الأحد 12 مايو 2024| آخر تحديث 4:07 09/29



سليلة مدينة تيزنيت :المَرْأَة التِي شَيَّبَتْ بَنْ كِيرَان

سليلة مدينة تيزنيت :المَرْأَة التِي شَيَّبَتْ بَنْ كِيرَان

DSC_0219_600x310

بين الفينة والأخرى، يظهر من بين قيادات حزب العدالة والتنمية الإسلامي، صقور يخلقون بتصريحاتهم ومواقفهم الحدث، ويرسمون صورة تكسر النمط المألوف في النسق العام للحزب، وحتى للمشهد السياسي المغربي.

و رغم رفض أبناء الخطيب تقسيم الحزب لصقور وحمائم، إلا أن المواقف والخرجات الإعلامية تفرض هذا التصنيف على أرض الواقع، ليشتهر ضمن تيار الصقور رجال كثر أمثال البرلماني المثير للجدل عبد العزيز أفتاتي، مفجر قضية العلاوات (بين صلاح الدين مزوار ونور الدين بنسودة) تحت قبة البرلمان، وعبد الله بوانو رئيس فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، وخالد الرحموني عضو الأمانة العامة الذي عارضت تصريحاته مواقف الأمين العام في أكثر من مناسبة، وقبلها كان مصطفى الرميد، والمقرئ الإدريسي أبو زيد، وعبد العلي حامي الدين…

ومع مطلع التجربة الأولى للحزب ذو المرجعية الإسلامي في قيادة الحكومة، ظهرت شخصية جديدة زاحمت الذكور المحتكرين لتيار الصقور، وبدت قوية من خلال مواقفها ضد خصوم الحزب تارة، وضد أداء بعض وزراء حزبها تارة ثانية، قادرة على مناظرة المخالفين السياسيين، مسلحة بثقة عالية في النفس، ومهارة في المناورة والأخذ والرد اكتسبتها من تجربتها الطلابية في الجامعة والنقابية رفقة أسرة التعليم.

أمينة ماء العينين.. مسيرة نضالية حافلة

ولدت البرلمانية أمينة ماء العينين عن حزب العدالة والتنمية، يوم 3 يوليوز 1980، بمنطقة سوس جنوب المغرب، وحصلت على إجازة في شعبة الفلسفة، ثم انتقلت للاشتغال في التعليم، وبرزت بقوة ضمن صفوف مناضلي الجامعة الوطنية لموظفي التعليم المنضوية تحت الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، إلى أن وصلت المجلس الوطني للجامعة.

وانتخبت ماء العينين الأم لطفلين (حاتم ورضى)، مستشارة بالمجلس الجماعي بمدينة تيزنيت عن لائحة حزب العدالة والتنمية، ثم انتخبت بعد ذلك برلمانية عن نفس الحزب، في استحقاقات الخامس والعشرين من نونبر سنة 2011.وباعتبارها واحدة من القيادات النسائية بالبيجيدي، فقد كان لآمنة دور مهم في النهوض بالعمل النسائي الإسلامي وتقويته، فانتخبت نائبة لرئيسة منظمة نساء العدالة والتنمية.

قوة في الخطاب.. وانتقاد حتى الأحباب

اشتهرت أمينة ماء العينين بين أعضاء العدالة والتنمية بقوة مواقفها، ووضوح خطابها المتأثر بالممارسة النقابية والنضالية، التي بدأت تظهر بشكل بارز بعد انتخابها نائبة برلماني أواخر 2011.

ومن أبرز هاته المواقف، هجومها القوي شهر يونيو المنصرم، على زميلها في الحزب مصطفى الخلفي وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة، إثر التغطية الإعلامية الواسعة التي حضيت بها الدورة 12 لمهرجان موازين، وأكدت أن المغرب يزخر بالمهرجانات الفنية التي تعبر عن التنوع الثقافي وتعكس التعدد الحقيقي، ولا تجد لها طريق في قنوات الإعلام العمومي.

واستغلت فرصة تكليفها بطرح سؤال الفريق في الموضوع، للرد على زعيم حزبها، الذي صرح قبل ذلك أن لمهرجان موازين جمهوره، مؤكدة أن لكل التظاهرات جمهورها، وأن استغلال الإعلام العمومي من طرف منظمي المهرجان المثار حول كثير من جدل، أرغم الكل على مشاهدته بما فيهم مناهضيه، وقالت: ” دارولهم التلفزة فوسط ديورهم وقالولهم متتفرجوش، أو طفيو التلفزة”، قبل أن تضيف “أظن أنه على المغاربة أن يرحلوا في السنة المقبلة ليتركوا المغرب للأقلية المستبدة”.

موقف آخر سجلته بنت الجنوب ضد وزير الاتصال، لما انتقدت بشدة قبل أيام تصريحاته بخصوص اعتقال الصحفي علي أنوزلا، معلنة أنها تمنت لو صمت مصطفى الخلفي، وترك القضاء يحكم في الملف، مستنكرة في الوقت ذاته أن يتم اعتقال أنوزلا في مغرب دستور 2011.

