الخميس 16 مايو 2024| آخر تحديث 3:18 05/13



بالفيديو : “اكراو” … أغاني البسطاء التي لاقت إعجاب الأمراء

بالفيديو : “اكراو” … أغاني البسطاء التي لاقت إعجاب الأمراء

هن نساء في متوسط العمر، بملابس أمازيغية صرفة و”نقاب” مغربي تم توارثه على مر العصور، بلهجة أمازيغية وصوت جبلي حاد، يرددن أذكار السماع الصوفي وقصائد تتغنى بخير البرية، في انتظام وانسجام يطرب الأذن ويغذي الروح. إنهن مجموعة “اكراو” النسائية للمديح والسماع الصوفي بتزنيت، منشدات بسيطات، إلا أن جمالية ما يقدمن يجعلهن يحضرن في مجالس الأمراء لتقديم وصلة من الطرب المغربي الأصيل.

تروي صفية اضوحان، رئيسة جمعية “اكراو” للمديح والسماع الصوفي النسائي بتزنيت، لهسبريس أنهن حضرن لمهرجان فاس للموسيقى الروحية في دورتها 22 بطلب خاص من الأميرة للا سلمى كي يغنين خلال حفل الافتتاح يوم الجمعة الماضي، إلا أنهن تأخرن عن موعد الحفل بسبب حادثة سير كانت على الطريق، ليخلفن موعد الأداء أمام كل من الأميرة للاسلمى والشيخة موزة بنت ناصر، والدة أمير قطر.

وبحسب ما روته اضوحان، فإن الحظ ضرب لهن موعدا ثانيا للأداء أمام الشيخة موزة التي طلبت حضورهن بشكل شخصي بعد أن رأت صورهن ومقاطع فيديو لهن، فحضرت المجموعة المكونة من 10 نساء من تزنيت لينشدن خلال حفل عشاء خاص، السبت الماضي، بقصر الفرج بفاس، حضرته الشيخة موزة والوفد النسائي المرافق لها. وأضافت ادوهان قائلة: “أن يعجب الأمراء بتراثنا، فذلك شرف كبير لنا”.

وروت المتحدثة بعض تفاصيل العشاء الأميري قائلة إن المنشدات، وفي حضرة الأميرة موزة، ارتأين أن ينزعن “النقاب الأمازيغي” الذي تعودن أن ينشدن من ورائه، وهو ما دفع الشيخة إلى الاستفسار عن سبب عدم وضعه قائلة لادوهان: “لقد رأيت الصور وأنتن تنشدن بالنقاب”، وطالبت بأن يرتدينه لتناسقه والزي الأمازيغي.

ويعد المديح والأداء الصوفي الذي قدمته مجموعة “اكراو”، والتي تعني باللغة العربية “المديح”، من التراث الشفهي لمدينة تزنيت. وفي هذا الإطار، تقول رئيسة الجمعية: “إن الأمداح من ثقافة المنطقة منذ قرون مضت، تؤديها النساء في موسم الحصاد، كما في الأعياد والمناسبات، وفي منازلهن بعد الانتهاء من الأشغال”.

يتوارث هذا المديح من جيل لآخر وينقل بشكل شفهي، وينقسم إلى ثلاثة أقسام؛ فمنه الأذكار التي تؤديها امرأة واحدة وتردد خلفها باقي النساء، والأمداح التي هي عبارة عن قصائد تنقسم في أدائها الفرقة إلى قسمين كل قسم يردد شطرا من بيت القصيدة، ثم هناك القصائد الجماعية التي يستخدم فيها “البندير”.

ومثل أي تراث شفهي قابل للاندثار بشكل سريع، تدعو ادوهان إلى ضرورة تضافر الجهود لمنع ذلك، مشيرة إلى أن جمعية “اكراو” تعمل حاليا على تلقين التراث لمجموعة من الفتيات الصغيرات حتى يحملن المشعل خلال الأيام والسنوات المقبلة، مضيفة: “نريد أن يتعرف العالم بأسره على هذه الثقافة”.

 أمال كنين – هسبريس 







تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.