الجمعة 26 أبريل 2024| آخر تحديث 1:05 07/07



سعيد رحم  يكتب : اعدادية “مولاي رشيد” و جريمة في حق الذاكرة التاريخية والجماعية لتيزنيت

سعيد رحم  يكتب : اعدادية “مولاي رشيد” و جريمة في حق الذاكرة التاريخية والجماعية لتيزنيت

ذ. سعيد رحم 

في أي مدينة ما..

أسوأ مايمكن أن يصيب اي مسؤول بها  هو العمى الجمالي..

وأسوأ مايمكن أن يصيب مواطنيها هو الجبن والصمت وعقدة تبخيس ذاكرتها..

هنا اعدادية مولاي رشيد ، وجريمة في حق الذاكرة التاريخية والجماعية لتيزنيت..جريمة في حق معلمة تربوية تاريخية يتم محوها بخليط من الجهل والإسمنت..

 انتبهوا جيدا، فنحن لم نخرج بعد من وقع تلك الجريمة التي تتعرض لها إيليغ.. اكْتشِفوا في صمت أن هم يشنون حربا ضد ذاكرتنا التاريخية والجماعية ،  لانهم يعلمون منذ حراك الريف أن الذاكرة التاريخية والجماعية يمكن أن تتحول الى دينامو الجيل الجديد للحركات الاجتماعية بمطالبها السياسية والهوياتية..

فحربهم ضد الذاكرة ليست مجرد أخطاء إدارية او تقنية لموظفين بدون عمق ثقافي او حس جمالي، كما يوهموننا في خطابهم التبريري، بل هي استراتيجية لعزلنا عن التاريخ والهوية والثقافة  والوجود، وخاصة في بعدين نتصارع رمزيا من اجلهما هنا في سوس، البعد الثقافي الأمازيغي وبعد التدين السوسي  ..

لنتأمل( أو لنتألم) الصور والتي اكتشفتها صدفة صبيحة اليوم في صفحة مديرية التعليم بالفايسبوك ..لاحظوا كيف تم إزالة الأسقف الخشبية للسقيفات ..وأكوام ما تبقى من الأخشاب التي تمتت إزالتها.. لاحظوا الأخشاب الصغيرة والمعروفة ب ” تاكلوست ” قد ضاعت نسبة كبيرة منها وهي من شجر الأركان وشجر الدفلى ” أليلي “.. لا أدري نسبة الجريمة التراثية التي لحقت باعدادية مولاي رشيد،  ولكن ماهما كان حجمها فهي جريمة ولو مست مجرد ركن قصي من بنايتها..

أسئلة الآن تؤرقني..هل يمكن ان يحدث هذا بفاس ومراكش ومكناس ، ويتم طمس وتشويه الجمالية المعمارية التاريخية لمؤسسات تعليمية عريقة تحمل تعبيرات موريسكية مثلا ؟ لماذا بالضبط تتعامل الدولة بكثير من الاحتقار مع ذاكرتنا التاريخية هنا؟

اين جماعة تيزنيت وملوك الطوائف المعنيين بها بالذاكرة والثقافة والتعليم؟ لماذا تغيب اليوم اليوم لدى الفاعل السياسي والمنتخب الجماعي  الجرأة والشجاعة  في تتبع قضايا تيزنيت وتدوب شخصيتهم أمام أصغر قائدة مقاطعة او موظف إداري صغير..دون ان ننتظر منهم ولو موقف رمزي أمام مدير إقليمي لقطاع حكومي  او عامل الإقليم… !

أين جمعية قدماء تلاميذ واطر مولاي رشيد من مايحدث الآن في حق ذاكرة المؤسسة؟ لماذا انزاحت الجمعية عن أهدافها وتحولت الى تريتور حفلات استعراضية وفلكلورية عوض الانتباه إلى الرهانات الحقيقية للمؤسسة تاريخيا وتربويا ؟

أين اليقضة المدنية للجمعيات المحلية..أين نحن جميعا من مآسي المدينة الثقافية والتنموية و الاجتماعية؟

مايحدث الآن في إعدادية مولاي رشيد تكثيف لمشهد تعيشه تيزنيت، وهو أسوأ لحظة تعيشها تيزنيت منذ تفتح وعي الثقافي والسياسي بها..مشهد عنوانه جبن نخبها وضعفها وتزاحم النطيحة والمتردية على أضوائها!

أعرف جيدا ..أن لا جدوى من كل هذه الأسئلة..ولا جدوى من تقاسم هذا الوجع ، لأن ما ينتظرنا أسوأ.. والبروفايلات التي يتم التحضير لها في مختبرات الكارتيلات الحزبية المالية أسوأ مما تتوقعون …ولأن لا أحد هنا يستوعب أن للتغيير ضريبة وتكلفة..الكل  يريدها إما باردة فيركن للصمت، أو مذرة للدخل والامتيازات فيتواطؤ على قتل المدينة رمزيا وماديا…

للأسف  “ايت تيزنيت أربدا تقلن س ماسنينقان إفيس”  كما قال لي ذات يوم باحث أكاديمي  بعمراني في التاريخ !!!!







تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.