الخميس 9 مايو 2024| آخر تحديث 8:27 08/11



حتى لاتصنع أولادجرار طواغيتها

أولاد جرار

وأنت تلج راكبا ، صبيحة عيد الفطر المنصرم ، المصلى العتيق لعين أولادجرار عند المدخل التاريخي المعروف ب (لباب لفوكاني) ،تسجل بفخر واعتزاز الجهود التنظيمية التي يقوم بها طاقم من الفاعلين الجمعويين من أبناء دوار الملعب لامتصاص الوفود الهائلة من العربات الخاصة المتزايدة عاما بعد عام والتي لم تعد تستوعبها جنبات طريق المصلى التي أصبحت تضيق بها. وفي هذا أقام أولئك الفاعلون مستوقفا خاصا للسيارات غير بعيد من المصلى يشرفون على حسن تنظيمه وتدبيره . وبالموازاة مع ذلك تم منع وقوف السيارات عند الواجهة الأمامية المباشرة للمصلى بأحبال شريطية ملونة بالأحمر والأبيض وممتدة لا يمكن لعين السائق أن تخطئها ، وذلك للإبقاء على فضاء المصلى رحبا مفتوحا سهل الولوج . ونتيجة لكل ذلك ، تطالعك وكما في الصورة أسفله ، صفوف متراصة من العربات على حافة طريق المصلى ، تجعلك تحيي كل الجراريين الذين استوعبوا مجهودات المنظمين ، وانضبطوا بشكل راق للإشارات التنظيمية ، فرسموا بذلك صورة بديعة وحضارية رفعت من احتفالية يومهم.
لكن جمالية ورونق هذه الصورة التي استمرت ردحا من الوقت ، سرعان ما تكسرت على وقع سلوك خشن للسيد رئيس جماعة الركادة ،حيث تتبعت بإمعان أعداد غفيرة من المصلين، الذين كانوا ينتظرون صلاة عيد الفطر ، العملية الجريئة التي تحدى بها ممثل الساكنة الإجراءات التنظيمية للمصلى بعد مبادرة نجله المرافق له ، وبوحي من الأب الذي كان سائقا إلى اقتلاع شريط المنع وقطعه ، ليفسح مكانا متميزا لسيارته الخاصة ذات الدفع الرباعي ، مدشنا بذلك حالة من الفوضى بات من المفروض أن يكون ممثل جماعتنا أول من ينكرها.
ويبقى الأهم في هذا السلوك ، ما يختزنه في أطواره من قيم نفسية واجتماعية تعري نموذجا من الشخصية الاحتياطية التي تنفلت في قوالب هيستيرية أمام جموع الناس لتعكس إرادة دفينة في تجذير قيم التحدي والتجاهل والتعجرف والعنجهية ، وتذكي نزوعا نفسيا وطبقيا مكبوتا في الهيمنة على مواقع الرمزية والتميز الأمامية ، واقتحام الواجهات الخصبة بدلالاتها الاجتماعية والسياسية التي تستجيب لحجم تحديات الصراع الاجتماعي التي تفرض على الأشخاص مراكمة أرصدة معنوية واستثمار رؤوس أموال رمزية يزداد حجمها بازدياد رهاناتهم الخاصة في تحصين مواقعهم الاجتماعية وإعادة إنتاجها من جهة ، ولم لا اقتحام مواقع أخرى متجددة من جهة ثانية.
عذرا لك إذن أيها السيد الرئيس إن غفل الغافلون فلم يذكرهم الذاكرون بأصول وقواعد” الإتيك ” الاجتماعية العتيقة التي تنزل الناس في المحافل والمناسبات منازلهم ، وتخصص المواقف لمراكبهم ، وعزائي لكم أيها المنظمون إن ديست أشرطتكم وعبث بمجهوداتكم ، فلعلكم تستدركون غفلتكم في العيد المقبل إن شاء الله عز وجل بيافطة تثبتونها قبالة المصلى تخطون عليها بحروف بارزة وغليظة : خاص بالسيد رئيس الجماعة . وبذلك ستحفظون الهيبة لإجراءاتكم وتضمنون الكرامة والوقار لأنفسكم، وتكفوننا شر صنائع العابثين ، وتبلغون أنفسكم مرقى الجودة في الأداء وأنتم ترسخون مبادئ ” “الاشتراكية الأفرانية ” في إثبات قيم العدالة الاجتماعية والمساواة بين الجراريين .
وعفوا أيها التاريخ الجراري ، فلإن ولى عنا زمن ” ليردوز ” ثم ” س 15 ” ف ” لكونكو ” التي تذكرنا بالأيام الخالية ذات المبادئ الفانية قبل أن ندشن مرحلة القطيعة عبر اختيارنا رمز الشموخ في السيارات الألمانية ، فلن يولي علينا زمن العقليات المتكلسة البالية ، التي تصنع للأشخاص مواقع الاستثناء في القوانين والتنظيمات الجارية ،وتضمن لرئيس جماعتنا في المصليات أماكن خاصة في الصفوف الأمامية . لأن أولادجرار بنخبتها الحية ونسيجها المجتمعي المدني اليقظ المتيقظ يدركان جيدا أن الطغاة منتوج مجتمعي بامتياز . تصنعه بالتدرج والتوالي الأنفس الرخيصة التي تقبض مقابلا عن غضها الطرف أو سكوتها عن التجاوزات الغير القانوينة ، وتحوكه إرادات الأشخاص التي تكرس قيم الطبقية والتفاوتات الاجتماعية وهي تستغل الممارسات الدينية وتوظفها في ذلك بمباركة كريمة من الخانعين والمتواطئين الذين يفرغون الطقوس الدينية من قدسيتها وهم يخلون أماكنهم في الصفوف الأمامية لغيرهم .
أكرموا إذن أنفسكم أيها الجراريون أكرمكم الله ، وتأكدوا دوما أنكم بإراداتكم وسلوكاتكم لا تصنعون فقط طواغيت مجتمعكم الجراري ، وإنما تصنعون الشرفاء والشرف لأنفسكم بهذه البلدة. فلعلكم تذكرون وتتذكرون صلاة العيد سنة 1997 ، وكيف اختار رئيس جماعتنا الحالي آنذاك ، موقعه وسط المصلين وهو يذكي بذلك إرادة جيل من الشباب الجراري تعاقدوا معه على الوفاء لقيم الاشتراكية وصناعة التغيير الإيجابي في هذه البلدة. فهل يا ترى رثت القيم الاشتراكية حتى ننخلع عنها سنة بعد سنة لتحتضننا الطبقية بممارساتها و سلوكاتها كالتي شهدناها صبيحة العيد ؟
عبد الحميد بكون







