الأحد 5 مايو 2024| آخر تحديث 3:38 12/23



الصحفي والأستاذ الباحث الحسن تيكبدار يطلق النار على ملتقى بويزكارن ويصفه بالروتين المزمن

الحسن تيكبدار أستاذ التاريخ و الجغرافيا ،وخريج الماجيستر المهني للتراث و التنمية بالجنوب المغربي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية،  أكد أن ملتقى بويزكارن للثقافة الشفوية الثالث عبارة عن دخان بلا نار و زوبعة في فنجان و يفتقر الى رؤية عملية و علمية لانقاد تراث المنطقة السائر في طريق الاندثار، ووصف المواضيع المبرمجة  “بالمستهلكة جدا” والتي تجنبت الحديث عن واقع الحال المزري بمدينة بويزكارن على مستوى الهوية و الذاكرة و التراث الملموس ، ووجه انتقادا شديد اللهجة

للمنظمين عبر تهميشهم لوحدة ماستر الجنوب المغربي ” تراث و تنمية ” ووصف الوجوه المشاركة بنفس الوجوه الروتينية كل دورة متساءلا  عن سبب ذلك ؟؟ مطالبا الجهات المنظمة الى الانفتاح اكثر على جهات متخصصة و ذات رؤية  خاصة على المستوى المؤسساتي ، مضيفا ان التراث ليس مجال للبهرجة و الروتين المزمن ، بل مجال بحاجة الى مقاربة تشاركية مع كل الفاعلين  و المؤسسات ،مؤكدا ان كل من هب و دب ليس الحق في الخوض بالأمن الثقافي للوطن، داعيا في نفس الوقت المنظمين الى الانكباب بقوة في ما تعيشه بويزكارن من هزالة ثقافية و هشاشة في السياسات المحلية التي تنظر الى التراث كفلكلور سنوي  اكثر منه دعامة و ركيزة للتنمية المستدامة، وقد سرد الأستاذ للموقع مجموعة من الاخطاء التي يراها قاتلة للنشاط و تفرغه من مصداقيته .
جمعية بويزكارن للتنمية والثقافة عبر نشاط الملتقى الثالث للثقافة الشفوية سجلنا الكثير من الأخطاء القاتلة والتي تنم عن غياب مقاربة تواصلية و تفشي ظاهرة الانفرادية في التعامل مع تراث المنطقة .
اولا : لم تسجل كل الدورات السابقة  الاختلالات الحقيقة و المتعايشة في تراث المنطقة فمدينة بويزكارن فقدت هويتها بل اكثر من ذلك كل الملتقيات السابقة لم يتم تسجيل توصيات عملية تلمسها ساكنة بويزكارن على ارض الواقع (الاسوار مخربة ، العادات مندثرة ، الأسواق العتيقة في خبر كان ، الهوية البصرية للمدينة غير موجودة ، خلل في النظام الثقاقي للمدينة ، غياب مؤلفات تاريخية عن المدينة ….) متسائلا لماذا كل الدورات لم تتوج بمؤلفات تستفيد منها المؤسسات التي تسير السياسة المحلية .
ثانيا : العناصر المحاضرة لا ننقص من قيمتها لكن مجال التخصص لا يسمح لهم في الخوض في كل فقرات الملتقى من الدورة الاولى الى الثانية الى الثالثة و مستقبلا وهذا يخلق روتين مزمن .
رابعا : الداعمون للنشاط جهات وطنية و مؤسسات عمومية ميزانيتها من أموال الشعب المغربي لهذا يجب أن تكون الفقرات في مستوى تطلعات الساكنة ، و ان يخرج الملتقى بتوصيات تستثمر في التراث المحلي و ان يتم إشراك كل الروافد التراثية التي تغدي مدينة بوزكارن ( افران ، تيمولاي ، تغجيجت …..)
خامسا : تم تهميش ماستر الجنوب المغربي : تراث و تنمية  بكلية الاداب اكادير ، طيلة دورات الملتقى مع العلم انه اول ماستر مهني و اكاديمي على الصعيد الوطني متخصص في دراسة تراث الجنوب المغربي و ثقافته الشفوية ، و  الماستر فيه ثلة من الطلبة المتخصصين و الدكاترة الذين لهم صلة وثيقة بموضوع الملتقى .
سادسا : كل المواضيع المقترحة عبارة عن عناوين فضفاضة وعامة يصعب عليها  تثمين التراث المحلي .
سابعا : غياب فكرة التاليف لدى الملتقى كل المحاضرات حبيسة الميكرو و لا تخرج الى الوجود كمراجع لاستفادة المهتمين .
ثامنا :  الملتقى لم يتطرق في اشغاله لا السابقة و لا  الحالية الى قضايا التراث الجوهرية ، كالتدوين و التوثيق و الترميم و لم يستثمر ابحاث طلابة  المنطقة
تاسعا: غياب الشق القانوني في كل مراحل و محاضرات الملتقى و ذلك لحفظ الذاكرة و الموروث الشعبي و الحفاظ على المباني التاريخية .
فليشهد التاريخ اننا لا نشمت في أحد ، و لكن نريد لمدينة بوزكارن ان تلعب الدور المنوط بها كمدينة و بوابة على كل الاحواز التراثية التي تحتاج الى سياسة فاعلة و يومية ،خاصة في موضوع الهوية الذي لن نتساهل مع احد فيه اذا لم تتوفر ظروف المهنية و التخصص و رد الاعتبار للثقافة المحلية عوض الحديث عن بديهيات و بدعم ضخم .