الثلاثاء 19 مارس 2024| آخر تحديث 12:42 07/12



لماذا ؟ قصة قصيرة بقلم التلميذ سعيد كويهاج

لماذا ؟ قصة قصيرة بقلم التلميذ سعيد كويهاج

في دولة من الدول، في قرية من القرى، يجلس الطفل في سطح البيت مع أمه وأبيه يتأمل النجوم في السماء، فقال الطفل لوالديه:من خلق هذا ؟
يجيبه أبوه: الله
-ومن الله؟
-خالق كل شيء
-وأين هو؟ إني لا أراه
-إنه لايرى عز وجل
-وما الدليل على وجوده؟
-لا تسأل عن هذا ياولد وإلا ستدخل زمرة الكفار
-ومن هم الكفار؟
-من رفض التصديق بوجود الله
-وكيف أصدق بوجوده؟
-أن تؤمن به وكفى
-ولماذا أومن به؟
-لأنه خلقك
-وكيف أعرف أنه خلقني؟
-ألم أقل لك لا تسأل عن هذا ياولد!
صمت الطفل برهة ثم قال: لم أقتنع بكلامك ياأبت
-إياك ثم إياك أن تكرر ماقلته وإلا فالعصا معلقة هناك تنتظرك.
في الصباح، أفطر الجميع والطفل لا يزال يفكر في حديث الليلة، لايزال غير مقتنع بما قاله أبوه، ماذا يفعل؟ مع من يتحدث؟ من يسأل، وأبوه قد رفض الإجابة عن أهم سؤال في حياته، السؤال الذي إن لم يجب عنه فلن يكون لحياته معنى. ذهب إلى المدرسة، وسأل أحد التلاميذ المتأثرين آنذاك بموجة الإلحاد، وسأله ذات الأسئلة التي سأل أباه، فأجابه ذلك التلميذ جوابا مخالفا تماما لجواب أبيه، فماذا قال له ياترى؟
-الكون أصله شيء اسمه الانفجار العظيم، لا خالق له، إنما مبدأ الصدفة هو الذي يحكم كل شيء.
وكان ذلك التلميذ ملحدا مقتنعا بإلحاده، فاستعان بأقوى ماعنده من حجج، استعان بالنظرية الماركسية القائلة بأن التاريخ تحكمه عوامل مادية، وبالتالي لا وجود لتدخل غيبي على الإطلاق. بعد أن سمع الطفل هذا الكلام، اقتنع به للوهلة الأولى. هذه المرة وجد من يشرح له ويفسر، هذه المرة وجد من يناقش معه، وهذه المرة اقتنع بعقيدة ما. عاد الطفل إلى البيت ليلا، وعرض على أبيه فكرته الجديدة، فتلقى صفعتين الأولى يمينا والثانية عل شمالا، ثم قال أبوه: كنا ننتظر أبناء بررة، فإذا بنا نلد كفارا وزناديق. ولم يزد هذا الطفل إلا تعلقا بأفكاره ، فكيف يقبل أن يتعلق بفكرة هو غير مقتنع بها. في تلك الليلة لم يتناول الطفل العشاء، فقد ذهب إلى غرفته يتأمل فيما سمعه صباحا، أعاد الشريط دماغه حتى وصل الصدفة،الصدفة الصدفة، لماذا الصدفة؟؟؟ هل هناك شيء يتحرك بالصدفة، هذا أمر محير، هل كل هؤلاء الأشخاص خلقوا صدفة؟؟ هل هذه الكرة التي ألعب بها صنعت صدفة؟؟ هذا غير مقبول، في تلك اللحظة تذكر كلام أبيه عن الله، فتساءل الطفل، ألا يمكنني أن أعوض الصدفة بالله، الآن نعم يمكنني أن أقبلها، ذهب إلى أبيه فسأله: كيف أومن بالله؟فقال أبوه: قل يابني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم. شهد الطفل وقال: الآن نعم أقولها لأنني عرفت لماذا.







تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.