الجمعة 19 أبريل 2024| آخر تحديث 6:00 06/24



الكبوس يكتب : الخبر اليقين الذي لا يريد البعض سماعه

الكبوس يكتب : الخبر اليقين الذي لا يريد البعض سماعه

اسمحوا لي مجدد ان أعكر عليكم مزاجكم و هدوئكم الذي لن يسبق أي عاصفة بحكم ان الأمور صارت محسومة مسبقا ولا مجال للتكهن بما سيأتي او لا يأتي
.
تناسلت الاستقالات و الانسحابات و المغادرات هاته الايام من ” الأحزاب السياسية” مع اقتراب موسم صيد الاصوات في مايسمى بهتانا ” استحقاقات انتخابية”. هذه الاستقالات ربطها أصحابها تارة بتفكير عميق و تارة بظروف شخصية و تارة بغياب الديموقراطية الداخلية وتارة بأمور يتحفظون عن ذكرها لغاية في أنفسهم.

وحتى لا نكون عدميين كما ننعت دائما ، فمن حق المستقيلين ان يستقيلوا و يغادروا متى شاؤا فلم يرغمهم أحد على البقاء او الإنخراط أصلا في تلك الأحزاب، ولكن المقزز و الذي يدفعك الى مغادرة هذا الكوكب في اول فرصة تتاح لك هو ان أغلب هؤلاء هم من المستفيدين من تمثيلهم لأحزابهم _طبعا بعد ان صوت عليهم الناس- و استفادوا من تعويضات سمينة طيلة الست سنوات الماضية مع ما يصاحب ذلك من امتيازات السفريات و السيارات و الفنادق و الدورات التكوينية و نسج علاقات هنا و هناك لقضاء مصالحهم و مصالح أبنائهم.

وحتى لا يفهم كلامي أنه موجه لشخص معين او حزب معين، فأنا أقصد جميع الاحزاب من يمينها الى يسارها و على طول خريطة الوطن.

فكيف يعقل ان يبقى منتخبونا الى الدقيقة الثالثة و التسعين من عمر النزال ضد التهميش و الفقر مستمتعين بمالية الشعب غير آبهين بما تنتظره الساكنة التى خدعت لسنوات وسنوات؟ كيف يعقل ان تجد بعض الوجوه التي عمرت لعقود داخل المجالس المنتخبة لا تقدم و لا تؤخر وتسارع مجددا للترشح بألوان جديدة؟ أليس عبثا ما بعده عبث ان يغير الانسان جلده لمجرد تعويضات و امتيازات و الساكنة تعرف من يكون او تكون؟،

هذا من جهة و من جهة أخرى، نجد في أحزاب أخرى تتدعي الديموقراطية الداخلية و التنظيم المحكم أن سيطرة لوبيات معينة تحرم الشباب من ولوج مناصب المسؤولية و تزكي نفس الوجوه التي عمرت هي الأخرى في المجالس على اختلاف درجاتها، بل الأدعى من ذلك سيطرة النزعة العائلية و القبلية داخل هذه الاحزاب و ما أكثرها.

كل هذه الممارسات هدفها واضح ولم يعد المواطن ساذجا ليتم استغلاله كل ست سنوات، وحين يطلب مصباحا للانارة العمومية أو ماءا صالحا للشرب او طريقا لا يجد أمامه الأ مساطير معقدة ومنتخبين فاقدين للبوصلة لا يهمهم سوى الظهور في صور رفقة وفد رسمي.

تيزنيت تدفع ثمن عقدة ازلية لازمت الطبقة السياسية و “المثقفة” مفادها ان فلان او فلانة ( ماشي ولد تيزنيت / ماشي بنت تيزنيت) و يعمل البعض جاهدا على تكريس هذه النزعة الشوفينية خدمة للمقاولات الانتخابية العائلية و القبلية . فكم من طاقات كبيرة انطفأت بهذه المدينة بسبب هده النظرة؟ وكم من الأطر غادرت بغير رجعة؟ وكم من الشباب تم تهميشهم بسبب تلك النزعة؟

تيزنيت لن تقلع مادام ان الأرضية ليست مشتركة و يحاول البعض إقصاء أي صوت يجهر بالحق و يضع الأصبع على مكامن الخلل بل يبحثون له عن ملفات و إن لم توجد يفبركون له أشياءا للالهاء و لو كلفهم ذلك أموالا و لدينا أمثلة حية على ذلك. و الفضيع جدا انك تسمع أشياءا تصدر ممن يدعون التقدمية و التحرر و قبول الآخر وهم عكس ما يعلنون للناس.

تيزنيت تستحق أكثر مما هي عليه اليوم و هي التي كان يضرب بها المثل في الجمال و النظافة و الأخلاق و الجاه. غير ان من يسهرون على تدبير شؤونها لا يعيرون كل هذه الأمور ولو قليلا من الاهتمام بحيث انغمسوا في ما هو يومي من تراخيص و مراقبة لصيقة للموظفين بدل البحث و الابداع و الاطلاع على تجارب ناجحة في مدن و بلدان أخرى ليتحول تدبير الجماعة الى تدبير جمعية للحي لا يتجاوز سقف طموحها تنظيم مسابقة ثقافية او مباراة في تجويد القرآن الكريم او في أحسن الأحول تنظيم رحلة الى أكلو.
ساكنة تيزنيت عليها ان تعي ان منطق الولاءات لأشخاص او لوبيات قد انتهى وان ادوار المنتخبين و الجماعة أصبحت واضحة ولا غبار عليها، وان علاقة المواطن بالجماعة لا تختزل في رخصة بناء او اصلاح او دفن و إنما علاقة تعاقدية مبنية على أهداف و نتائج. علاقة مؤسساتية و ليس علاقة مواطن ببناية و موظفين و منتخبين. على الساكنة أن تعي جيدا انها ترهن مستقبل أبنائها و مستقبلها لست سنوات كلما توجهت الى صناديق الاقتراع فلتحسن الاختيار يومها و إلا فالمدينة ستصبح أضحوكة اما المدن المجاورة التي إنطلقت تنمويا الى الأمام؛ جامعات، مراكز تجارية، وحدات انتاجية، مطارات، طرق معبدة….. الخ.
وحتى لا يفهم أصحاب العقدة الأزلية ما قيل أنه تلويح او اشهار لدخول غمار انتخابي معين، فلتطمئنوا ولتسألوا كل الذين اقترحوا علينا الانضمام اليهم أنني حاليا لست مؤهلا لا عقليا و لا نفسيا لتقبل الصراع مع كائنات انتخابية تظهر كل ست سنوات تأكل الأخضر و اليابس ولا يهمها تنمية مجال معين و لا توعية مواطن بئيس.
هادشي اللي عطا الله.

واسمحوا لينا برزطناكم.

الكبوس- بوتيني 4- تيزنيت
24/06/2021







تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.