السبت 20 أبريل 2024| آخر تحديث 10:38 04/23



إسدال الستار عن الملتقى الربيعي الأول لإداوسملال بتيزنيت

   

    تحت شعار “جميعا للحفاظ على التراث المعماري السوسي”، نظمت “الجمعية الاحسانية لإدوسملال” ملتقى ربيع إداوسملال الأول، وذلك يومي 2 و 3 أبريل 2010، بمركز جمعة إداوسملال بإقليم تيزنيت. ومن أهم أهداف الملتقى: صلة الرحم، وربط الشباب المنحدرين من قبيلة إداوسملال بأرض آبائهم وأجدادهم، وكذلك التحسيس بضرورة المحافظة على التراث المعماري السوسي، والمحافظة على البيئة.

 



قافلة شبابية لصلة الرحم
   تصدرت أنشطة الملتقى، الذي كان حافلا بمجموعة من الأنشطة الثقافية والفنية والرياضية والعلمية، رحلة نظمت لفائدة شباب المنطقة المقيمين بالدار البيضاء والرباط والقنيطرة، إلى عدد من مناطق المغرب، حيث انطلقت القافلة المكونة من حافلتين من مدينة الدار البيضاء، لتتوقف بمراكش، وقام الشباب الذي يناهز عددهم 120، بزيارة أهم المعالم السياحية التي تميز مراكش؛ وفي مقدمتها المنارة وجامع الفنا والكتبية. بعد ذلك حطت القافلة الرحال بمدينة أكادير، حيث شارك الشباب في ندوة حول العمل الجمعوي بسوس بمقر جمعية إليغ. بعد ذلك انطلقت الرحلة في اتجاه مدينة تيزنيت، حيث توقف شباب إداوسملال لزيارة أكبر وحدة صناعية بالإقليم، وصاحبها ينحدر من المنطقة. وإلى زاوية سيدي وكاك التي تبعد عن مدينة تيزنيت ب12 كلم غربا، توجهت القافلة، حيث تمت زيارة المدرسة العتيقة، وصلة الرحم بشرفاء زاوية سيدي وكاك الذي ينحدر جدهم من إدوسملال. وبعد تناول الغذاء، عاد الشباب المشارك في القافلة إلى تيزنيت، وكان في استقبالهم عامل عمالة تيزنيت السيد إدريس بنعدو، الذي قدم لهم عرضا مطولا حول المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وكانت المحطة الموالية زاوية الولي الصالح سيدي أحمد أموسى(50 كلم جنوب شرق تيزنيت) الذي يعود أصل نسبه هو الآخر إلى نفس المنطقة، حيث أقام شرفاء الزاوية مأدبة عشاء على شرف الشباب. وكانت المحطة الأخيرة للقافلة، جماعة تيزوغران، حيث تم تنظيم مجموعة من الأنشطة، من بينها: زيارة مقر الجماعة، ومتحف إداوسملال، ومعهد التكوين الحرفي، وتنظيم عرس تقليدي وفق تقاليد المنطقة، وحملة للنظافة بمركز جمعة إداوسملال.

 

الافتتاح الرسمي للملتقى
   على الساعة التاسعة من يوم الجمعة 2 أبريل 2010، تم الافتتاح الرسمي لفعاليات الملتقى، بحضور أعضاء الجمعية الاحسانية لإدوسملال وفي مقدمتهم رئيس الجمعية محمد جابر، ورئيس دائرة أنزي، ورئيس الجماعة القروية تيزغران، وأعيان المنطقة، وسكان القبيلة من مختلف الأعمار والفئات، ورجال الصحافة والإعلام، ومؤطرون وعلماء وفرق فنية اجتمعوا لتأطير وتنشيط فقرات الملتقى.
    وتميزت بداية الملتقى، بافتتاح ثلاثة معارض: معرض الهندسة المعمارية السوسية، وقد عرضت فيه صور ولوحات تبرز جوانب من الفن المعماري السوسي الذي تزخر به المنطقة. ثم معرض الصناعة التقليدية، من خلال عدة أروقة، عكست تنوع المنتوجات التقليدية المحلية، من حلي وألبسة وزرابي وأواني وأدوات فلاحية، وكان مناسبة لتسويق بعض منتوجات التعاونيات الموجودة بالمنطقة، وخاصة زيت أركان، وكذلك معرض لرسائل رسمية وأخرى حبية وظهائر قديمة موجهة لحفدة أبي حسون السملالي المعروف ببودميعة، ومنهم محمد بن الحسين بن هاشم، صادرة من قادة ووزراء وسلاطين وعلماء، على سبيل المثال:السلطان مولاي عبد العزيز، السلطان الحسن الأول ، السلطان مولاي سليمان، الوزير أحمد بن موسى(با حمد)، القائد أنفلوس، القائد الكيلولي. وتتطرقت هذه الرسائل لعدة مواضيع مثل التعيينات الرسمية والإخبارات والتوجيهات.

