الخميس 28 مارس 2024| آخر تحديث 1:01 10/12



العلاقات المغربية الجزائرية “نزاع الصحراء”…. من يؤدي تكاليف النزاع ؟

العلاقات المغربية الجزائرية “نزاع الصحراء”…. من يؤدي تكاليف النزاع ؟

من الواضح والبين، أن النزاع حول الصحراء يعد من أقدم النزاعات في العالم، وأكثرها تعقيدا بالنظر إلى طبيعة المتنازعين على هذه الرقعة الجغرافية التي لاشك أنها تسيل لعاب الكثير من القوى الإقليمية، وقبلها الدولية، بالنظر إلى موقعها الاستراتيجي المتميز، ومواردها المتنوعة، وثقافتها الغنية والمتعددة الألسن والحضارات.
وبالرجوع إلى عديد الدراسات والأبحاث التي تناولت هذه “القضية” نلحظ أن جلها يورط الجزائر، ويضعها في مقدمة الأطراف الدولية التي لها مسؤولية مباشرة في هذا النزاع، بالرغم من النفي المتواصل الذي تعبر عنها، كل مرة بمناسبة او بدونها، والحال أنها هي الحاضنة الاجتماعية والسياسية، والعسكرية لجبهة البوليساريو، التي تأسست على ترابها، وفي عمقها، بل وتشبعت بايديولجية الدولة الجزائرية تنظيميا وعسكريا، وتبعا لذلك فلايمكن أن تغطي الجزائر الشمس بالغربال، وتتنصل من مسؤوليتها المباشرة في هذا النزاع، ولامناص من ضرورة التخلص من اوهامها، واحقادها اتجاه المغرب، والانخراط بشكل بناء في معالجة هذا الموضوع بناء على مخططات التسوية الاممية، وانسجاما مع الشرعية الدولية، ووفاء لفضيلة حسن الجوار، التي غابت عن ذهن الحاكمين في البلد الجار، وأثرت سلبا على العلاقات الأخوية، التي نسجت بفعل التاريخ والجغرافيا، وصنعت قطيعة رسمية وشعبية بين الجزائر والمغرب، وما التحركات الديبلوماسية الأخيرة للجزائر الا دليل ساطع على عمق هذه الازمة، وتمددها، واستشرافها لأمور اسوأ ما دام هناك رجل غير رشيد،في تدبير الخلاف والاختلاف.
إن تكاليف هذا النزاع، وثمنه الذي يبدو أنه باهض، لايدي فاتورته الا شعبين شقيقين ، لا حول لهم ولا قوة، ولامراء أن الشعب الجزائري يؤدي القسط الأوفر، على اعتبار أن حاكميه، يأوي حركة انفصالية، لم تبق له ولم تذر، نظير ما يصرفه الحكام لهذه الحركة، واستحضارا لطبيعة وتعقيدات نظام الحكم في هذا البلد، وما ينتجه من ازمات اقتصادية واجتماعية وسياسية، وقد بدا ذلك جليا في حراك الجزائر الذي قال كل شيء..

اسماعيل اكنكو
باحث في سلك الدكتوراه.
القانون العام والعلوم السياسية.
جامعة محمد الخامس بالرباط.







تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.