الأربعاء 1 مايو 2024| آخر تحديث 5:09 09/12



هكذا يعيش القاضي ” مهدي شبو ” إبن « جماعة رسموكة » خارج رداهات المحاكم

هكذا يعيش القاضي ” مهدي شبو ” إبن « جماعة رسموكة » خارج رداهات المحاكم

521848_172189599586837_3707236_n

في إطار الحوارات التي أجرتها يومية رسالة الأمة مع مجموعة من القضاة  من خلال صفحتها ” فسحة الصيف ” أجرى الزميل حميد إعزوزن حوارا مع القاضي ” مهدي شبو ” سليل جماعة أربعاء رسموكة إقليم تيزنيت و نائب رئيس المحكمة التجارية بمدينة أكادير ، فيما يلي أبرز ما جاء فيه :

بداية، من هو القاضي مهدي شبو؟
رأيت النور بجماعة رسموكة إقليم تزنيت في ربيع العام 1969 ، تلقيت تعليمي الأساسي بمدينة اكادير ، وحصلت على الإجازة في الحقوق من جامعة القاضي عياض بمراكش العام 1994 كما حصلت من نفس الكلية على شهادتي الدارسات العليا في القانون المدني العام 1995 وفي قانون الأعمال العام 1996 ، بعدها ناقشت اطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء في موضوع مؤسسة القاضي المنتدب في مساطر معالجة صعوبات المقاولة العام 2004 تحث إشراف أستاذي الدكتور محمد الكشبور ، من الجانب المهني التحقت بالقضاء في أواخر العام 1994 ضمن الفوج 25 ، وعينت فور تخرجي قاضيا بالمحكمة الابتدائية باكادير ثم قاضيا بالمحكمة التجارية بمراكش وإنتهى بي المقام نائبا لرئيس المحكمة التجارية باكادير ، متزوج وأب لطفلة.
كيف تعيش حياتك خارج ردهات المحاكم؟
أعيش حياة طبيعية هادئة ، فأنا من القضاة الذين ينسون صفتهم بمجرد خروجهم من المحكمة ، و لا يعيشون عُقد المهنة ، مع الأسف بعض القضاة تجدهم لا يفارقهم زهو المهنة أينما حلوا وإرتحلوا ، ويتعاملون مع محيطهم الاجتماعي تعاملهم في قاعات الجلسات وعلى منصات القضاء ، أما أنا فأحب أن أعيش في تستر l’anonymat ، أتذكر أنه أثناء عملي بمراكش كنت أتناول وجباتي بمحل ، وكنت أحضر إلى المحل لسنوات بلباس عادي وأمازح المستخدمين ، و في أحد الأيام جاء حيسوبي لم أراه وأخبر بعض المستخدمين بهويتي وأثنى علي كثيرا ، ما أعجبني أن المستخدمين إحترموا رغبتي في عدم كشف هويتي لكنهم إزدادوا إحتراما لطريقة تعاملي ، وعندما هممت بالإنتقال من مراكش أخبروني بأنهم تعرفوا على هويتي وقدروا تواضعي .
هل تتذكر أول ملف عرض عليك (ما هو هذا الملف)، كيف كان شعورك بعدما انتهت الجلسة وغادرت المحكمة إلى منزلك؟
إبتدأت في محكمة كبيرة ، و في مادة منازعات الشغل ، وأول الملفات التي نظرت فيها كانت ملفات عمال تعرضوا للفصل التعسفي ، لم أعد أتذكر الوقائع بتدقيق ، لكن لم تكن لدي صعوبات تذكر ، فقد كنا نعمل في إطار نظام القضاء الجماعي ، ومن حسن حظي أني ابتدأت في مادة أتقنتها في الكلية وتدربت عليها وعلى تقنياتها في مرحلة التمرين بمساعدة القضاة الذين تدربت على أيديهم .
ما هي أبرز الملفات التي نظرت فيها ومازلت تؤثر فيك بشكل يومي ولن تستطيع نسيانها؟
بحكم سنوات إشتغالي الطويلة بالمحاكم التجارية ، أتيح لي أن أبت كقاض مقرر في ملفات ضخمة أصحابها من ذوي المال و السلطة وبعضهم له علاقات بمراكز القرار ، وأفتخر أنني طبقت القانون كما إعتقدته بغض النظر عن الثأتيرات بمختلف أنواعها ، وأعتقد أن هذا نهج كثير من القضاة ببلادنا ، وهذه العينات هي التي تؤكد أن الخير موجود في القضاء المغربي وسيبقى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، أما الأسماء والهويات فلا أعتقد أن لذكرها أهمية في هذا المقام ، لذا سأحتفظ بها لنفسي درءا للرياء والسمعة .
ما الذي تغير فيك منذ أن ولجت مهنة القضاة؟
حين تلج أية مهنة ، لا بد أن تتغير كثير من الأمور في شخصيتك ؛ فطبيعة المهنة وقيودها تجعلك تغير طريقتك في التعامل وسلوكك وعاداتك ، وأنا لا يمكنني أن أقيم ماذا غيرت في المهنة ، لكنه تقييم أتركه لمن عرفوني قبل ولوج القضاء وبعده ، لأن العملية أشبه بـتأمل قسمات وجهك ، إذ لابد لك من مرآة عاكسة .
