الخميس 2 مايو 2024| آخر تحديث 3:01 01/19



إيض ن إيناير من الفرجوية إلى مدخل لترسيخ القيم الأمزيغية

ابراهيم الطاهري

لكل الشعوب والمجتمعات أعياد ومناسبات تستمد من تاريخيه وتحتفي بأمجاده وتذكره بملامحه وبسالة وشجاعة أبطاله , وكل الشعوب تدرك قيمة الذكرى وقيمة الإحتفاء بالماضي الماجد . ليس فقط من باب الظهور بمظهر القوة الإجلال والعراقة امام الأخرين لكن لضرورة سيكولوجية مرتبطة بالشعب نفسه,

ومما لا شك فيه أن الحاجة التي ساقت الإنسان إلى ابتكار العديد منالممارسات ٬ واكتشاف بعض أسرار استمراريةالحياة داخل الجماعة٬ جعلت العديد من المجتمعات٬ كل حسب قدرته٬ تساهم فيمجال البناء الحضاري٬ الذي أصبح يشكل اليوم موروثا إنسانيا. وحضاريا غنيا

والشعب الأمزيغي بشمال إيفريقيا ككل الشعوب يحتفي كل سنة ب” إيض إيناير” كيوم قومي ويندرج هذا ضمن الحضارة الأمازيغية ٬ الذتيعمرت لعدة قرون ٬ حيث لا زال المجتمع المغربي يزخر بتجليات شتى للعديد منالأنشطة التي مارسها الإنسان الأمازيغي بشمال أفريقيا٬ وشكلتهذه الممارسات عرفا متوارثا عبر الأجيال٬ واستطاعت في الوقت الراهن أنتنصهر في صلب التشكيلة المركبة للمجتمع المغربي إلا إن بعض الجهات بالشمال الإفريقي تصر على إظهار هذا الإحتفال بالمضهر الطقوسي تارة والفولكلوري تارة آخرى في محاولة لإفراغ هذه المناسبة من إي حمولة سياسية أو حضارية ولهذا السبب ترفض إعلان يوم رأس السنة الأمزيغية عيدا رسميا وعطلة رسميا كغيره من  من الأعياد من قبيل رأس السنة الميلادية وفاتح محرم الهجري دون أي سبب واضح,

أما إيمازيغين اليوم فلابد لهم من الإنتقال بهده الممارسة الإحتفاليية المحضة إلى ممارسة مؤطرة بالوعي ,ممارسة تتخذ بعين الإعتبارالحمولية الحضارية لهذا الشعب والحمولة التاريخية العريقة لهذه الحضارة الضارب في عمق التاريخ,

أنا لنا ونحن نخلد كل سنة هذا الإحتفال أن نقف وقفة تأمل عن الدات ونتساءل عن الطريقة التي يجب أن يوظف بها هذا الإحتفال ماذا نريد من الإحتفال والتخليد .

وكيف يمكن استثمار هذا اليوم في خدمة إيمازيغن في زمن العولمة  زمن التورات والإنتفاضات ,

في اعتقادي المتواضع ” إيض ن إيناير “فرصة لترسيخ قيم “توزي” التسامح وثقافة الإختلاف ,إذمامعنى أن لكل شعب أعياد خاصة إلا اختلاف مشاريب وتواريخ هذه الشعوب , الإنسانية اليوم بحاجة أكثرمن أي وقت مضى إلى ترسيخ قيم وثقافة الإختلاف وإيمزيغن عاشوا طويلا مشاركين أرضهم مع شعوب آخرى مع اليونانين والفنقين والرومان والعرب , ومازالوا على استعداد لتعايش مع أي كان وهم كما قال عنهم “شارل دي فوكو”:لايخشون الاجانب لانهم مختلفون ولكن يخشون ويحاربون الغزات منهم .

إنها قيم الأممية بشكلها البدائي ونحن لانقول أن إيمزيغن عرفوا قيم العصر والتمدن ولكن نقول أن الاعتزاز الغريزي للإختلاف كان دائما من شيهم ,

فكيف يمكن إعادة الاعتبار لهذا الشعب ولتاريخه ولتقويمه

ولإنصاق التاريخ يجب أن ندحض فكرة من يصر على مقاربة “إيض ن إناير” كمضهر كرنفالي فلكلوري , وأن مايحب أن يكون هو أن يوضع في سياقه التاريخي الحقيقي وسياقه السياسي , فمعنى أن يتم الإحتفال بهذا اليوم هو أن شمال إيفريقيا لها تاريخ آبغد مما يتصور لنا  أبعد من ميلاد المسيح عليه السلام وأبعد كذلك من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم

ابراهيم الطاهري 

طالب باحث







تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.