السبت 18 مايو 2024| آخر تحديث 2:35 10/13



أولاد جرار : مدرسة ودادية الخير،الحلم المفقود في ذكرى 10 أكتوبر

أولاد جرار : مدرسة ودادية الخير،الحلم المفقود في ذكرى 10 أكتوبر

10661781_851075111592499_4187042095767815532_o

مع إشراقة كل موسم دراسي، يعاود الآباء والأمهات بودادية الخير والدواوير المجاورة مناقشة قضايا أبنائهم التعليمية، بحلوها ومرها، ومع بداية كل موسم يتجدد النقاش حول مآل المدرسة الابتدائية، الحلم، التي لطالما انتظروا بناءها وتشييدها لتخفف عنهم وعن أبنائهم وفلذات أكبداهم معاناة التنقل والانتظار.
بطبيعة الحال سيظل يوم 10 أكتوبر تاريخا محفورا ومنحوتا في ذاكرة المهتمين والمتابعين لهذا الموضوع منذ أزيد من عقدين من الزمن، سيظل هذا التاريخ مرتبطا لديهم جميعا، منهم الذين أكرهوا على ترك منازلهم أو بيعها للهجرة ومنهم من ظل وما يزال مرابطا في البلدة التي عشقها وعشقته، بيوم أجهز فيه المسؤولون والمنتخبون على حلمهم في بناء مدرسة أو قسم دراسي يؤوي أبناءهم بعيدا عن معاناة المسالك الضيقة المؤدية لمدرسة فوق الطوب المحفوفة بالمخاطر وهواجس الخوف من شر الإنسان أو طيش الحيوان.
قبل يوم 10 أكتوبر من سنة 2003، تحرك مجموعة من الآباء والأمهات من أجل تحقيق مطلب بناء حجرة دراسية بودادية الخير، تكون نواة لإنشاء مؤسسة تعليمية بها، تحركوا وناضلوا بكل الصيغ المشروعة، اتصالات مباشرة، عرائض، مراسلات، أسئلة كتابية في البرلمان، ليأتي في الأخير جواب وزير التربية الوطنية والشباب يوم 11 فبراير 2003 حاملا بشرى للساكنة بإمكانية إحداث وحدة مدرسية بودادية الخير في إطار ميزانية 2004.
مباشرة بعده تحركت الآلة السياسية الجهنمية لأدعياء الديموقراطية ولخدم لوبيات البناء العشوائي والريع الانتخابي وتجار الشواهد الإدارية لتضغط من جديد وتبدع ببراعة كعادتها بما يجعلها في قمة الهرم الانتخابي بلا منازع. استطاعت الآلة مصادرة حق ساكنة الودادية في حجرة دراسية يوم 10/ 03 / 2003 في اجتماع بإحدى الإدارات الرسمية، ولدينا وثيقة رسمية تثبت هذا، حيث تم تحويل الحجرة الدراسية التي كان من المفروض بناؤها بالودادية نحو التجزئة العشوائية بطريق اغبولة.
منذ ذلك الحين ابتلع أصحاب الحال ألستهم ولم يستطيعوا إدراج هذه النقطة ضمن جداول أعمال اجتماعاتهم، ولم يتقدموا بأي ملتمسات للجهات المعنية من أجل إحداث مدرسة ابتدائية. وكعادتهم فقد خانهم الحظ حين سمعوا بمبادرة لإحدى المؤسسات البنكية، وأعلنوا في الملأ عشية الفوز العظيم عن قرب بناء مدرسة تطل على دوار الفيران، فقد اختفت المبادرة دون أن يعلموا عنها وعن سرها شيئا.
ساكنة الودادية، وبعد أن تبين لها بالواضح، أن الجري خلف رائحة الورد لن يبلغها مرادها ومرماها، لملمت جراحها وتوجهت مرة أخرى في أكتوبر من سنة 2013، أي بعد عقد من الزمن، نحو مكتب المسؤول الأول عن التعليم محملة بعريضة ثقيلة من التوقيعات، وعقدت العزم مع المسؤول على حل الإشكال، لكن أصحاب الحال من أتباع الزاوية ومنظريها، ممن مازال حلمهم ثابتا في السيطرة والبقاء، تحركوا عقب اللقاء كما تحركوا قبل عشر سنوات، فكروا ودبروا وجاؤوا بالحل، إنه النقل المدرسي.
إنه الحل الذي سيمكنهم في نظرهم من البقاء، قد يقتاتون عليه لعشر سنوات أخر، لكن الحلم سيبقى وسيجد دوما من يناضل من أجله، وسيبقى يوم 10 اكتوبر راسخا في ذاكرة كل ودادي، والرجاء في تحققه لن ينقطع أبدا ما دامت هناك ضمائر حية تجعل مصلحة البلد فوق كل اعتبار.
محمد السيك، عضو لجنة التنسيق







تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.