الجمعة 26 أبريل 2024| آخر تحديث 2:05 04/21



كورونا و ما بعدها!!

كورونا و ما بعدها!!

إن الحديث عن كوفيد19 وما رافقه من جدل مند تحوله من فيروس صيني إلى وباء عالمي وصل عتبة المليونين مصاب في العالم قبل حلول ماي، يتطلب الكثير من القراءاة و التفسيرات وربط الماضي بالحاضر مع ضرورة إستحضار النظام العالمي وما يشهده من تحولات سياسية و اقتصادية و صراعات بين القوي العظمى لإنتاج نظام عالمي جديد وفق طموحات كل طرف.
فرغم التطور العلمي و التكنولوجي الدي وصل إليه الإنسان لم يستطع طوال أربعة أشهر مند ظهور الفيروس في الصين حتى اليوم إيجاد مصل يحمي من كوفيد19 الدي يهدد حياة ملايين البشر.
كل دول العالم إتخدت تدابير صارمة وصلت إلى حد وقف جميع الأنشطة الغير الضرورية و الحجر على المدن و سن قوانيين تدين من يخرق الحجر المنزلي واستفادة أغلب الحكومات من درس إيطاليا و إسبانيا اللتان تسجلان يوميا بين السبع مئة و ثمان مئة وفاة في اليوم الواحد و آلاف الإصابات الجديدة يوميا.
إن خطورة كوفيد19 تتجلى في السرعة الكبيرة في الإنتشار و القدرة الكبير في البقاء خارج الجسم على الأشياء وكذلك عدم توفر معلومات كافية حول هدا الفيروس فحتى منظمة الصحة العالمية تقوم بتحيين نصائحها و إرشاداتها بين الفينة و الإخرى في طرق الإنتشار و مسافة الأمان و ضرورة إستعمال الكمامات لغير المصابيين كما أن أعراض الفيروس لا تظهر في بعض الأحيان الا في وقت متأخر على المصاب و ذلك بعد أن يكون قد عاد مجموعة أخرى من الأشخاص.
في الحقيقة العالم في أزمة حقيقية لم يشهد الجيل الحالي مثيلا لها من قبل و الجميع أمام إمتحان صعب للسيطرة على هدا الوباء و الأكيد أنه لا يوجد له دواء الى الأن سوى الحجر الصحي بالمكوت في المنازل و منع التجمعات حتى لا تنتقل العدوى بشكل كبير.
و الأكيد أن بعد كورونا لن يكون كما قبله فالعالم سيشهد العديد من المتغيرات الجيوسياسية و الجيوستراتيجة فهده الأزمة ستفرز لنا نظام عالمي جديد و متغيير لكن يصعب التنبئ بشكله لأننا بصصدد تشكله في ظل الصراع المحتدم بين الولايات المتحدة الأمريكية و الصين و تحول النظام العالمي من أحادية القطب إلى ثنائية القطب وقد يسير نحو متعدد الأقطاب بوجود عدة دول أصبحت لها مكانة مؤثر على المستوى العالمي.
و الفائز في هذه الأزمة ليس من تجنب عدد الإصابات أو من لم يتضرر إقتصاده بشكل كبير لكن المنتصر هو من يستخلص العبر و الدروس من هذه الأزمة و يحدد الأولويات حسب القطاعات دات النفع العام و المقصود هنا هو التعليم و البحت العلمي بمعنى الإستثمار في التعليم و التنوير و التثقيف بدل الجهل لأن تكلفة الجهل أغلى بكثير.
و لأن المغرب ليس خارج هده الأزمة و معني كما جميع الدول بل هو معني أكثر، نتمنى و نرجوا أن يلتقط النظام السياسي و معه الطبقة السياسية الإشارات و تعيد ترتيب الأوراق و أن تتوفر الإرادة الحقيقية لتحقيق الإقلاع الحقيقي للبلاد و الإلتحاق بركب الدول المتقدمة فقد برزت لنا هده الأزمة المعدن الحقيقي للشعب المغربي من خلال الإلتزام بالتعليمات الحكومية و الإنخراط في كافة أشكال التضامن بين جميع أطياف المجتمع كما ننوه بالمبادارات اللتي أقدم عليها مجموعة من أبناء هدا الوطن لصنع جهاز تنفس إصطناعي مغربي 100٪ و جهاز قياس الحرارة و غيرها من اللوازم الطبية التي نفتقدها لمحاربة هدا الوباء.
هده الأزمة أظهرت أننا نتوفر على ثروة بشرية مهمة تنقصها فقط الأرضية و الدعم حتى تجعل من بلادنا منصة لتصنيع بدل مجتمع مستهلك، ولأننا نطمح إلى التغيير فلن يتحقق ما لم تتوفر الإرادة السياسية لدى الأحزاب ولأننا نفتقد لأحزاب حقيقية تساير التطور و المتغييرات الكونية فلابد من البحت عن مخرج لهده المعضلة فالبلاد بحاجة الى طبقة سياسية جديد تساير الوضع الحالي.

بقلم عبدالله إدعمر







تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.