الثلاثاء 30 أبريل 2024| آخر تحديث 10:30 06/12



ظاهرة التسول بتيزنيت: حين تتحول الفاقة إلى حرفة

التسول   

 لقد أضحت مدينة تيزنيت،أسوة بباقي مدن المملكة، تعج بالمتسولين بشكل يثير الكثير من الإستغراب و التساؤل ، حول استفحال هذه الظاهرة في الآونة الأخيرة، وآثارها السلبية على ساكنة تيزنيت.

       فلا يكاد المرء يوقف سيارته أو ينتظر الضوء الأخضر للمرور،ويلتفت يسارا، حتى يجد قرب عينيه يدا مرتجفة تطلب المساعدة، وصاحبها يطلق كلمات كلها حرمان وأنين وفي بعض الأحيان إلحاح مرفوق بالدعاء قصد الجود عليه بدريهمات…

فالعوز والحاجة متجذران في المجتمعات البشرية منذ بداية تشكلها. فليس عيبا أن يطلب المحتاج ما يمكن أن يسد به رمقه،أو يعيل به أسرته ،حين لا يجد من سبيل غير ذلك.

    لكن ما نلاحظه من حيل ” بريئة ” يستعملها المتسول، يجعلنا متيقنين من أننا أمام  ” مهنة ” تعتمد فيها موارد بشرية ( خاصة الأطفال والرضع وذوو العاهات المستديمة…)، ووسائل مثيرة، تجذب العين تارة، كمروضي الأفاعي، وتطرب الأذن تارة أخرى، كالعازفين على آلات البانجو والرباب، وكأن ” شركة ” ساحة جامع الفنا ، قامت بتسريح عمالها، بسبب الأزمة الإقتصادية التي تنخر جسم الإقتصاد المغربي ،فلم يجدوا من ملجئ غير دروب تيزنيت حيث الساكنة الكريمة و المسالمة.

إلى حد أن بعض هؤلاء المتسولين لهم أماكن خاصة، يحتلونها في الملك العمومي، ليسهل على قاطني مدينة تيزنيت، التعرف عليهم، بل وتحيتهم بحكم الاحتكاك اليومي بهم إبان مزاولة مهنتهم.

    بل الخطير في الأمر، أن فئة من الشباب المتسول والمدمن على  المخدرات ” الرخيصة ” يمتهنون السرقة تحت غطاء التسول ، فما إن يجدوا الفرصة مواتية حتى ينقضوا على هاتف محمول أو ما شابه ذلك مما خف وزنه وغلا ثمنه، ليجد المواطن التيزنيتي نفسه مجبرا على حماية نفسه و ذويه من أي عنف محتمل، أثناء التبضع أو قضاء أغراضه الشخصية خارج منزله.

   فظاهرة التسول إذن، تتطلب منا،كمجتمع مدني، وفاعلين جمعويين وسلطة محلية، مقاربتها مقاربة إنسانية، حقوقية وأمنية بالأساس، حتى نستبق الأحداث ونتفادى ما من شأنه أن يزعزع استقرار هذه المدينة التي تستحق بحق لقب : عاصمة الهدوء.

سعيد عادل







تعليقات

  • makal fissamim tahiya khalissa lilkatibe
    wa odif anna ba3d al amakin adhate makanan ma’loufan liba3de almotassawilin alladina yatassabakouna lihtilale al amakin alistratijia matalan amama makhbazate oum alkora bilwidadia

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.