الجمعة 26 أبريل 2024| آخر تحديث 11:40 07/08



روتيني السياسي: ” تستاهل احسن ” … تأسيس لمقاربة ” التمكين ” ببنط عريض في رحاب النموذج التنموي الجديد

روتيني السياسي: ” تستاهل احسن ” … تأسيس لمقاربة ” التمكين ” ببنط عريض في رحاب النموذج التنموي الجديد

حنان أنجار 

‎“وبروح المسؤولية والإلتزام، نؤكد أنه لم يعد هناك مجال للغموض أو الخداع؛ فإما أن يكون المواطن مغربيا أو غير مغربي، وقد انتهى وقت ازدواجية المواقف والتملص من الواجب، ودقت ساعة الوضوح وتحمل الأمانة؛ فإما أن يكون الشخص وطنيا أو خائنا، إذ لا توجد منزلة وسطى بين الوطنية والخيانة، ولا مجال للتمتع بحقوق المواطنة والتنكر لها، بالتآمر مع أعداء الوطن”.
‎ مقتطف من خطاب جلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الـ 34 للمسيرة الخضراء. خطاب بلغة العقل و المنطق و يحمل من “التربية على ” المواطنة” الكثير،
‎كان من الواجب ان نعرج على هذا الخطاب في خضم هاته الحياة بكل معاركها و أحداثها، و في خضم النقاش الدائر حول مشروع النموذج التنموي و مشاريع الأحزاب السياسية، نقاش تكلم فيه الجميع و تحاور حوله الجميع و هذا حق دستوري مكفول لهم لكننا نتغافل سهوا أو عمدا أن عقلنة المواقف جزء من الحوار .
‎واهم من يضن ان السياسة ” ترف” و حق موكول و أكلة دسمة للنخبة، و فاكهة محرمة على كل ما دونها و في الحقيقة نقف كلنا على نفس المسافة من الحق امام السياسات العمومية و الإجتماعية، لأننا أبناء وطن من المفترض أن ينتصر لمواطنيه بحق و مساواة و تكافؤ للفرص. ينقصنا فقط القليل من الجرأة لكسب رهان المواطنة الحقيقية لأننا “نستاهلوا احسن ” بمقاربة الحق و التمكين لا بمقاربة ” الا عاش النسر يعيشوا ولادو”
و بما اننا على بعد أشهر قليلة لتجديد الواجهة الديموقراطية للبلاد ( انتخابات مهنية،تشريعية و جماعية) يتجدد دائما خطاب التمكين السياسي سواءا للشباب أو النساء ، الا انه لم يعد من الممكن ان نتحذث عن التمكين السياسي دون أن نحققق التمكين الإقتصادي و ان نربح قبله معركة التمكين الإجتماعي و لعل أو خطوة لتحقيق هذا الآخير عبر صون الكرامة، و الكرامة في تعريفها البسيط ” ما حݣرتي ما تحݣرتي” و لقلة الكرامة بعد نفسي كبير.
و كما نعلم جميعا فلتحقيق المستوى المنشود من التمكين يجب توفير أدوات تنفيذ ملموسـة يسـتخدمها صانعو السياسـات لضمـان تأثيـر حقيقـي للإصلاحات على أرض ّالواقع و لعل هذه الوسائل نجدها اليوم مشار إليها بالدقة و التفصيل في برنامج الأحرار و الذي جاء بشعار ” تستاهل احسن” بشعار بسيط و بمضامين أبسط جاءت أغلبها كأرقام، و لغة الأرقام قليلا ما تكذب.
برنامج الأحرار الذي يعتبر نموذج في الإنصات و التشاركية و خرج عن المألوف و عادة البرامج التي تعرف إسقاط مركزي و لا تراعي احتياجات و خصوصيات الجميع على حد السواء. برامج أجهضت في المهد و لا يمكنها النجاح من خلال إجراءات إسقاط قرارات المركز على المحيط، بل يجب ان يكون المحيط هو مصدر تحديد الحاجيات. و هذا بالظبط ما فشلت فيه بقيت البرامج و ربما هو نفس السبب الذي أفشل النموذج التنموي القديم لأننا اسوعبنا متأخرا ان المغربيات و المغاربة لا يستفيدون من الإرث التنموي بنفس الحدة و ليست لهم نفس الولوجيات الى التنمية و هنا لا نقصد تنمية “البالة و البولة” بل تنمية الإنسان كشخص و فكر ” خاص محمد اللي فجبل يعيش بحالوا بحال محمد اللي فالمركز” عملا بمقاربة ” أولاد عبد الواحد كولهوم واحد”.
ولعلها نفس المقاربة هي التي ستفرز مواطنات و مواطنين قادرين على تفعيل و تنزيل النموذج التنموي الجديد الذي نصب صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله لجنة خاصة دعاها أن تتسم بالجرأة و الموضوعية و أن ترفع له كل الحقائق و لو كانت صعبة و مؤلمة و أن تقترح لها حلول و لو كانت كذلك صعبة و مكلفة. و بالفعل تم تشخيص النواقص في المشهد المغربي، و تم الخلاص الى ضرورة صياغة نموذج تنموي الذي يعول عليه المغاربة ملكا وشعبا وحكومة و سيأتي آكله اذا تحقق فيه شرط تكاتف الجهود و الإلتزام بميثاق وطني بكل مسؤولية و روح وطنية، و مساهمة الأحزاب في تفعيل و تنزيل مضامين النموذج التنموي مساهمة فعلية و حقيقية. لأنه في النهاية ” ماغاديش يقطر بيه السقف و ينزل” بل بنخب حقيقية ، و لأننا أمام فرصة وطنية حقيقية للتفكير في مستقبل المغرب الذي نريد، عبر إنبثاق عقد إجتماعي جديد و الذي يستلزم ” إلتزمات” بين المواطن “الرئيس ” و المواطن “المرؤوس” من أجل إقلاع شامل يقوم على الهيكلة الإقتصادية و يقصي كل نشاط غير مهيكل . لأننا أمام فرصة ثمينة للقضاء على النشاط الإقتصادي للإسلاميين الذي يعتمد على الاسترزاق بالعربات و ” التفراش ” . فالتشغيل الذي لا يوفر جميع التعويضات و لا يسمح بدفع الضرائب لا فائدة منه. بالإضافة إلى الهيكلة الإجتماعية قادرة على تحقيق تنمية الإنسان في جميع المستويات عبر مدخل أساسي و أولي ” صون الكرامة” لأننا “نستاهلو أحسن”
يتبع…

 







تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.