الخميس 25 أبريل 2024| آخر تحديث 4:55 01/05



“مول البيكالا” و “العصابة الهوليودية”: حكاية المدينة الآمنة لا غير!!

“مول البيكالا” و “العصابة الهوليودية”: حكاية المدينة الآمنة لا غير!!

تيزنيت، مدينة السلم والسلام، محل الكرم والضيافة ومهد العراقة والأصالة. أبناؤها ما زالوا محافظين على تلك البراءة البدوية التي لا تنفك تعلو الوجوه كدليل على الطيبوبة والمسالمة..  دروبها الضيقة تحيي الأمل في النفوس، أمل ليس يضاهيه أمل، حتى سمي فريقها الكروي بالأمل.
    وأنت تمر في ساحة المشور تتذكر الأيام الخوالي حيث السور العريق سدا منيعا أمام هجمات المغيرين من شتى الاتجاهات. هذا ما حكاه الشهود وتناقلته الألسن جيلا بعد جيل عبر روايات تحكى حالة السمر والسهر على كؤوس شاي تفوح منها رائحة نعناع زكية..
   عجيب أمرك يا مدينتنا الهادئة! تغيرت فيك الأحوال على حين غرة ، فتغيرت معها الذمم، فها هو ذا “مول البيكالا” راكب على دراجته الهوائية يقتنص الأهداف في سابقة خطيرة شاءت الأقدار أن تُعرف بها “تيزنيت” لينضم الحادث وبطله إلى أسطورة ستصلح للحكي  يوما ولن تًطمس في ذاكرة أبناء هذا الجيل ممن رأى وسمع.
   ولما أشرفت سنة 2012 على توديعنا طفا على سطح الأحداث مسلسل هوليودي طويل تجري حلقاته الواقعية بين أحضان المدينة الآمنة. هذا الأخير حضي بمتابعة إعلامية غير مسبوقة لما يحمل في ثناياه من غرابة تكمن في وجود أعضاء ينتسبون إلى الجهاز الأمني الذين آثروا الأخذ بالمقولة الشهيرة “حاميها حراميها” حيث استغلال طيبوبة “الحجاج” وبعضا ممن يسايرهم من أناس لهم ثقلهم في مختلف شؤون الحياة العامة.
   في طريقي نحو العمل مفتتح السنة الحالية بادرني السائق بالحديث عن هذه الجريمة الشنعاء في حق الأبرياء عبر في البدء عن استنكاره الشديد لفعل الفاعلين، كما تأسف على حال المفعول بهم، مستطردا: “إن الضحايا يريدون الحفاظ على الشرف لا غير” ثم قال :”نحن الشباب لو طالبونا بألف درهم ما كان لهم ذلك. لأننا بكل بساطة لا نملكهم. لكن للأسف يتقنون اختيار الضحايا”.
   أنا لست أشكو لنفسي العصابة وأفعالها فقط من خلال استعراضي هذه الكلمات، بل ما يتضمن ذلك من دلالات “الحكرة” أجدر بالعلاج عن طريق رد الاعتبار وجبر الضرر وفق ما يقتضيه الأمر الواقع ومحاسبة  كل من سولت له نفسه استغلال أناس لا حول لهم ولا قوة. ويبقى الإصبع الذي رُفع يوما في وجه الأبرياء وبعضا من ذوي الحقوق راسخا في خلدي أتذكر به أن مدينتنا نفضت أخيرا عن نفسها بعضا من غبار.

احمد اضصالح: [email protected]