الجمعة 3 مايو 2024| آخر تحديث 3:55 05/03



مع اقتراب فصل الصيف: اغتيال البيئة بشاطئ أكادير (الصور)

مع اقتراب فصل الصيف: اغتيال البيئة بشاطئ أكادير (الصور)

ندد المجتمع المدني بأكادير بما أسماه عدد من الجمعيات انتهاكا لحماية البيئة وتنافيا لمبدأ الاستدامة وضربا للمقاربة التشاركية حين أقدمت الجماعة الحضرية لاكادير بشكل أحادي الجانب خلال الأيام القليلة الماضية وفي عز العطلة الربيعية على قطع ما تبقى من أشجار “الاوكاليبتوس” بشاطئ أكادير بإحدى الساحات التي تعتبر ذاكرة سوسية بامتياز، والتي لها لساكنة اكادير ذكريات كثيرة بتلك المنطقة بجانب مقهي ليل ونهار والمسبح البلدي.
واعتبر المجتمع المدني المهتم بقضايا البيئة هذا الإجراء أحادي الجانب ومجانب للصواب، ولا يعير اهتماما لرأي الجمعيات البيئية باكادير ويتنافى جملة وتفصيلا مع سياسة المقاربة التشاركية التي دعت إليها الجماعة بنفسها في إطار لقاء وطني ودولي سبق أن عقدته سابقا.
و الجماعة الحضرية لاكادير بهذا السلوك المنحرف بيئيا، يقول بيان جمعية بييزاج، خلف استيئا عميقا في صفوف الساكنة المحلية والجمعيات البيئية حيث تحولت هذه المنطقة إلى صحراء شاحبة لجدرا إسمنتية مكشوفة ودمار شامل لبقايا جذوع أشجار قطعت بطريقة فجة وعشوائية من الأسفل من قبل جزاري الطبيعة، دون تعويضها بأشجار بديلة، بل هناك شتائل لاشجار الصنوبر مغروسة تأبى العيش بهذه المنطقة وبهذه الظروف المناخية والمائية التي تحتوي نسبة عالية من الملوحة والرطوبة.وبهذا الاجراء الانفرادي سب تعبير النسيج الجمعوي البيئي الأكاديري، أباحت الجماعة لنفسها ما تمنعه على المواطنين بقوة القانون، ومعلوم أن قطع الأشجار بدون تعويضها بالساحات العمومية يعتبر انتهاكا جسيما للطبيعة وحماية البيئة، وقد نبهت جمعية بييزاج فيما سبق خلال السنة الماضية الجماعة الحضرية الى خطورة هذا الاجراء وقطع الأشجار بشاطئ اكادير بشكل تدريجي، وذلك عبر اتصالات مكثفة مع أعضاء مكتب الجماعة، لأنه يتنافى وانخراطها في ما يسمى منظمة المدن الايكولوجية، ويتنافى والمواثيق الداعية الى المحافظة على البيئة وتشجيع غرس الأشجار بالوسط الحضري وخصوصا المنطقة الشاطئية، لأنها تساهم في توفير الضلال وتلطيف الأجواء أثناء الحر والوقاية من حرارة الشمس والتي يتطلب نمو الاشجار فيها وقت طويل مما يحرم رواد الشاطئ من نعمة الضلال والجلوس تحت الاشجاربتلك الساحة.
وللتاريخ فشاطئ اكادير عرف فيما سبق بغابة كبيرة لأشجار “الاوكاليبتوس” التي يطلق عليها الساكنة المحلية اسم غابة (بيفاندي) التي تم استقدمها من استراليا في العقود الأولى من القرن العشرين من طرف الفرنسيين وكانت تشكل حاجزا طبيعيا ضد زحف رمال الشاطئ والتوازن الايكولوجي تغطي مساحة كبيرة تمتد من واد سوس بمنطقة اغروض الى حدود عمارة “سات إتاج”، وقد تم الإجهاز على العديد من هذه الأشجار لبناء الوحدات الفندقية خلال العقود الأخيرة في اطار (التنمية السياحية) بالمنطقة السياحية، لكن دون دعوة أرباب هاته الوحدات الفندقية الى غرسها وتعويضها بأشجار بمناطق أخرى بمحيط اكادير، وجل ما تبقى من هذه الغابة هو الآن محفوظ فقط في القصر الملكي باغروض، وبالقصر الملكي بالمنطقة السياحية في خطوة بيئية وايكولوجية قل نظيرها بتلك المنطقة، وكانت هنالك عملية أخرى لغرس شجر “الاوكاليبتيوس” بمنطقة شمال شرق حي الموظفين” ليزاميكال” باكادير شارك فيها العديد من موظفي اكادير والتلاميذ ذكور/ وإناث- شباب/ وشيوخ) بتلك المنطقة، فيما أتت الوحدات الفندقية الجديدة بحي “فونتي” خلال العشرية الأخيرة على الأخضر واليابس دون مراعاة لأية تنمية بيئية وايكولوجية حتى تم الإجهاز على العديد من الحيوانات والطيور التي كانت تعيش بتلك المناطق المحمية سابقا وعلى الدور الذي تلعبه الأشجار في تأثيث المنظر العام الأخضر والمشهد الشاطئي الذي تحول الى بنايات صخرية بدون روح طبيعية عكس ما هو معمول به في مجال التنمية السياحية والبيئية الايكولوجية على الصعيد الدولي والتي أصبحت ضمن حاجيات وأولويات السياح الأجانب دوليا.
هذا واعتبر النسيج أن قطع الأشجار بشاطئ اكادير الذي يوفر الضلال للرواد والزوار والساكنة المحلية في الشاطئ في أيام الحر ونهاية الأسبوع، سيساهم في تصحر المنطقة الشاطئية ويحد من تلطيف الجو مع قرب فصل الصيف والاقبال الملفت الذي يشهده شاطئ أكادير للمصطافين. عبد العزيز ابامادان – 0671394223 – [email protected]