الجمعة 19 أبريل 2024| آخر تحديث 4:11 04/06



تارݣا تيزنيت …بارقة أمل أخضر بمياه عادمة

تارݣا تيزنيت …بارقة أمل أخضر بمياه عادمة

في إطار مواكبة جريدة ” تيزبريس “،لمباراة “الصحفيون الشباب من أجل البيئة” في دورتها الــ 20 موسم 2021-2022 و التي التي تنظمها مؤسسة محمد السادس لحماية البيئية بشراكة مع وزارة التربية الوطنية ،و دعما و تشجيعا لإنتاجات التلميذات و التلاميذ المشاركين في هذه المسابقة بمختلف الثانويات التابعة للمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية لتيزنيت، ننشر روبورتاجا صحفيا لثانوية الوحدة التأهيلية بتيزنيت .

 

تارݣا تيزنيت …بارقة أمل أخضر بمياه عادمة

  • فريق الإنجاز: منعم العزوزي  وعائشة ايت الحاج
  • تحت اشراف الأستاذة فاطمة إدجغاوي

موقع تيزنيت وخصائصها الطبيعية

تقع مدينة تيزنيت وسط المغرب على بعد 90 كيلومترا جنوب اكادير، تشتهر المدينة وطنيا بصناعة وانتاج المجوهرات الفضية. تتوسط المدينة سهل (أزغار) الذي يحمل اسمها (سهل تيزنيت) ولا تبعد عن البحر إلا بحوالي 15 كلم. حسب المؤشرات البيو مناخية، توجد تيزنيت ضمن المجالات الشبه قاحلة تعرف بقلة التساقطات، اذ لم تتلق المدينة خلال الفترة الممتدة ما بين 2012 و2015 الا 194,50 مم. وينعكس ذلك على الشبكة الهيدروغرافية التي يتميز جريانها بطغيان الطابع الموسمي. رغم الظروف المناخية الصعبة فان المدينة تختزن تراثا بيئيا وكنزا ايكولوجيا يئن تحت تأثير التقلبات المناخية وتزايد عدد السكان والإهمال.

تارݣا تيزنيت …. تراث ايكولوجي مهدد

تارݣا كلمة امازيغية تعني الساقية الكبيرة، وباللسان المحلي تارݣا نتيزنيت أي مزارع تيزنيت هي مجال طبيعي يمتد شمال المدينة على مساحة تقدر ب 200 هكتار يقسمها واد توخسين الى قسمين تارݣا اوسنكار او مزارع الذرة يمينا على مساحة 80 هكتار وتارݣا ن الزيت أي مزارع أشجار الزيتون يسارا على مساحة 120 هكتار. تمارس بمزارع تارݣا زراعة معاشية بطرق سقي تقليدية ومياه شحيحة، تنتج حقول تارݣا الذرة والزيتون والخروب والتين إضافة الى بعض الأعلاف المخصصة لتربية المواشي والتي تعتبر مورد دخل مهم لساكنة المدينة خاصة حي الدو تارݣا، علاوة على دورها الاقتصادي تلعب مزارع تارݣا دورا ايكولوجيا كبيرا باعتبارها رئة المدينة ساهمت في المحافظة على الفرشة المائية وتوفير منتوجات بيولوجية، انها متنفس أخضر في بيئة قاحلة.

بيد أن هذا التراث الايكولوجي تعرض لتدهور تدريجي منذ سبعينيات القرن الماضي بعد توقف عملية السقي سواء من عين ولاد جرار او العين الزرقاء الذي ينبع وسط المدينة القديمة وكانت مياهه تصل تارݣا ن أسنكار أي مزارع الذرة عبر خطارات وصهريج ثم توزع المياه على الحقول. أثر الجفاف على عملية السقي وتدهورت المزارع خاصة مزارع الزيتون الى أن اختفى جزء كبير منها منذ 1990 في حين استمرت مزارع الذرة في الاستفادة من مياه العين الزرقاء الى أن توقف بها السقي نهائيا.

ولم يكن توقف عملية الري هو المشكل الوحيد الذي ساهم في تدهور هذا المجال البيئي الحيوي، فتجزأ البقع الأرضية بفعل التوارث أسفر عن اهمال عدد منها، كما عمقت سلوكيات الانسان السلبية من وضعية تارݣا، تتعرض مزارع تارݣا لجريمة ايكولوجية حولت أجزاء منها الى مكب للنفايات الصلبة وبقايا البناء إضافة الى تراكم الأزبال خاصة على ضفتي الواد، زد على ذلك التلوث الدي خلفه تدفق مياه الواد الحار عبر واد توخسين قبل انشاء محطة التصفية.

مشروع إنقاذ تارݣا… إعادة استعمال مياه الصرف الصحي

تعالت أصوات المجتمع المدني بمدينة تيزنيت بعد التدهور التدريجي الذي عرفته مزارع تارݣا منذ ثمانينات القرن الماضي والذي وصل الى مستويات كارثية في مطلع القرن 21، التزمت مدينة تزنيت في إطار مشروع كليما ميد بإعداد خطة عمل الوصول للطاقة المستدامة والمناخ المعروف اختصارا ب SEACAP، بشراكة مع الاتحاد الاوربي أطلق سنة 2018 ويهدف إلى تحسين حوكمة سياسات تغير المناخ ودعم تعميم العمل المناخي في دول الضفة الجنوبية للحوض المتوسط. نجحت المدينة في تفعيل بعض التزاماتها كالقضاء على خطر فيضانات واد توخسين، كما نجحت في انشاء محطة المعالجة واستخدام مياهها للأغراض السقي.