وأضافت البرلمانية المثيرة للجدل، في نشرة لها على حائطها الفيسبوكي، أنها اضطرت إلى إغلاق المذياع حالما استمعت إلى وزير الاتصال وهو يتحدث عن القضية، وقالت :”لا شعوريا اغلقت المذياع و تمنيت لو صمت الخلفي.لو صمت و قال:هي قضية في يد القضاء”.

وتابعت ماء العينين هجومها على الخلفي قائلا، “إنه يقولها ثم يتحدث بما يفيد إصدار الأحكام على نوايا أنوزلا، بالضبط كما كان بلاغ وزارته سيئا”، ثم استرسلت “صحفي يتابع بقانون الإرهاب في مغرب ما بعد الدستور الجديد، مغرب حرية الصحافة والحق في الوصول الى المعلومة، مغرب مدونة الصحافة والنشر الجديدة طور الإعداد… قضاء يحاكم صحفي بقانون الإرهاب سيء الذكر وأحزاب تحل محل القضاء في إدانة صحفي رهن الاعتقال وصحفيون ينهشون لحم زميلهم و هو قيد الأسر… على من يستقوون؟”.

عكس نهج بنكيران.. ماء العينين تنتقد خطاب الملك

في حرجة إعلامية قوية خالفت النهج العام الذي يدعو له ويسير عليه الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الاله بنكيران، في التعامل مع الملك ومواقفه، ارتأت البرلمانية الشابة أن تفصح عما تبلور في صدرها وهي تتابع خطاب الملك في ذكرى ثورة الملك والشعب الأخيرة، لما انتقد أداء الحكومة الحالية وأثنى على سابقاتها، خصوصا في ملف التربية والتعليم.

وبدت ماء العينين غاضبة على حائطها الفيسبوكي منبرها المفضل لتمرير المواقف، لما علقت على الخطاب قائلة، “وأخيرا، حكومة بنكيران مسؤولة أيضا عن فشل منظومة التعليم في المغرب في ظل سنة ونصف قوضت هذه الحكومة كل منجزات المغرب التاريخية في هذا القطاع، بل عملت على التراجع عن المنجزات غير المسبوقة التي خلفها خشيشن وزير الحزب السلطوي في الحكومة السابقة”.

وواصلت تعبيرها عن استنكارها لتحميل حكومة بنكيران مسؤولية فشل المغرب في مجال التربية والتعليم بقولها، “كل ما هو ايجابي في هذا البلد، نسبته معروفة لمن، أما ما هو سلبي فينسب بالضرورة لحكومة حديثة لم تمنح الوقت لتتنفس فأحرى أن تعمل و تنتج”.

دفاع شرس عن البيجيدي وزعيمه

رغم مواقفها القوية ضد عدد من وزراء البيجيدي، واختيارات الأمانة العامة للحزب، آخرها رفضها لاستوزار صلاح الدين مزوار، تبقى أمينة ماء العينين ابنة بارة للحزب الإسلامي، تذود دفاعا عنه وعن شرعيته، وتتصدى لخصومه بشراسة منقطعة النظير، تعبر بها عن تشبع بمبادئه، واقتناعا بالخيارات والمبادئ الكبرى التي يسير عليها.

وفي كل مرة يكون استهداف من طرف معين للعدالة والتنمية، تجد الحائط الفيسبوكي لماء العينين وتصريحاتها الإعلامية، مُسَخرة للدفاع والصد، بنفس القوة التي يستعمل فيها للانتقاد والاستنكار، كان آخرها هجومها الشرس على الدعوة التي أطلقها شباط للاحتجاج في الرباط ضد سياسات الحكومة، وطالب في تصريح موازي بحل حزب العدالة والتنمية، فردت أن المغاربة لن ينساقوا وراء تلك الدعاوى لأنه “ببساطة في المغرب شعب لا يقرأ بعيونهم ولا يفهم بعقولهم ولا يحب الوطن بضمائرهم الميتة”.

واتهمت القيادية بحزب عبد الكريم الخطيب، جهات لم تسميها بمحاولة إحراق البلاد، والبحث عن استرجاع شرعية مفقودة بإشعال نيران الأزمات، مشيرة أن انتهازيين أغرقوا البلد وأحجموا عن التحلي بالجرأة اللازمة لحل ما عقدوه من أوضاع، وعندما جاء من يسعى لمعالجة الأزمات التي خلفوها وراءهم بجبن، يحاولون استرجاع شرعيات مفقودة بإذكاء نيران تأبى أن تشتعل، و إن اشتعلت فلن يكتوي بلظاها غيرهم.

ولما حاصر مجموعة من المعطلين سيارة رئيس الحكومة بشارع محمد الخامس بالرباط، ومنعوه من المرور إلى حين تدخل القوات المساعدة لتحريره، علقت ماء العينين بوصف المعطلين ب”شباب يدعي كونه متعلما وحاملا لشهادات عليا بئيسة لم تمنحه مؤهلا أكبر من التهجم على رئيس حكومة منتخبة في الشارع العام”./ يونس الزهير( الرأي)







تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.