الخميس 28 مارس 2024| آخر تحديث 3:49 03/23



جمال الرحل تأتي على الأخضر واليابس من مشاريع المغرب الأخضر بإقليم تيزنيت

جمال الرحل تأتي على الأخضر واليابس من مشاريع المغرب الأخضر بإقليم تيزنيت

” كل ما حرث أخنوش، دكو الجمل ” يقول بكل عفوية مواطن بجماعة رسموكة بإقليم تزينت، فالضرر كما هذه الجماعة، وصل بجماعات وجان، والساحل، وبونعمان… تحولت مشاريع المغرب الأخضر إلى أراضي جرداء، بعدما تحول أخضرها ويابسها إلى روث تتركه الإبل والماعز خلفها. كوارث بفعل فاعل تلتها احتجاجات ومواجهات لتتدخل وازرة الداخلية في الشأن الفلاحي، فراسلت 26 عمالة وإقليم معنية بأمر الجمال، تشكل إما مناطق يتوافد منها الرحل، أو مناطق استقبال. وتستعد الوزارة لوضع إطار تنظيمي صارم يعوض الأعراف المنظمة للرعي، ويقنن عملية تنقل الرحل، وشروطها وأزمنتها وأمكنتها ومن يزاولها. ((الصورة من الأرشيف))
آلاف الهكتارات غرستها حكومة أخنوش خلال بين سنوات 2010 و 2011 تم إتلافها عن قصد وإصرارا خلال السنة الماضية والسنة الحالية، من بينها مشاريع تمثين شجر الصبار، والزيتون، ومشاريع استخلاف اشجار اللوز والأركان والخروب. في الوقت الذي شرعت مصالح وارزة الفلاحة خلال هذه السنة في استنبات ما أتلفته افواه وحوافر الجمال.
الجماعيات المعنية بهذه الجماعات تتحدث عن جحافل جمال وماعز تأتي على الأخضر واليابس، من بينها جمعية إرسموكن للتعاون الفلاحي التي دقت مند بداية الموسم الفلاحي ناقوس الخطر تجاه ما تتعض له مشاريع تثمين الاشجار المثمرة من هجومات . السلطات المعنية تقر بالمشكل وتتحفظ عن الحديث عن المأساة بأرقام مدققة معتبرة الموضوع في غاية الحساسية. غير أنها تتحدث عن تدابير استعجالية تم وضعها وأخرى يتم التخيطيط لها.
خارطة زحف الجمال والماعز شملت كل تراب سوس غير أن تيزنيت تعرف ضررا فضيعا يؤكد سكان دوار الكريمة والسهب بجماعة الساحل حيث تم إثلاف  كلي مشاريع المغرب الأخضر المتلعقة بتثمين منتوج الخروب والصبار برسم سنتي 2011 و 2012 ، وبجماعة وجان تعرضت آلاف الهكتارات من منتوج الصبار للإتلاف.
في يوم تواصلي للمديرية الجهوي للمياه والغابات بأكادير أكدت مند اسبوعين أن مشكل الجمال فضيع، وأن الكرة في ملعب وزارة الفلاحة التي عقدت لقاء خاصا بالموضوع بمدينة تيزنيت ووعدت بإيجاد حلول ناجعة.
محمد العلمي المدير الإقليمي للفلاحة بتزنيت أقر بالفعل بوجود زحف على مشاريع المغرب الأخضر بإقليم تيزنيت، دون الدخول في تفاصيله، وأكد أن وزارة الفلاحة بتنسيق وزارة الداخلية، وبشراكة مع وكالات تنمية الواحات وأركان قامت وضع آليات تقنية وسيتم تنظيم يوم إعلامي لشرح تفاصيل هذاالموضوع.
وأكد محمد  العلمي أن لجنة محلية شكلت من أطر وزارة الفلاحة والمياه والغابات تقوم بجولات يومية لمراقبة تحرك الجمال، وحتها على المغادرة لتفادي الخسائر ونشوب الصراعات مع الأهالي، وأن هذه الإجراءات قلصت من الخسائر التي تطال مشاريع المغرب الأخضر.
محمد العلمي أضاف أن وزارة الفلاحة شرعت خلال هذه السنة في تشجير المناطق المتضررة، واعترف بأن ذلك يبقى عرضة للإتلاف من جديد مع وصول الرحل للمنطقة، لذلك تعمل هذه لجن التتبع والمراقبة على حماية المنتوجات، مع تسييج بعض المشاريع، وإلزام المقاولات التي تولت عملية الغرس بوضع حراس على مشاريعها.
محمد بودربال رئيس الشؤون القروية، شدد بدورها على الغصرار في حماية المشاريع بخروج اللجنة يوميا لحماية مشاريع المغرب الأخضر   حتى لا تمتد لها الجمال من جديد، ولتجنب المشاحنات مع الساكنة، مؤكدا أنه في غياب قانون منظم لعملية الترحال والرعي يصعب اتخاذ ي مبادرة خارج ما تقوم اللجنة حاليا.
وعلمت الأحداث المغربية أن وزارة الداخلية دخلت على الخط من خلال مراستها ل26 عمالة وتستعد لوضع آليات  تنظيمية لضبط تنقلات الرحل، وتقوية مناطق التوافد، وخلق لجنة وطنية للرعي ولجان جهوية يسهر عليها والي الجهة تضم في عضويتها عمال الاقاليم ورؤساء الجهات ،والسلطات والمياه والغابات والدرك الملكي، إلى جانب لجان إقليمية يرأسها عامل الإقليم وتضم الإدارات الإقليمية المعنية.
كما سيتم وضع خرائط لتحديد المناطق التي يقصدها الرحل، وعملية مرورهم، وستقوم هذه اللجان بتحديد مدى تأثير الرحل على شجر الأركان، مع إلزام الرحل على البطاقة الوطنية، ورخصة التنقل ” ليسي باسي” وعلى شهادة السلامة الصحية للقطيع. القانونسيعمل كذلك على تجريم ظاهرة الاغتناء اللامشروع بخصوص الذين لا يمارسون الترحال ويخلقون مقاولات متنقلة من الجمال تأتي على الأخضر واليابس.
إدريس النجار، محمد بوطعام