الجمعة 3 مايو 2024| آخر تحديث 10:07 12/29



ماذا لو كانت “2015” سنة سلام؟

idssalh

سيأتي قريبا يوم يخرج أطفالنا إلى الشوارع والأزقة بأراجيح وحبال وكرات تؤثث فضاءات ملعبهم، لا يخشون تربص المتربصين وتحرش المرضى وكيد الكائدين وسارقي أحلام اليتامى والبسطاء، يرددون أنشودة السلام، وبراءتهم تصدح معلنة عن ميلاد عهد جديد.

في ذلك اليوم، سيخرج ابن فلسطين المحتلة، حاملا على كتفيه قصبة زيتون يتحدى طائرات ال”إف 16″، فتندحر راجعة نحو ثكناتها القريبة والبعيدة، تشكو الإهمال والصدأ الذي يعلو محركاتها حديثة الصنع، وكأن بقصيدة “محمود درويش” قد عادت للواقع فهزمته بعد أن كانت حبيسة الأذهان: “على هذه الأرض ما يستحق الحياة”.

آنذاك ستتوقف أمريكا عن شن حروبها الشعواء على قيم الشعوب وحضاراتهم، وستسحب جيوشها من أراضي العراق وأفغانستان…، وتعلن توبتها أمام الملإ، معلنة انتهاء زمن الفوضى والتدخل في شؤون الدول والشعوب.

سيجلس أبناء الصومال جنبا إلى جنب، وأبناء السودان واليمن جنوبيهم وشماليهم في طاولة وحيدة والابتسامة تعلو محياهم البديع، يوفرون على أنفسهم عناء ملازمة قذائف “الهاون” وسلاح ال”كلاشينكوف”، بدل لقمة العيش ورداء يستر سوءاتهم.

ستخرج روسيا من “القرم”، وستتعب أمريكا من استفزازها، وقطف رؤوس أحلافها واحدا واحدا كأنهم نبات الذرة إبان نضجه.

ستخرج للوجود أفلام ال”هوليود” حاملة قصص التآخي بين الشعوب: الأسود كما الأبيض، المسلم كما النصراني واليهودي، الإفريقي كما الأوروبي، العربي كما الأعجمي، وأبناء بلاد العم سام ومن والاهم، من سلالة وحيدة تتحدى نائبات الدهر.

سيكفون عن تصوير الأسود لصا محترفا، والمسلم إرهابيا بلحية كثة وشعر أشعث، والإفريقي همجيا يأكل اللحم النيء ويتلذذ بشرب دماء البشر، والعربي المشرقي شنطة نقود مفعمة برائحة الذهب الأسود.

سيكفون عن احتقارنا في إعلامهم، وسيوقفون الرقص على مآسينا، معتبرين فرحنا فرحهم، وحزننا في حزنهم. وسيسعون نحو إطفاء أوار النزاعات في ثنايا هذا العالم الفسيح.

بفضل كل هذا، ستنقرض المافيا الإيطالية والروسية، وستضع ال”فارك” أسلحتها، ولن تسمع ب”داعش” و”حالش”، وعصابات الرقيق الأبيض…، سينتهي كل شيء في لمحة بصر كأن لم يكن.

ستزدهر أم الدنيا ازدهارا، وسيعود للمغرب بريقه، وستتخلص إسبانيا من أزمتها الاقتصادية بعد أن تصير موطنا لتلاقح الأفكار: الجنوبية بالشمالية، والشرقية بالغربية.

سيتوقف الصراع الأبدي على الكراسي والسلط، وتعلو محيانا أمارات البهجة والحبور.

سنطوي صفحة من الأحزان والدماء..، صفحة ملؤها الإشاعة والعداوة والبغضاء والإحن المبيدة..، صفحة قل فيها الإحساس بالحب والأمل والحياة، وفاحت منها روائح الموت الزؤام، في عصر اكتشفنا فيه الذرة ولم نقدر على الوصول لكنه إنسانيتنا !!.







تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.