الخميس 2 مايو 2024| آخر تحديث 12:04 09/12



الأستاذ أحمد الطالبي يكتب : دروس الزلزال المضاد..وما جزاء الإحسان إلا الإحسان.

الأستاذ أحمد الطالبي يكتب : دروس الزلزال المضاد..وما جزاء الإحسان إلا الإحسان.
نعم ضربنا زالزل مدمر، و خلف ما خلف من دمع و أسى و من جراح غائرة قد تندمل و قد لا تندمل و من المحتمل أن يعود ليضربنا مرات و مرات ، لأن الطبيعة لا تكترث لدموعنا و جراحنا ، فلها قوانينها و ضروراتها التي لا تراعي أمزجتنا و رغباتنا ….
الحدث في لحظته ليس مهما و إن أخذنا بغثا لأن عقارب الساعة لن تدور عكسيا، بل الأهم منه هو هذا الزلزال المضاد الذي انفجر في وجدان المغاربة شرقا و غربا و جنوبا و شمالا و هبوا لنجدة بني جلدتهم في الوطنية ، حيث امتلأت الطرقات في رمشة عين بقوافل من شاحنات كبيرة و متوسطة و صغيرة لنقل المساعدات إلى الأماكن المتضررة ، وتضرع المصلون بالدعاء للضحايا في كل بقعة، كما تحولت الساحات بكل مدن المغرب و قراه إلى فضاءات تترجم معجزة الوحدة المغربية التي صنعها البسطاء من المواطنين، و أسطر ببنط عريض تحت البسطاء ..
إنها المعجزة المغربية فعلا ، حين ترى ما تبقى من المواطن ينهض بكل ما له من قوة لنجدة من دمرهم الزلزال . أقول ما تبقى من المواطن لأن أوصالنا تقطعت و تتقطع مند انهيار جدار برلين و خضوع المغرب للسياسات المتوحشة للعولمة لنجد أنفسنا في العراء عزل مطالبون بدفع تكلفة كل شيء كأن الوطن أضحى شركة تساومنا على الحياة في أبسط متطلباتها ..
أقول ما تبقى من المواطن لأننا مند عقود نواجه بإيمان أعزل سياسات الغلاء الفاحش و احتكار الشركات الكبرى لكل شيئ و آخرها المحروقات التي نهبت جيوب المغاربة ووووووو
لا يهم هنا ما قامت به الحكومة أو ستقوم به لمواجهة الكارثة- و إن كنت أثمن كلما هو جميل – بعد أن سجلنا غيابها في الكثير من القضايا التي اكتوينا بها كالغلاء لدرجة أن بسطاء المواطنين في دردشات مختلفة عبروا بأسى عميق عن فقدان ثقتهم في كل شيئ ولم يعودوا يطمئنون …..
الشيئ المهم هنا و الآن هو أن يستوعب المغرب الرسمي أن له كنز يتمثل في هذا الشعب العظيم الذي ما زال على فطرة تامغربيت رغم محاولات اقتلاعه منها بالكثير من برامج التفاهة الإعلامية في القنوات الرسمية ومقررات دراسية بحمولات غير دات قيمة و لا معنى تصدر عن وزارة تحمل نعث الوطنية..
و هذا الإستيعاب يقتضي الآن ما يلي :
الإنصات لهذا الشعب الذي أبلى البلاء الحسن في هذه الأزمة و أرسل للعالم رسالة بأننا شعب قوي و عظيم لا نتوسل المساعدة من أي كان، صديقا أم عدوا ..مما عضد موقف المغرب الرسمي الذي وجد سندا قويا في الشعب للرد على ابتزازات الأقزام كرئيس فرنسا الإستعمارية وقنوات إعلامها التي انكسرت مؤامراتها على صخرة هذا التلاحم …
العمل بصرامة قانونية لتطهير بلادنا من زلازل الفساد و ناهبي المال العام لإعطاء نفس و شحنة معنوية لهؤلاء المواطنين البسطاء الذين تحملوا من العبئ أحمالا ثقيلة و تفاعلوا مع الأزمة بحس وطني منقطع النظير …
تثمين هذا الحس الوطني العالي الذي أسكت الكثير من المتربصين ببلادنا بعدما علموا أن المواطن المغربي ليس رويبضة و لا يقبل المساومة على الوطن ، أٌقول تثمين هذا الحس رسميا و مبادلة الإحسان بالإحسان، فما جزاء الإحسان إلا الإحسان ……
ذ. أحمد الطالبي 






تعليقات

  • وقفت إجلال لك أيها الاستاد . سهم في المقتل . وموضوع في الصميم . ما هدا بجديد ولا دخيل على ابناء هدا الوطن الحبيب الذين هم من طينتكم ونحن من بعيد نفتخر بكم أمام الأمم المتربصة بوطنيتنا وشهامتنا وتماسكنا بكل أنواع تشكيلتنا الاجتماعية من طنجة إلى الگويرة . حفظ الله من اراد خيرا بهدا الوطن الغالي شعبا وملكا …..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.