السبت 4 مايو 2024| آخر تحديث 9:15 07/06



عسكر مصر يشيع الديموقراطية نحو مثواها الأخير، فاشهدوا الجنازة يرحمكم الله!

عسكر مصر يشيع الديموقراطية نحو مثواها الأخير، فاشهدوا الجنازة يرحمكم الله!

صورة

   يا مصر لا نملك إلا القلم، لذلك اسمحي لنا إن كتبنا نحن المغاربة عن أحوالك رغم بعد المسافات.. فأنت أخت لنا وعمة وخالة، بل وأمنا جميعا بآثارك، بحضاراتك الممتدة عبر التاريخ الإنساني. يا مصر ماذا جرى ويجري بين حُماتك وأبنائك؟ أليسوا أبرارا حتى يستحقوا المزيد من المعاناة في سبيل الحفاظ على ثورة 25 يناير أفرزت رئيسا منتخبا؟

   على ظهر دبابة حربية صرح الفريق أول “عبد الفتاح سعيد حسين خليل السيسي” متكلما باسم الجيش المصري عن سحب الشرعية عن رئيسه المنتخب بشكل ديموقراطي السيد “محمد مرسي” في انقلاب عسكري واضح مكتمل الأركان وفق القوانين والأعراف الدولية، حاول الكثيرون تسميته بغير مسمياته عندما حصروا المعارضين للانقلاب في جماعة الإخوان المسلمين كأنهم من كوكب زُحل. لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تعداه إلى غلق القنوات الإسلامية واعتقال رموز الدعوة ورميهم باطلا بتهم واهية، فيما منع آخرون من الخطابة في خرق سافر لأدبيات حقوق الإنسان ليطلق بعدها العنان لقنوات تسب الدين والعباد ، شتمت رموز الإسلام فكيف لها أن تسكت عن شتم رئيس منتخب! بهذا حاول الانقلابيون ومعهم الشرق والغرب بإمكانياتهم الإعلامية والمادية إضفاء طابع الشرعية على هذا الحدث دون استحياء.

سمعت من ذي قبل أن خدام الاحتلال في مصر سيأكلون الديموقراطية إن لم تأت بما يشتهون. لكني لم أصدق حتى رأيت بأم عيني وسمعت بأذني هاتين. إنها الحقيقة: لقد التهموا الديموقراطية الانتخابية كما يزدرد أبا جهل إلهه المصنوع من الحلوى عصر الجاهلية الجهلاء إن ألم به الجوع ففضحوا أنفسهم بذلك!

   أذن مؤذن العسكر في أرض الكنانة: “صلاة الجنازة.. جنازة مفهوم تكشفت حقيقته لدى الجميع... لقد صار حمارا يركب عليه لتحقيق مآرب الليبرالية والرأسمالية الجشعة التي رعاها القطب الوحيد والاحتلال الصهيومسيحي للعالم الإسلامي فكرا وعملا.. صلت قيادات العسكر صلاة الجنازة على الديموقراطية بحضور الحاقدين من الداخل. فيما ذهب أهل الخارج إلى صلاة الغائب لتعذر الحضور. لتبقى مراسيم الدفن مؤجلة إلى حين تعيين الحكومة.. لأن موضة الانتخابات لم تعجبهم فلم يبق أمامهم إلا التعيين علها تأتي بالخير العميم. تردد اسم المسمى “البرادعي” لجس النبض رئيسا، ومن لا يعرف الأخير؟ إنه آية البيت الأبيض في أرض مصر الذي ما زال حاملا في يديه دماء لم تجف بعد لعراقيين عزل بعدما مرر على ظهره قرار ضرب حضارة العراق لأنها حادت عن جادة القطيع.

   لحد الآن، لا تزال مراسيم تشييع جنازة الديموقراطية قائمة في انتظار أن تحمل على الدبابات نحو مثواها الأخير، فهل يا ترى ستدفن وتوارى التراب بعد أن كبر عليها أربعا لوفاتها؟ أم أنها ستبعث من جديد بعد غيبوبة ظن الجميع أنها موت لا رجعة بعده؟ قادم الأيام ستكشف المزيد فلا تفوتنكم الجنازة يرحمكم الله!.

      بقلم: احمد اضصالح







تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.