الجبلية، ليعلن فيما بعد عن اعتقال شاب في مقتبل العمر من طرف عناصر الدرك الملكي، وهو الشخص الذي اعترف في التحقيق معه أنه كان بصدد استخراج عسل من خلية نحل، لكن قبس نار انفلت من بين يديه لتلقي به الرياح على الأرض وبذلك انتشرت في الهشيم، وساعد في الأمر تلك الأعشاب اليابسة والأشجار الكثيفة ورياح الشرقي التي حالت دون أن يتدارك الشخص المذكور في الحيلولة دون وقوع الأسوأ.
تعليمات سامية واستنفار أمني:
استنفرت الدولة مختلف مؤسساتها الأمنية، من درك ملكي وقوات مساعدة ورجال الوقاية المدنية، وجندتهم من أجل إخماد حريق أبى إلى أن يندلع في منطقة وعرة، وفي عز عطلة العيد، لكن التدخلات بقيت محدودة لاعتبارات عديدة، أولاها وعورة المسالك الجبلية وانعدام طرق معبدة فيه، زيادة على تزامن الحريق مع موجة حرارة جد مرتفعة وكان لهبوب رياح الشركي أيضا يد في زحف النيران بقوة نحو الغرب.
بعد أيام صدرت تعليمات ملكية سامية لكبار المسؤولين بالتحليق نحو أكادير من أجل الإجتماع على طاولة واحدة والخروج بحل مشترك من شأنه العمل على إيقاف زحف ألسنة اللهب على غابات أمسكرود.
الجنرال حسني بنسليمان القائد الأعلى للدرك الملكي، ووزير الداخلية امحند العنصر، التحقا بالمدينة وأجريا اجتماعا عاجلا، كما عقد والي الجهة محمد اليزيد زلو اجتماعا مع عدد من المصالح المعنية، كالقيادة الجهوية للدرك الملكي والقيادة الجهوية للوقاية المدنية.
إسبانيا على الخط:
من جديد، اسبانيا تدخل على الخط، من خلال إرسال طاقم يتكون من طائرتين من نوع ” كنادير ” المتطورة لإخماد وتطويق الحريق الذي شب بمنطقة أمسكرود، وتعمل الطائرات المتخصصتان على نقل المياه من السدود المجاورة بطريقة متطورة، ثم تقوم باستطلاعاتها المتوالية دون أن تحط في المطار، وهو أمر سهل مأمورية الفرق المغربية البرية من التحكم في ألسنة اللهب، حتى لا تزحف نحو الدواوير السكنية، وبفضلها تمت السيطرة عليها، وبذلك السيطرة على واحد من أكبر الكوارث البيئية بالمنطقة. إنجاز فريق تيزبريس







تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.