زيارة محطة التصفية

في إطار بحثنا مدفوعين بهواجس بيئية محضة انتقلنا لزيارة محطة تصفية المياه العادمة بمنطقة تارݣا شمال المدينة، يروم المشروع الى اعادة استعمال مياه الصرف الصحي المصفاة للأغراض فلاحية وفق استراتيجية شمولية هدفها حماية البيئة والفرشة الباطنية والحد من التلوث وتحقيق التنمية المستدامة عبر حماية الوسط الايكولوجي الذي تشكله مزارع تارݣا.

بدأت أشغال بناء محطة تصفية مياه الصرف الصحي سنة 2005 بتمويل من المكتب الوطني للماء الصالح الشرب وبلدية تيزنيت، تمتد على مساحة 39 هكتارا، انطلق العمل بها في يونيو 2006، تعتمد المحطة أسلوبا طبيعيا وتقنيا عالي الجودة. تتم عملياتها عبر عدة صهاريج يوضحها الرسم التوضيحي الذي زودتنا به جمعية إبحارن الفلاحية.

تفضل مهندسا المحطة بشرح مختلف عمليات التصفية التي تتم عبر عدة مراحل” تبدأ بالمعالجة التمهيدية عبر ازالة العوالق الكبيرة والنفايات الصلبة باستعمال المصافي الميكانيكية، تليها عملية ازالة الحصى والرمال والدهون بواسطة أحواض القشد، و تترسب المواد العضوية العالقة في أحواض الترسيب الأولية، تليها  المعالجة البيولوجية و التي تهدف الى  تثبيت المواد العضوية الذائبة والغروية والعالقة وذلك بتحويلها بفعل البكتيريا ( الهوائية – اللاهوائية) الى غازات وخلايا بكتيرية جديدة ذات كثافة أعلى من الماء ثم ازالتها، وأخيرا المعالجة الثلاثية يتم فيها التخلص من مركبات النيتروجين والفسفور والمواد الصلبة العالقة والمعادن الثقيلة.”

مشروع استعمال المياه المصفاة لأغراض فلاحية

لتثمين مياه محطة التصفية والاستفادة منها وقعت الاتفاقية الموضوعاتية الخاصة بمشروع اعادة استعمال المياه العادمة المصفاة لأغراض فلاحية فبراير 2011 من طرف مجموعة من المتدخلين: يمثلون عدة قطاعات كالصحة والبيئة والحوض المائي لسوس ماسة وبلدية تيزنيت اضافة الى جمعية إبحارن والتزم كافة الاطراف بإنجاز المشروع وضمان استمراريته وتتبع الوضعية الصحية والمراقبة الوبائية.

تم بناء محطة الضخ وصهريج لجمع المياه المصفاة ومحطتين للتصفية بالرمل والأقراص و25 كلم من القنوات الرئيسية من طرف مديرية الفلاحة، دشن المشروع من طرف وزير الفلاحة ووزير التجهيز والنقل سنة 2103.

حصلت جمعية إبحارن الفلاحية للسقي سنة 2016 على أول ترخيص من نوعه على صعيد المملكة لاستعمال المياه العادمة المعالجة لأغراض فلاحية، بدأت عمليات السقي وعادت معها الحياة الى بعض مزارع تارݣا، تخصص المياه المعالجة للزراعات العلفية.

انطلقت عمليات السقي في منطقة الدوتارݣا أواخر 2019 وبلغ عدد الفلاحين المستفيدين حاليا 120 فلاحا، حققت جمعية إبحارن الفلاحية انجازا مهما بتوسيع مساحة السقي لتغطي 150 هكتارا في مزارع الدوتارݣا ومنطقة اتبان.

         بارقة أمل أخضر تلوح في الأفق، تسعى الجمعية ومعها كل المتدخلين الى توسيع الأراضي المسقية لتشمل باقي مزارع تارݣا، لتحقيق الاستدامة المرجوة كما دفعها طموحها الى طرح مشروع بيئي طموح هدفه مد قنوات السقي وتوسيع عملياته لتشمل كل المجالات الخضراء في المدينة، لترشيد المياه والحفاظ على البيئة.

 

المصادر

https://www.climamed.eu/ar/project/what-is-clima-med/

www.tiznit.ma

www.cp-tiznit.ma

جمعية إبحارن الفلاحية لتنظيم السقي

محطة تصفية مياه الصرف الصحي تيزنيت

تيزنيت: الذاكرة الجماعية

 

 

يتقدم فريق الربورتاج الصحفي:

منعم العزوزي

عائشة ايت الحاج

تحت اشراف الأستاذة فاطمة إدجغاوي

بالشكر والثناء لكل من قدم لنا المساعدة والدعم

 

  • السيد مولاي الحسن الحاميدي: مدير المؤسسة
  • السيد يوسف اد القاضي: حارس عام المؤسسة
  • السيد مختار بعزي: مهندس محطة التصفية
  • السيدة فاطمة البكماني: مهندسة بالمحطة
  • السيد الحسين هروض: رئيس جمعية إبحارن الفلاحية






تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.