الأربعاء 1 مايو 2024| آخر تحديث 3:28 07/25



أخبار اليوم : شباط في ورطة..هل هي بداية نهاية الزعيم الشعبوي؟

images

حميد شباط في وضع لا يحسد عليه، فبعد أقل من سنة على وصوله إلى قيادة حزب الاستقلال بفارق 20 صوتا عن منافسه عبد الواحد الفاسي في أول انتخابات مفتوحة على الأمانة العامة للحزب منذ 80 سنة، هاهو الزعيم النقابي يجد نفسه وسط أكبر ورطة في الحزب الذي أخرجه من الحكومة بعد أن شارك في أربع حكومات متتالية دون انقطاع منذ 1998 تاريخ مشاركته في حكومة عبد الرحمان اليوسفي إلى اليوم، حيث شارك في حكومة التناوب مرورا بحكومة إدريس جطو، ثم عباس الفاسي، وأخيرا حكومة عبد الإله ابن كيران.

مصدر قيادي في الحزب رفض الكشف عن هويته قال لـ”أخبار اليوم” (شباط مغامر كبير وقد أصيب بالغرور بعد فوزه بعمادة فاس ثم عضوية اللجنة التنفيذية للحزب ثم قيادة النقابة ثم قيادة الشبيبة وصولا إلى زعامة الحزب التي لم تكن في ذهنه إطلاقا، ولهذا أصيب بالغرور وظن أنه قادر على أي شيء يريده بما في ذلك اقتسام سلطات رئيس الحكومة مع ابن كيران والنتيجة ما ترون الآن).
شباط ومباشرة بعد أن وقع وزراء حزبه استقالاتهم من الحكومة بعد تردد دام شهرين، توجه إلى شارع العرعار في حي الرياض الراقي بالرباط للقاء إدريس لشكر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي من أجل تشكيل جبهة لمعارضة الحكومة ومن أجل امتصاص الصدمة، مصدر استقلالي حضر الفطور الذي نظمه شباط للفريق البرلماني الأسبوع الماضي في منزله بالرباط قال لــ أخبار اليوم (شباط أكد للحضور أن عمر حكومة ابن كيران قصير جدا وذلك لمحاولة امتصاص آثار الصدمة بخروج الحزب من الحكومة وفي محاولة منه لإبقاء أتباعه ملتفين حوله باعتبار أن خروج الاستقلال من الحكومة لن يطول وأن احتمال العودة للبيت الحكومي وارد جدا وفي أقرب الآجال).
ليس من هو أسعد بورطة شباط الآن مثل تيار “بلا هوادة” الذي رأى في فشل القيادة الجديدة للحزب في إبقاء الاستقلال داخل الحكومة بداية نهاية الزعيم الجديد، وأن نجمه بدأ يتهاوى لأن جل من يحيط به لا يستطيعون الصبر في كراسي المعارضة، وأن واحدة من أسلحة شباط وهي إغراء الأتباع بالمال والمناصب قد سقط الآن ولهذا فإن الأيام القادمة ستكون سوداء بالنسبة للزعيم الشعبوي).
الأمين العام لحزب علال الفاسي لم يدخل لبيته ليستريح بعد معارك عدة ضد رئيس الحكومة وعلى أكثر من جبهة، بل استمر في مهاجمة ابن كيران وبشكل حاد جدا، فقد قال عنه في قلعته الانتخابية فاس يوم الجمعة الماضية (إن ابن كيران صنيعة وزير الداخلية إدريس البصري، وأن هذا الأخير هو من حوله من بائع مطهر “جافيل” إلى صاحب مدرسة خاصة). ابن كيران لم يرد على شباط منذ مجيئه إلى قيادة الحزب في شتنبر من السنة الماضية، لكنه يرد بالتلميح على الكثير من اتهاماته مثل ما جاء في تدخله الأخير في مجلس المستشارين حيث قال (أنا لا أرد على أي كان، ولا أرد على السفاهات، الشعب يعرفني حتى دون أن أتكلم ويعرف خصومي). ومع هذا العداء المستحكم بين الرجلين لم يكن ابن كيران يرغب في خروج الاستقلال من الحكومة حتى لا يلجأ إلى حزب كان متحالفا مع أكبر خصم لابن كيران، والمقصود به حزب الأحرار والذي كان ينوي استلام رئاسة الحكومة سنة 2011 مع حزب الأصالة والمعاصرة في إطار تحالف g8.
لقد كان لافتا للانتباه الرسائل المشفرة التي بعثت بها اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال إلى السلطات العليا في البلاد في بيان طويل عقب قرار الخروج النهائي من الحكومة، يذكر بأمجاد الحزب وتاريخه ودوره. وكان هناك عتبا غير مباشر للسلطة على عدم اللجوء إلى الفصل 42 من الدستور الذي يعطي للملك حق التحكيم بين المؤسسات. إستراتيجية شباط في الضغط على غريمه ابن كيران فشلت لأن النقابي الشعبوي كان يريد أن يضغط على رئيس الحكومة بالورقة الملكية ليرضخ لشروطه وفي مقدمتها إعادة تشكيل الحكومة وزيادة نفوذ الاستقلال داخلها وعدم استفراد ابن كيران بزعامة الحكومة لوحده. لكن هذه الخطة فشلت، وهذا ما أثر في مركز شباط داخل حزب محافظ يرى أن قوة زعمائه نابعة من قربهم من القصر وقدرتهم على جلب المنافع والحماية لأطر الحزب وبرجوازيته.
قيادي نقابي يعرف شباط واشتغل معه لسنوات في الاتحاد العام للشغالين، قال لــ “أخبار اليوم” (هل تتصورون أن كريم غلاب وياسمينة بادو وتوفيق احجيرة وعادل الدويري وحمدي ولد الرشيد وعائلة قيوح، كل هؤلاء الذين ساندوا شباط في معركته ضد ابن عائلة الفاسي فعلوا ذلك اقتناعا بقيادة شباط أو بعبقريته أو بشخصيته أبدا، هؤلاء دعموا شباط لأنه وعدهم إما بالمناصب الحكومية أو بالحماية من أي اقتراب للنبش في ملفاتهم السابقة، ثم إن هناك من أوهم هؤلاء كلهم بأن وراء شباط جهة توفر له الحماية والرعاية وأنه رجل المرحلة الشعبوي لمواجهة شعوبي آخر هو ابن كيران).
أتباع شباط يختلفون طبعا مع هذا الرأي، ويرون أن صعود نجم شباط ناتج عن هيمنة أسرة واحدة على أمور الحزب، وأن عباس الفاسي يتحمل المسؤولية الكبرى في الترهل الذي وصل إليه حزب عريق مثل الاستقلال، وأن شباط جاء لينتقم لأبناء الشعب من خلال حزب البرجوازيين. المعركة مستمرة والمثل يقول (البقرة عندما تسقط تكثر السكاكين عند رأسها)، فهل سيكون هذا حال شباط في القادم من الأيام؟