أنشطة علمية وفنية ورياضية
        شهد اليوم الأول، تقديم ثلاثة عروض علمية مهمة، الأول حول المخطط الأخضر، قدمه الحسن خالدي، إطار بالمديرية الإقليمية للفلاحة، حيث قدم شروحات حول مجموعة من المعطيات التي تخص القطاع الفلاحي بإقليم تيزنيت، من حيث التساقطات المطرية والغطاء النباتي خاصة ما يتعلق منها بشجر أركان واللوز والزيتون والصبار. أما العرض الثاني، كان حول الصحة والبيئة قدمته الدكتورة شاكري لمياء، طبيبة بإحدى المراكز الصحية بتيزنيت، حيث ركزت على ظاهرة التدخين ومخاطرها الصحية والبيئية والاجتماعية. في حين حظي العرض الثالث الذي كان حول “رجالات العلم والصلاح بإداوسملال”، باهتمام كبير من طرف الحضور، إذ أكد الدكتور أطره الدكتور أحمد أبو القاسم على أن منطقة إداوسملال عرفت عددا كبيرا من العلماء والصالحين، حيث يمكن تحديد عددهم في الفترة مابين القرن8 و14 الهجري في 46 عالما، بعضهم معروف على صعيد العالم الإسلامي، تركوا آثارا كثيرة. ومن أشهر هؤلاء: العلامة عبد الرحمن بن عفان الجازولي، الذي اشتهر بتدريس العلوم بفاس في عهد السعديين، لقبه العلمي شيخ الرسالة وذلك لأنه شرح رسالة أبي زيد القيرواني ثلاث مرات ،توفي هناك سنة 741هـ ، العلامة نعمان السملالي، ولده سعيد بن نعمان،الذي توفي في 650 هـ، أبو يحيى بن عمر الكرسيفي، تسلسل عنه علماء نجباء كثيرون يربون عن المائة، من أواخرهم  محمد العثماني، محمد بن سليمان الجازولي، وهو صاحب الطريقة الجازولية المعروفة التي انتشرت في عدة أطراف من العالم الإسلامي، سعيد بن سليمان الكرامي، من المتخرجين في الأندلس، صاحب كتاب شرح الألفية الذي طبع مؤخرا في السعودية، إبراهيم بن بلقاسم السملالي، توفي أواخر القرن التاسع وهو صاحب منظومة في الحساب، سيدي أحمد أوموسى، الذي ذاعت شهرته في العالم الإسلامي ، ينتمي نسبا إلى الشرفاء الطالبيين الحسنيين، الذين نزلوا في إداوسملال في القرن 3هـ ، وهو الجد الأعلى للإحكاكيين، توفي سنة853هـ.
     كما أشار المحاضر إلى أن منطقة إداوسملال توجد بها 14 أسرة علمية (تعتبر كل أسرة علمية إذا تتابع فيها 3 علماء) وهي: الأسرة الكرامية، الأسرة العباسية من  الشرفاء، الأسرة العباسية من غير الشرفاء، ويصعب التفريق بينهما، الأسرة العروسية، الأسرة الإحكاكية،التي ينحدر منها عبد الله بن ياسين،الأسرة التخسية، الأسرة الإكسالية، التي يتصل نسبها بسيدي وكاك وآخر علماء هذه الأسرة سيدي الحسين الإكسالي،  الأسرة الوجاجية، علماؤها متفرقون في شتى مناطق المغرب، الأسرة الرحمانية، الأسرة المافامانتية، الأسرة الزلتيتية، الأسرة البعزاوية، الأسرة الأكضيضية، الأسرة اليعقوبية.

كما نظمت بالمناسبة صبحية لفائدة الأطفال، تضمنت باقة متنوعة من الأنشطة،أهمها ألعاب بهلوانية وألعاب سحرية وأناشيد ومسابقات، واختتمت الصبيحة بعرض مسرحية “تنمل” من طرف مجموعة من تلاميذ المنطقة. وقد تمحورت معظم فقرات الصبيحة حول البيئة وأهمية الحفاظ عليها.
       كما عرف تنظيم مباراة في كرة القدم بين “فريق الدار البيضاء” وفريق تافراوت المولود، انتهت بفوز الأخير بالضربات الترجيحية.
   وشاركت عدة فرق غنائية وفلكرورية، في تنشيط سهرة غنائية ليلا، حضرها جمهور غفير من أبناء المنطقة. من جانب آخر كان الجميع على موعد مع أمسية دينية بمسجد إداوسملال، تميزت بقراءة جماعية للحزب الراتب وأجزاء أخرى من المصحف، بالإضافة إلى الأمداح النبوية وقراءات شعرية من إبداع مجموعة من شعراء المنطقة.
القافلة الطبية:
    تميز اليوم الثاني من فعاليات الملتقى، بتنظيم قافلة طبية من طرف الجمعية الاحسانية لإدوسملال واتحاد الجمعيات التنموية لأمانوز، بتعاون مع جمعية إليغ وجمعية أطباء أكادير وتيزنيت ووزارة الصحة.
    وكانت المحطة الأولى للقافلة، “إزربي”، حيث استفاد حوالي 2500 من المرضى، معظمهم من النساء، من فحوصات مجانية وأدوية في أمراض العيون والجهاز الهضمي والجراحة وأمراض القلب وطب الأطفال.
   أما المحطة الثانية وهي جمعة إدوسملال، فقد استفاد من العلاجات المجانية والأدوية حوالي 1800 شخص.  وقد عرفت هذه القافلة مشاركة 40 طبيبا متطوعا من مختلف التخصصات، ودعم نقابة الصيادلة بأكادير،وعدد من الصيدليات بالمنطقة.   وقد تم الاستعانة ب3 أجهزة الكشف الباطني(إكوكرافي)،وآلات قياس البصر. وبلغ مجموع الأدوية الموزعة ما قيمته 260 ألف درهم.
   كما تم توزيع مساعدات مختلفة على الفقراء والمعوزين من أبناء المنطقة، منها 15 طن من الدقيق و600 كلغ من الشاي و2400 كلغ من السكر و120 لترا من زيت الزيتون، إضافة إلى 600 غطاء.
واختتمت فعاليات الملتقى بسهرة احواش إداوسملال أو ما يسمى أحواش أجماك إداوسملال، بالإضافة إلى مشاركة مجموعة تراكت من أكادير.

تغطية: إبراهيم أكنفار