الجمعة 3 مايو 2024| آخر تحديث 4:22 05/13



ماشي “لخلفي” لي مزير عليكوم.. انتوما لي “شلاهبية”!

ماشي “لخلفي” لي مزير عليكوم.. انتوما لي “شلاهبية”!

10258712_721177361275423_95213804856423320_n1-418x270
اتفق الصحافيون المغاربة على المطالبة بحرية الصحافة، في كل مناسبة ومن دون مناسبة، للحديث عن السياسة بكل حرية، هم الذين لم يتحرروا بعد من سياسة “الأظرفة” تحت الطاولات ورشاوي الإشهارات و”البزنيس” مع المقاولين وتمرير خطابات من يدفع أكثر.حين يخرج واحد من أكبر الصحافيين المغاربة المعارضين للنظام، “علي المرابط”، ليرد على صفحات ذكرته بسوء في كتاب “الأمير المنبوذ” لابن عم الملك، فينشر غسيل الصحافيين المغاربة عبر لائحة أسماء المستفيدين من دعم الأمير “مولاي هشام” مقابل إحداث الرجة السياسية في المغرب، بين “الحسين المجدوبي” صاحب الموقع الثوري “ألف پوست”، و”رضا بنشمسي” رئيس تحرير مجلة “تيل كيل” سابقا والذي اتهم بأنه محرر كتاب “الأمير المنبوذ”، و”خالد الجامعي” و”توفيق بوعشرين” وعبد “اللطيف حسني” مدير مجلة “وجهة نظر”.. وآخرون، من رواد كتاب حركة 20 فبراير، المتحمسين للتغيير الديمقراطي في المغرب….نقف لنتساءل عن هذه الحرية التي يطالبون بها، عن ادعاءاتهم بأن حماسهم وثوريتهم إنما هي لمصلحة الشعب، عن قيمة الحركات الاحتجاجية في المغرب، إن كانت مطبوخة تحت تأثير الصدقات والرشاوى بالملايين، عن أي تغيير أو إصلاح يتحدثون.. ما نوع الحرية التي يرغبون بها؟ أنى للمفسد أن يصلح؟ أنى لعبد المال أن يتحرر!! حين تعلم أن الصحافيين اليوم الذين يحاربون “الحزب الحاكم” ذا المرجعية الإسلامية، لا يفعلون هذا حبا في الشعب ومصلحة الشعب، إنما لأنهم ممولون من حزب آخر هو أشرس وأفسد من كل الأحزاب التي نهبت خيرات المغرب، إنما هم يبتلعون ملايين الإشهارات لمصلحة ذلك الحزب القابع اليوم في المعارضة، حزب “الأصالة والمعاصرة”، حتى “يزفتوا له الطريق نحو الانتخابات القادمة!!!اتفق الصحافيون المغاربة على أن الجريدة غير المحزبة هي الجريدة المستقلة، وأخذوا يتبجحون بالاستقلالية، متناسين أن الاستقلالية حقيقة ليست استقلالية التوجه، فلا يوجد منبر إعلامي دون توجه، إذ أن المنبر إن لم يكن حكوميا فهو بالضرورة معارض، وإن لم يكن إسلاميا وكان يدعو إلى فصل الدين عن “الأخبار” السياسية فهو بالضرورة علماني، وإن لم يكن محافظا فهو حداثي، وإن لم يكن مدافعا عن الفقراء والطبقة المتوسطة فهو بالضرورة رأسمالي تابع لنخبة النييوليبرالية التي تستثمر في الشعب وموارده! توجه يظهر حتى في التقارير الإخبارية التي تنقل الأحداث بلغة الصفر دون توصيف أو تعبير، توجه يظهر حين تكتب الخبر بواحدة من العبارتين: “الجيش يحارب الإرهابيين” / أو / “العسكر يقتل المتظاهرين السلميين”..يتبجحون بالاستقلالية، وتناسوا أن لكل منهم توجه، وأن التوجه أمر طبيعي حين يتم إعلانه بدل إخفائه لتمويه الناس، إنما الاستقلالية حقيقة هي استقلالية رأس المال ومصادر التمويلات الداخلية والخارجية، تناسوا أن الاستقلالية تبدأ حين يكشف عنها الصحفي بكل صراحة ووضوح وأريحية، إن لم يكن فيها بيع وشراء.. وأقلام ومداد وعقول يتاجرون بها مصالح الشعوب مقابل دراهم الأثرياء. فأي استقلالية حين تجد، بعد نبش طفيف على أي منبر إعلامي مغربي، أن مصدر تمويله هم ذووا النفوذ أنفسهم الذين على الصحفيين محاربتهم لإيقاف الفساد في البلاد.عن أي حرية يتحدث هؤلاء الصحافيون وعن أي حقوق، إن كانوا قد استعبدوا أنفسهم، وجعلوا من منابرهم أداة يضرب بها الرأسماليون والمقاولون الكبار بعضهم البعض، مرة هذا يضرب ذاك بمقال مقابل إشهار على الجريدة، مرة يرد الآخر على ذاك بمقال مقابل بيع معلومات خاصة.. والعجلة تدور في فضاء المقاولين في موارد الشعب والمقاولين في عقوله، من يدعون الاستقلالية ويطالبون بالدعم والحرية!

اليوم، لم يعد لدى الشعب المغربي مشكلة أن يعرف أن هذا المنبر يدافع عن الشرعية، وأن الآخر يدافع عن العلمانية، إن كان سيختار في نهاية الأمر ما يصدق، إنما مشكلة الشعب في معرفة المرتزقة من الشرفاء، والتمييز بين من يدافع عن التوجه قناعة وإيمانا وبين من يطبل ويزمر ليزيد من أسهم وأرباح الأثرياء.

تطالبون بالحرية، فلتحرروا أنفسكم يا مرتزقة الرأسمالية!
مايسة سلامة الناج







تعليقات

  • إن أي قارئ موضوعي منصف، غير متعصب ولا متغرب، سليم الطبع والعقل، نقي السريرة ، رفيع الذوق ثاقب الفكر لن يسعه، وهو يقرأ هذا المقال، إلا أن يقف مهنئا لهذه الكاتبة ومنوها بها ومتنبئا لها بمستقبل واعد في مجال الكتابة.ولا أشك في أن مقالاتها تشفي غليل الكفير من القراء وتدخل المتعة على عدد منهم غير يسير.فهنيئا لك مجددا بهذه المقالات الموفقة،وإلى مزيد من التألق والريادة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.