الثلاثاء 14 مايو 2024| آخر تحديث 11:46 07/07



أنزي : “إيدوكان أنزي ” موروث حضاري وثقافي غني …

أنزي : “إيدوكان أنزي ” موروث حضاري وثقافي غني …

10448775_672522486163670_5340866573281597037_n

تعتبر الصناعات التقليدية   بأدرار على العموم نتاج حضاري ضارب في جدور وعمق التاريخ، وذلك لما له  من التفاعل الحي بين المجتمعات المحلية ، وأيضا بما تحمله من رؤى وقيم حضارية ،
وهي مكون أصيل للذاكرة الحضارية بأدرار ورصيد ومخزون للخبرات الحياتية والإمكانات الإنتاجية الذاتية المتاحة داخل المجتمع المحلي ،
وتعتبر الصناعة الجلدية – إيدوكان-  من أكثر الصناعات التقليدة التي لازالت سائرة وتصارع الزمن والكتمان والإهمال ، هذه الصنعة التي يمتاز بها أدرار عن غيره من المناطق ، وبالأخص منظقة أنزي التي تعرف و تمارس بها الصناعة الجلدية أو الدباغة على نطاق واسع في دواوير متعددة (دار الأربعاء، تلين ،ايت مبارك امسعود، إلماتن وغيرها من الدواوير )،
وتخضع لتقسيم اعتباطي للعمل فيما بين القرى، حيث يتخصص بعضها في تنظيف الجلد وتلوينه وإعداده لمرحلة لاحقة. بينما تتخصص مناطق أخرى في تحويل هذه المادة الأولية إلى منتوجات تقليدية محلية توظف في مختلف مناحي الحياة (المطبخ، الملابس، الموسيقى) ويوجه الفائض منها إلى مختلف الأسواق ، حتى وصل هذا المنتوج إلى العالمية ،
وقد بارع الصانع الأنزيي –نسبة إلى أنزي- في هذا المنتوج وسار المنتج الاني على ما خلفه الأجداد وما سطروه بإبداعهم الداتي دون الحاجة ولا الميل إلى التكوينات ولا الحاجة الى التقنيات من أجل الوصول إلى منتوج بهر عين الناظر بأشكاله المختلفة المعبرة عن مدى عمق وأصالة هده الحرفة التي لا تقترن إلا بإبودرارن ،
قلت أبدعت أيادي الصناع التقليدين المحلين وأنتجوا كل ما يخطر بالبال في إيدوكان تكييفا لهم بمحيطم وسيرا مع العصر والتحديث الحال في مجال الأحدية ، حتى صارت هده الحرفة مواكبة لجميع المراحل ، وهي بهذا مزاوجة للأصالة التقليدية وللمعاصرة والتطور واستجابة للمتطلبات الأنية في السوق ،
ومما شكل الحدث هذه الأيام بمنطقة أنزي تحديدا براعة أحد الصناع الموهوبين  من الشباب البارع والمبدع في أن واحد إبداعه في صناعة – أكبر أدوكو- بمقوماته الداتية البسيطة وبإمكانياته المتوفرة التي جعلته يبدع أيما إبداع ، في صناعة هذا الإنجاز الذي كسر به سابقا له بمنظقة تافراوت ،
هو إنجاز يستحق أن يدخل به موسعة” كينيس ” ويستزم كذلك أن يلتفث إليه وإلى إنجازه الداتي الذي يمثل الشئ الكثير للصناع وللصناعة التقليدية المحلية ،
الحسن قدوري  ذلك الشاب الذي قاده الواعي باهمية هذا المنتوج- إيدوكان- وعدم حصره في اللباس فقط وأنه يتجاوز ذلك إلى كونه جزءا من الهوية والثقافة الحضارية للمنطقة
وهده رسالة كذلك إلى الجهات المسؤلة وبالأخص وزارة الصناعة التقليدية إلى الإلتفات إلى الصانع التقليدي الذي يشتغل في الظل وفي الخفاء ، ومد يد العون لهم ومساعدتهم في الإبداع والإنتجاج باعتبار الصناعة التقليدية جزء لا يتجز من هويتنا  ورافدا مهمما لثقافتنا ،

وإيدوكان إداً هي منتوج حضاري دو قيمة عظيمة وكبيرة ، يجب إستشعارها والتحسيس بأهميتها وضرورة المحافضة على هذا المنتوج الراسخ في الذاكرة المحلية ، بغيت استثماره وتثمينه إلى جانب الحرف الأخرى التي أبدعتها يد الصانع التقليدي المحلي من أجل ان يستشرف بها المستقبل .

إبراهيم الطاهري – أنزي







تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.