الإثنين 29 أبريل 2024| آخر تحديث 10:37 06/10



التعليم بين التسريب والتسرب أو الذكاء المعتقل

التعليم بين التسريب والتسرب أو الذكاء المعتقل

ImageProxy

من قال إن تلامذتنا كانوا يضيعون أوقاتهم في الفيسبوك طيلة السنة وأن هذا سيؤتر على دراستهم فقد أثبتت الدلائل والحجج أنه كان مخطئا، فهاهو الشباب المغربي قد هب عن بكرة أبيه طيلة أيام الإمتحانات، واستخرج كل طاقاته، وما استفاده طيلة السنة الدراسية، ليبين على مستوى عال من الذكاء وقوة الإرادة، وأن العالم الإفتراضي عالم واقعي بل هو الواقع نفسه.

أثبت التلميذ المغربي أنه قادر على التوصل بواسطة التقنيات التي اكتسبها طيلة السنة الدراسية، فحطم أرقاما قياسية في التوصل بتسريبات الإمتحانات -اليوم كان الرقم القياسي هو دقيقتان- والحصول على الأجوبة بعد 10 دقائق على الأكثر في كل المواد وبكل اللغات وفي كل الشعب العلمية والأدبية والإقتصادية.
لا يهمني من كان وراء التسريبات ووراء الحلول والأجوبة ولا يهمني من وراء إرسال هذه الأجوبة عبر الإسمس أو الأنترنيت إلى التلاميذ لكن يهمني أن أوجه الأنظار إلى أن التلميد استفاد من مما اعتبرناه إهدارا للوقت واستطاع الإستفادة منه بأقصى ما يمكن بل وتحدى كل الصعاب ليحقق هدفا رسمه بدقة.
فهل نهنئ التلميذ على هذا الإنجاز “المؤلم المفرح” أم نعزي النظام التعليمي على تأخره وعدم مواكبته للتكنولوجيا الحديثة التي لم يستغلها ولم يستفد منها للرفع من مستوى التعليم ؟
طيلة السنة وأنا أتابع بعض الصفحات الفيسبوكية وهي تنشر دروسا مسجلة عبر الفيديو تشرح بتدقيق عدة مواد كالفلسفة والرياضيات والعلوم الطبيعية وغيرها، وقد لاقت إقبالا جيدا. صفحات أنجزها أساتذة غيورون، أو طلبة مجدون، لتعميم المعرفة، ولتغطية النقص الحاصل في بعض المواد بالنسبة للتلميذ، سواء لتعوض غياب أو تقصير أستاد أو ظروف تعليمية غير مساعدة على التركيز، صفحات انطلقة بكل تلقائية لم تبتغ من أجل عملها هذا جزاءا ولا شكورا …

كما أن العديد من الأساتذة الغيورين كانوا يتجاوبون مع تلامذتهم عبر الفيسبوك لشرح مادة معينة أو إشكال أو لتوضيح بعض النقط التي اعتاد التلاميذ أن يسألوا عنها الأستاذ بعد الدرس، دقائق إضافية كان الأستاذ يضطر فيما قبل يهبها للتلاميذ بعد الحصة يتخلى فيها عن فترة الاستراحته للإجابة عن تسائلات التلاميذ. هذه الدقائق الإضافية التي صارت ساعات على الفيسبوك يجيب عن أسئلتهم ويغدي نهمهم بدون مقابل.

فماذا كان دور الوزارة في ولوج هذا المجال الإفتراضي وخلق نشاط يغري الثلاميذ كي يستفيدوا من الأنترنيت عن طريق مسابقات ودروس مصورة بأعلى مستوى ونقاشات وحوارات وتوضيحات وحتى نقل بعض التجارب من دول أخرى.

أقول للوزارة لقد تغير الزمن فعوض التفكير في أشكال منع التسريبات يجب على الوزارة أن تفكر في أشكال التسرب إلى التلميذ عبر ما يهواه، عبر التقنيات الحديثة التي ستوفر على الوزارة أموالا طائلة للرفع من مستوى الأداء ومستوى التلقي. هل وضعت الحكومة برامج تزاحم التلميذ في هواياته تهجم عليه تستفزه تستثيره وتلقينه باستعمال التقنيات الحديثة التي أبان التلميذ من خلالها أنه شعب ذكي ومواكب لعصره لكن لم يجد من يأخذ بيده ويوجه ذكائه.

فرح عبد الرحمن

 







تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.