لقد عاشت ساكنة الاخصاص سنوات عديدة و هي محرومة من الماء الا ما أنزل الله من المزن وظلت تستغيت لسد رمقهـا بالشاحنات المصهرجة التي تنقل الماء من واحـــة ميرغت و بأثمان باهظة تصعق القدرة الشرائية لشريحة عريضة من الساكنة ، حتى شاءت الاقدار والطاف الواحد القهار أن تكتب لسد يوسف بن تاشفين أن يرسل من نفحاته إليها و تتنفس الصعداء. فكانت الفرحة عارمة و هب الغني و الضعيف و بكل الوسائل للاسفادة من هذه المادة الحيوية. وما أن تخلص الناس من معضلة الماء الشروب بالمنازل حتى تولدت معضــلات جمــة بات من المستحيلات علاجها بهذه المنطقة ألا و هي مياه الغسل و التنظيف المنزلي التي ترمى بالشارع العام لتتطاير على المارة و تنبعث منها روائح ازكمت الأنوف والمجلس البلدي نائم في سبات عميق لا يفكر إلا في التعامــل مع فصول الميزانية التي توفر بعض النفحات هنا وهناك لتبقى الأخصاص عائمة في الأوحا ل ومياه الصرف الصحي الممزوجة بالأزبال لتكون مولد الروائح النثنة و مرتع الحشرات المختلفة . و من ضاق درعه و أرا د استنشـاق الهواء النقي فليتوجه إلى مدخل المدينة والساحة الجديدة أمام المسجد والواجهة الأمامية لمقر البلدية المرصــــعـة بالرخــام الأنيق يسر الناظرين والنـافورة التي تذرف دموعها تأثرا بالوضـع الصــحي للبلاد والعبــاد .ليصدق عليها القول: (أش خصك يا عريان الخاتم يامولاي).
فأينكم يا من يصول و يجول هنا وهناك و يرشف فناجين القهوة و كؤوس العصائر بالمقاهي الفاخرة بالمدن المجاورة ولا يلجون بلديتهم اليتيمة والمكلومة إلا في ساعات متأخرة من الليل ليتجنبوا رؤية كل ما آلت إليه الأوضاع في شوارعهم و دوائرهم.
محمد بلقاسم
lakhssass tga l3in oritgharen wana dyouchkan argiss itagem ard irmi if iwayade