هل مهنتك أثرت في علاقاتك الاجتماعية وحريتك الشخصية؟
بطبعي لست إجتماعيا وتفاعليا مع محيطي فعلاقاتي محدودة قبل ولوج القضاء وبعده ، وزملائي وأصدقائي سيؤكدون هذه الحقيقة ، وتحفظي قبل ولوج القضاء أفادني كثيرا لأني قلما أتلقى طلبات وتدخلات وفق الشائع في المهنة ، لأني عودت محيطي على ترك مساحة بيني وبين الغير و غالبا ما يحترم الغير هذه المساحة ، وفي الأخير فإن القاضي هو الذي يحدد طبيعة علاقاته مع محيطه ، أما الحرية الشخصية ، فأكيد أن مهنة القضاء تحد منها وهو أمر لا يحتاج إلى تأكيد ويعاني منه القضاة في جميع الأزمنة و الأمكنة .
ما هي الأمور التي ترى أن مهنتك سلبتها منك؟
سلبت أمور كثيرة منها الصحة والحرية الشخصية ، لكنها عوضتني بأمور أخرى منها تقدير وإحترام الناس و لا أقول رهبتهم وخوفهم لأن هناك قضاة كثر مهابون لكنهم غير محترمين. .
ما الذي يؤرقك وينهك ضميرك حينما تكون خارج المحكمة؟
أدائي القضائي لا يؤرقني فأنا مؤمن بأني أؤدي وظيفتي بإخلاص في حدود مقدرتي ولم أشعر قط بتأنيب الضمير ، لكن أحوال القضاء هي التي لا تسر ، وتضيق بي الدنيا حين أسمع بعض التصرفات التي تسيء إلى المهنة ووضعها الاعتباري .
أذكر لنا بعض المواقف المحرجة أو الطرائف التي تعرضت لها خارج العمل؟
ولجت مرحاض أحد المساجد للوضوء لصلاة العصر ، فتقدم مني القيم على المرحاض وكان رجلا كهلا وحاول تقبيل يدي فأحرجت ولما إستفسرته عن السبب أخبرني أني حكمت له بتعويضات الشغل في بداية مساري المهني ، ورغم إن المبدأ أن القضاء لا يذم و لا يشكر فإن كثير من مثل هذه المواقف تُشعر القاضي بأنه في المسار الصحيح وأن إنصاف مظلوم لا تعادله عبادة ستين سنة كما ورد في الأثر.
كيف تقضي أوقاتك في رمضان ؟ وهل أنت سريع الغضب في هذا الشهر المبارك كما هو حال كثير من الناس؟
أقضي رمضان مثل باقي المغاربة وعموما يقل نشاطي المعتاد طوال العام في رمضان ، فنهارا أكون في عملي وفي الليل أوزع وقتي بين صلاة القيام وممارسة المشي ومسامرة الأصدقاء ، أما بخصوص مسألة الغضب ، فشهر رمضان هو شهر السكينة بامتياز لأجوائه الروحانية العظيمة ، لكن بعض التصرفات قد تخرجك من هذه السكينة وتدخلك دائرة الغضب والإنسان في نهاية المطاف من لحم ودم و الشيطان يجري في الانسان مجرى الدم.
ما هي أنواع المأكولات المفضلة لديك؟ والهوايات التي تمارسها ولا يعرفها الكثير؟
ترعرعت في قطاع المطعمة بحكم أن عائلتي تدير مطعما باكادير ، و تدوقت أطباق أهم المطابخ العالمية سواء الأوربية والأسيوية والشرقية ، لكن لدي تفضيل لا أعرف مبعته لطاجين البقر على الطريقة السوسية ، أما الهويات التي أمارسها فأنا من هواة سماع الموسيقى الشرقية القديمة وعاشق كبير للسينما وفنون أخرى ، لكن كثرة المشاغل و إيقاع الحياة لم يعد يسمحان لي بممارسة هواياتي المفضلة .
أين تفضلك قضاء عطلتك الصيفية؟
لست من المولوعين بالبحر ، وأفضل السياحة الثقافية والفكرية ، لذا كنت كثير التردد على باريس لكونها عاصمة الفن و أفضل مكان في العالم للسياحة الثقافية بكثرة معالمها ومتاحفها ومزاراتها .
ما هي الأمور التي ندمت عليها ولا تستطيع تصحيحها ؟ (في حياتك الشخصية)
أنا من المؤمنين بالحديث الشريف إعملوا فإن كل ميسر لما خلق له ، فمهما عاد الزمان فإن الإنسان لن يمشي إلا نفس المسار الذي سبق أن مشى فيه ، و المسألة كلها ناتجة عن تركيبة الشخص وثقافته ونفسيته .
كلمة أخيرة :
أشكركم على هذه الفسحة الرمضانية ، وأتمنى أن نسعى قضاة ومرتفقين إلى تحقيق مصالحة المغاربة مع قضائهم ، أعاد الله هذا الشهر على جميع المغاربة أعواما عديدة وأزمنة مديدة .







تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.