الجمعة 26 أبريل 2024| آخر تحديث 10:49 05/25



ورزازات: نساء الكومبارس اللواتي انتهى بهن المطاف في حضن الدعارة

ورزازات: نساء الكومبارس اللواتي انتهى بهن المطاف في حضن الدعارة

hj_21حين تقودك قدماك لزيارة جمعية المشكاة للأطفال المتخلى عنهم ويتامي مدينة ورزازات، ستكتشف حجم الضرر المادي والمعنوي الذي تكبده ضحايا مدينة السينما العالمية، وستتوقف عند حكايات حزينة لنساء جئن إلى المدينة أملا في الكسب من أدوار كومبارس في أفلام عالمية لينتهي بهن المطاف في أحضان الرذيلة.
فجأة ظهرت دور الدعارة في مدينة محافظة كانت نساؤها لا يتجرأن على الخروج إلى الشارع العام، وظهر أطفال بلا هوية ولا أصول، حملوا فجأة صفة الأطفال المتخلى عنهم من طرف آبائهم ومن طرف المجتمع، ليصبحوا عرضة  للشارع.
في حي تصومعت وتاوريرت تتفشى الدعارة ومشتقاتها، وتصبح تجارة المخدرات عنصرا أساسيا في المشهد اليومي لحي سقط من ذهن التنمية.
في هذا التحقيق، نتابع حكاية نسوة حللن أهلا بورزازات ولم يعشن سهلا، بل قضين حياتهن تحت قبضة الاستعصاء، بعد أن أغلقت السينما أبوابها في وجوههن وهن الحالمات بدور كومبارس يساعدهن على البقاء على قيد الحياة بنصف كرامة.
ملاذ لأبناء نزوات عابرة
يوجد مقر الجمعية بحي تصومعت. يمكن للمرء أن يعيش القضية بتفاصيلها المملة. هنا يوجد مقر لا يفي بكل الشروط الضرورية للإيواء وللإدماج بالنسبة لفئة الأيتام والمتخلى عنهم ومجهولي الأصل والمصير. في آخر زيارة لعامل الإقليم وعد المسؤول السامي بالرفع من قيمة المنح المقدمة للجمعية من طرف المجلس البلدي والمجلس الإقليمي لورزازات كما وعد بتخصيص مركز جديد لفائدة الأطفال المتخلى عنهم واليتامى الذين تحتضنهم الجمعية والبالغ عددهم أزيد من 90 تتراوح أعمارهم بين حديثي الولادة و من بلغوا سن الخامسة عشرة.
منذ تأسيسها سنة 2006، دأبت الجمعية على رعاية هؤلاء المتخلى عنهم من الأطفال، رغم أن التخلي طال الأمهات أيضا وربما الآباء مجهولي المصير والهوية.
توفر جمعية المشكاة الحد الأدنى من الرعاية الاجتماعية كاللباس والمأكل لإنقاذ هذه الفئة من التشرد والتسول والدعارة والتحرش وظواهر أخرى هؤلاء الأطفال في عرضة لها.
لا تقتصر زيارة المسؤولين على السلطة المحلية بل هناك انخراط للهيئات الدولية أيضا، حيث يمول الاتحاد الأوروبي مشاريع لانتشال نساء المدينة والوافدات عليها من الدعارة، عبر الجمعيات، إذ قام سفير الاتحاد الأوروبي بزيارة لجمعية روزا بنفس الحي تصومعت الآهل بالسكان وبالظواهر الاجتماعية، حيث يمول مجموعة من المشاريع لفائدة المرأة في إطار ما يسمى بالعمل الاجتماعي في بعده الاستباقي أو الوقائي.
يقول فاعل جمعوي بالمدينة إن المشروع هو عبارة عن اتفاقية شراكة بين جمعية روزا والاتحاد الأوروبي الذي مول هذه المبادرة بما يناهز 145 ألف أورو. وصرح سفير الاتحاد في تصريح تحتفظ به الجمعية بأن قيمة المشروع تكمن في وصوله إلى مرحلة تسويق المنتوجات التي قد تساعد في تطوير ميادين مختلفة كالسياحة وغيرها.
تسعى الجمعية إلى إدماج المرأة القروية بالخصوص في النسيج الاجتماعي للحيلولة دون الارتماء في المحظور، لذا عملت على إنشاء تعاوينة لتربية الماعز تمكنها أيضا من تربية الأبناء.
حسب حسيبة كانوبي فإن المبدأ الذي تقوم عليه النساء بالجمعية هو الأخذ والعطاء لتكوين روح التسامح بينهن، وتوفير تكوينات لتعليمهن التقنيات الصحيحة لتربية الماشية كالماعز وغير ذلك، ويتمثل الدخل السنوي لكل امرأة في بيع من اثنين إلى ثلاث رؤوس من الماعز.

عن “الأخبار “







تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.