تعليقات

  • حميد بكون ان الحديت عن اولاد جرار هو حديت دو شجون فالامراض الاجتماعية و حتى التقافية التي تعاني منها اولاجرار هو راجع الى ان حفنة من البروقراطين هي التي تسيطر على المجال التقافي المتمتل في بعض الجمعيات واللاواتي اوصلهن الى الباب المسدوداعني الجمعيات باءسم العمل الجمعوي الجاد واقصاء الاسلاميين وبعد الفشل الدريع لهده التجربة وافلاس الجمعيات التقافيه وهدا مرتبط بفشل اليسار الجديد على الصعيد الواطني باءنتقاله من السرية الي العلنية و حتي لا ادخل في هدا النقاش فهؤلا انتقلوا الى العمل الخيري المتمتل في الخيرية الاسلامية منها انتقلوا الى الجماعة القروية رغم هزالت مواردها الا انهم اغتنوا بتفوت مجموعة من اراضى اولاجرار الى مدينة تزنيت فلا غرابة في ان تري متل هده التصرافات واشكر تيزنيت بريس على اتاحت هده الفرصة وشكر لمديرها الخاص

  • \السلام عليك ان اولاد جرارلزالت تعرف متل هده التصرفات المنحطة مع العمل ان هده الممارسات قطعنا معها مند زمان قريب في ضل الحراك التي تعرفه المنطقة العربية و صحوت الشعؤب العربية من سباتها العميق و زمان هده التصرفات ولى حيت هده التصرفات لم تم للاشتراكيه بصلة

  • والله هذا الظلم والقهر والاستبداد والقوة اللاشرعية قد ألفها الشعب المغربي من رؤساء الجهل الذين أصورهم “بأن أنوفهم في السماء وإستهم على الماء” الكبرياء لله وحده فمن أراد أن يشاركها مع الله ويتجبر على عباده الضعفاء فإن الله يذله ذلا مقيتا ويتجرع الدنيئة بين القوم القانون الشرعي يفرض أن من تواضع لله رفعه” فسبحان الله أنا الآن كرهت هذا الرئيس كرها شديدا وبغضا مقيتا ولو أني لا أعرف بمجرد أن صورت لنا المشهد الديكتاتوري لقادة الإنقلاب وضد الإنسانية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.