تعليقات

  • شباك مغامر نعم ولكن بأمر ىمر وليس برغبته ولذلك فلكي يستر سقوطه الحر بادر إلى ملاقاة لشكر الغريق الآخر في الوحل، ورقة شباط لم تحرق بعد مازالت هناك حاجة إليه، وخلال الشهر الحالي سيظهر هل ستستغل في القريب العاجل ام ستؤجل إلى وقت لاحقن عموما سيبقى منتظرا مع المنتظرين، وكذلك حكومة بنكيران ستبقى منتظرة قد تسقط بعد يومين او ثلاثة وقد تبقى لأسابيع او شهور حسب المتغيرات، وعلى كل حال شباط مثله مثل الفاسي يعمل بالرموت كنترول الفرق هو أن الفاسي صامت وشباط ثرثار وكما قال بوعشرين ابقوا قريبين الإثارة بدأت وستستمر …

  • يبدو أن صاحب المقال من أشد أنصار بنكيران لأن التحليل الذي قام به لا علاقة له بنهاية مشوار شباط. فحزب الاستقلال لم ينسحب من التحالف الحكومي الا بعد أن صادقت عليه الأغلبية الساحقة من أعضاء المجلس الوطني للحزب. وههذه المبررات التي قدمتها يا صاحب المقال لا تعكس العنوان الذي وضعته للمقال و يبدو أنك مبتدئ في التحليل السياسي

  • قدم شباط هدية ثمينة للأحزاب الأخرى عند خروجه من الحكومة وأظن أن نهايته قد إقتربت لأن الغرور نهايته الخنوع وعما قريب سيوصل حزبه إلى الضيض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.