الجمعة 26 أبريل 2024| آخر تحديث 1:29 02/19



“إصلاح ذات البين” ندوة لمؤسسة سوس للمدارس العتيقة

“إصلاح ذات البين” ندوة لمؤسسة سوس للمدارس العتيقة

تنظم مؤسسة سوس للمدارس العتيقة بتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والمجلس العلمي الأعلى، لفائدة فقهاء وطلبة المدارس العتيقة، تنظم المؤسسة، وبتعاون مع الجمعية المغربية للمرأة القاضية دورة تكوينية  لفائدة فقهاء وطلبة المدارس العتيقة وكذا خلايا المرأة وقضايا الأسرة التابعة للمجالس العلمية المحلية بالمملكة، في موضوع:”إصلاح ذات البين”.، وحسب المؤسسة، فإن هذه الدورة التكوينية، التي ستعطى انطلاقتها، من مدرسة رسموكة العتيقة بإقليم تزنيت، بتنسيق مع عمالة الإقليم، لفائدة فقهاء وطلبة المدارس العتيقة وخلايا المرأة وقضايا الأسرة التابعة للمجالس العلمية المحلية لجهة سوس ماسة درعة، السبت 23 فبراير 2013،  على أن تعمم على باقي جهات المملكة، تهدف إلى مساعدة هؤلاء الفقهاء والطلبة وخلايا المرأة وقضايا الأسرة، على الإلمام بفقه الواقع واستيعاب إشكالاته، فضلا عن توسيع دائرة معارفهم من خلال تزويدهم بجملة من المعطيات الميدانية والوسائل الممكنة التي تعينهم على إحداث تواصل إيجابي وفعال مع جميع الشرائح المجتمعية، فضلا عن تنمية المهارات التواصلية والتفاعلية لديهم وتأهيلهم لكيفية التعامل مع الخلافات الأسرية التي تنجم بين الزوجين، أو بين طرفين،  وحسن إدارتها بشكل يساهم في التخفيف من العبء الملقى على أقسام قضاء الأسرة، من خلال تحويل سلوكات النزاع إلى  ادراكات واعية والعمل على بلورة منهجيات تسمح بالتوسط, وتساعد على إيجاد تركيبات جديدة انطلاقا من جرد العناصر القائمة والتعرف عليها بشكل يؤهلها لإنتاج علاقات جديدة.                                                 
هذا وسيتوج هذا الحفل بالتوقيع على اتفاقية شراكة فيما بين مؤسسة سوس للمدارس العتيقة والجمعية المغربية للمرأة القاضية، الهدف منها تعميم هذه الدورات التكوينية استحضارا من الطرفين للدور المحوري للتكوين ومنه التكوين المستمر في تأهيل خلايا المرأة وقضايا الأسرة التابعة للمجالس العلمية المحلية واستكمال خبراتهم قصد تأهيلهن وتطوير كفاءاتهن المهنية للنهوض بالمهام الموكولة إليهن على أحسن وجه.                                                                                                      

وبالموازاة مع ذلك يتضمن البرنامج، أيضا، زيارة علمية تفقدية لمدرسة سيدي أحمد النضيفي العتيقة بأوزون، إقليم تارودانت، سيطلع خلالها أعضاء الجمعية المغربية للمرأة القاضية على السير العادي للمدارس العتيقة ونظام الدراسة فيها وكذا متابعة درس نموذجي يقدمه فقيه المدرسة فضيلة العلامة سيدي أحمد نجيب، كما سيكون الجميع على موعد مع أمسية دينية روحية من إحياء طلبة مدرسة سيدي أحمد النضيفي العتيقة تتخللها قراءة الحزب الراتب جماعة ووصلات من البردة والهمزية وأمداح نبوية شريفة وغيرها من الوصلات ذات الدلالة الترحيبية.
يبقى التأكيد في الختام على أن “إصلاح ذات البين” أصل من أصول دين الإسلام، ومنهج الرحمن الذي يدعو إلى الإصلاح والتآخي والمحبة والمودة ونبذ كل عوامل الفرقة والشحناء, فبالإصلاح يكون المجتمع وحدة متماسكة، يقوى رباطه ويسعى بعضه في إصلاح بعض, وبه يحل عدد كبير من القضايا، وتُعاد به الحقوق لأصحابها، ويُحسم به النزاع ويكون معه التراضي واستبقاء المودة والمحبة, وبالإصلاح تَحِلُّ المودة محل القطيعة, والمحبة محل الكراهية, وتأتلف القلوب وتجتمع الكلمة, وينبذ الخلاف وتزرع الأخوة والوئام, وبالإصلاح تستقيم حياة أفراد المجتمع وتتحقق مصالحهم, ويتجهون نحو العمل المثمر والبناء, أما إذا فقد إصلاح ذات البين فإنه تقسو القلوب وتضيع القيم الإنسانية الرفيعة, وتتشتت البيوت والأسر, ويعم الشر القريب والبعيد.