الثلاثاء 14 مايو 2024| آخر تحديث 11:03 08/10



12 غشت و واقع الحال في أولاد جرار بإقليم تيزنيت

12 غشت و واقع الحال في أولاد جرار بإقليم تيزنيت

2014-08-12-2685

لاشك في أن توفر مجتمع ما على قاعدة سكانية شابة يشكل موردا بشريا مهما يساهم بشكل كبير في التنمية الاجتماعية والاقتصادية . أما في أولاد جرار، فإن أي دراسة معمقة ستخلص لامحالة إلى مفارقة غريبة بين كون هده الفئة العمرية تمثل نسبة مهمة داخل التركيبة السكانية للبلدة من ناحية،

وبين كونها تعاني و تعيش الإقصاء و التهميش من ناحية أخرى. نذكر من مظاهره:
1. المرافق السوسيوثقافية :
لا يمكن فصل قضايا الشباب عن القضايا الكبرى للتنمية البشرية، حيت يؤكد انعداما لمرافق السوسيوثقافية التي من شأنها احتضان الشباب و تأطيره و إبعاده عن مسالك الانحراف و الانزواء، و إعطائه الفرصة كاملة لإثبات ذاته و صقل مواهبه و تطوير قدراته و كفاءاته. و لهذا فإن انعدام هده المرافق ما هو إلا انعكاس لأزمة اقتصادية و اجتماعية كما هو الحال اليوم في أولاد جرار، التي تعيش في واقع من المكعبات الإسمنتية تخنق الفضاءات، بينما تسارع جماعات أخرى مجاورة لوضع الأسس لنهضة شبابية واعدة بإحداث مرافق و فضاءات متعددة من قاعات و ملاعب و مركبات ثقافية و دور للشباب و ….
2. التأطير السياسي :
إن أهم ملاحظة تجدر الإشارة إليها بخصوص علاقة الشباب بالسياسة، هي استمرار عزوف هذه الشريحة -التي تمتل نسبة مهمة داخل التركيبة السكانية للمنطقة- عن العمل السياسي، هذا العزوف تجد له مبررا في كون بعض الأحزاب تسعى الى إفراغ الساحة من الممارسة السياسية مستقبلا و قتلها في المنطقة و ذلك بتصوير العمل السياسي للشباب كجريمة يعاقب القانون ممارستها، و حصرها في الاقتتالات الإنتخابية بين الأحزاب. كما تجد لهذا العزوف مبررا أيضا في ثقل المشاكل التي يعاني منها الشباب و كرد فعل تجاه الممارسات السياسية التي لم تقدم ما يكفي من المصداقية لتحفيز الشباب على الانخراط الواعي و المسؤول في العمل السياسي . إن كل تجاهل لهذه الحقائق سيزيد بلا شك صعوبة إقناع هده الفئة بجدوى و مزايا العمل السياسي و الإقبال عليه لتحقيق مصلحة المنطقة، مما سيجعل الشباب لقمة سائغة لأصحاب الأفكار المتطرفة و التنظيمات الظلامية.

إن 12 غشت من كل سنة باعتباره اليوم العالمي للشباب لابد وأن نقف عنده وقفة المتأمل المتبصر في الأزمة التي يعيشها الشباب في أولاد جرار و التي قاربت مستوى الانفجار بشدتها و خطورتها، من أجل إيجاد حلول إبداعية و عملية من شأنها التجاوب مع فئة تطوقها الكثير من أحكام القيمة، عوض تبني خطاب اليأس و التجاهل من طرف المجلس الجماعي و المسؤولين محليا أو إقليميا أو وطنيا . قبل أن تقع الفأس في الرأس .
بقلم عبدالإله كنب







تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.