الأربعاء 8 مايو 2024| آخر تحديث 5:24 12/22



ما دور الأحزاب المغربية في القضايا الوطنية.!؟

 

طرحت جريدة الشروق موضوعا في عمودها ”مشهد الأسبوع“ بالعدد 120 تحت عنوان “أمينتو حيدر تمارس خيانة الوطن بجانب زعيم مرتزقة البوليساريو” وبكل اختصار سأبدأ من حيث انته الموضوع الذي استفسر فيه الكاتب عن أين نخبنا وأحزابنا الوطنية ثم أضيف أين هي فعلا أحزابنا الوطنية وما دورها على الساحة الوطنية والسياسية والدولية هل يقتصر دورها على تعبئة مجموعة عناصر للهتافات في الشوارع والتي لا يتجاوز صداها الأزقة التي تجمعت فيها. هذا في الوقت الذي نجد فيه أعداء الوطن يتحركون سياسيا وتواصليا مع الدول الغربية من أجل إجهاض المفاوضات المتعلقة بقضية الصحراء.!؟
  لذلك فالمشكل ليس في عميلاتو حيدر فهي مجرد خائنة بين العديد من الخونة الذين تختلف خيانتهم من عميل لآخر ومن لص لآخر ومن مضلل ومتواطئ لآخر… وإنما المشكل في زعماء أحزابنا السياسية الذين ظلوا يترادفون على مقاعد الحكم والتشريع منذ ما يزيد عن ستة عقود من الزمن دون أن يحققوا ولو أبسط ضروريات العيش لهذا الشعب المغلوب على أمره سوى أنهم أعادوه إلى الوراء بتخطيطاتهم الفاشلة بل تراهم مجرد “كراكيز” لا رأي لهم ولا قدرة على المعارضة أو حتى إبداء رأي سوى الرقص والخضوع لحركات الأصابع الخفية التي تحركهم حسب المسرحية المعروضة..
ففي السبعينات قيل أن الصحراء مغربية لا نقبل أي شرط فهللوا لها هؤلاء الدمى بالإجماع، دار الزمن فأخفقت الدولة في إقناع الأمم المتحدة لإنهاء مسرحية البوليساريو ثم قيل أن الصحراء يجب أن يمنح لها الحكم الذاتي فهللوا للمقترح أيضا بعد استنزافها لثروات “الداخل” كما يقولون وبمليارات الدراهم في كل عام, فحتى وإن تحول نخيلها وبلحها إلى ذهب فلن يكفي لتغطية خسائر 35 سنة من التضحيات التي ترتبت عنها عدة أزمات مما تسبب في تقهقر الاقتصاد الوطني برمته فزاد الشعب المغربي فقرا على فقر..
 وقبل شهور حلت علينا هذه الخائنة تحت ذريعة إن الوطن غفور رحيم فبدأت تتمرد وتحرض على الفوضى للتشويش على ملف الصحراء فقيل أنها ليست مغربية ويجب طردها فصفقوا وتغنت كل الأحزاب بالفكرة ثم طردوها وبعدها بأيام قليلة قيل أنها مغربية سنعيدها إلى المغرب لأنها اعتذرت فعفى الله عما سلف فصفقوا مرة أخرى وراء الفكرة،، وغير ذاك الكثير من الحالات المناقضة والمعتمة المفاهيم.. وها هي اليوم تتجول في أوروبا بجواز سفر مغربي لاستكمال مسلسل التشويش والإساءة للمغرب ولا من يحرك ساكنا لا من الأحزاب ولا من الحكومة.
والسؤال المطروح هو: من هي هذه الأصابع الخفية والقوية التي تحرك أحزابنا مثل الدمى ولا تستقر على رأي واحد صائب. ثم ما دور ها وما فائدتها إن كانت الأوامر والتخطيطات تأتي قطعية ومسبقة الدفع لا نقاش فيها من طرف أياد خفية؟
 وبهذا فالمطلوب اليوم هو تعديل الفصل الثالث من الدستور للحد من فوضى تناسل الأحزاب لأن حرية تكاثرها لا يقدم البلد بل يِؤخره من كثرة الغوغائية السياسية وتشتيت أفكار وقوة المواطنين والمثل يقول خير الكلام ما قل ودل وأرى أنه من المستحسن اختصار هذه الكتائب الحزبية التي تبعثر أفكار الشعب المغربي في ثلاثة أحزاب على الأكثر عن طريق التصويت للتخفيف على الأقل من ثقل كاهل صندوق الدولة مما تستنزفه من أموال طائلة عند كل موسم انتخابي, طالما أنها مجرد تبيعة لا تفيد ولا تتقن سوى أسطوانة اللغط والخطابات الخشبية المتوجة بالشعارات والوعود الوهمية المتكررة منذ عهد الاستقلال.!؟  
وعلى غرار هذه السياسات المتعددة والغير المسؤولة نتجت أحداث العيون الأليمة بحيث أنه من الغباء كل الغباء أن نتوقع أن كل من هلّ علينا من العائدين من مخيمات تندوف فهو مغربي محض بلا إثبات ونقوم بتكريمه وتمييزه عن غيره من المغاربة ثم عرضه على القنوات التلفزية فيصدق نفسه أنه مناضل بصحيح وبهذا النهج نساهم في تشجيعه على التمرد والتطرف. كما ان توفير سكن مجاني زائد مبلغ شهري له بدون عناء فهذه فوضى في حد ذاتها إذن لم كل هذا التملق الغير اللائق ما دام المغرب في صحرائه؛ فبدل أن يحاسب هؤلاء على التمرد والعصيان يكرّمون  وكأن الوطن أخطأ في حقهم وبهذا يتمردون أكثر  وأكثر والنتيجة ظهرت احداث العيون.

– لذلك أرى أنه قد حان الوقت بأن يدرك الجميع أن العالم اليوم يعيش أزمة اقتصادية خانقة والمغرب هو الآخر في أزمة ولم يعد دار عرس للأكل والشرب بالمجان على حساب الغير دون عمل. فالمواطنون سواسية ولا فضل لهذا عن داك فكفانا خمسة وثلاثون سنة من التضحيات والتنازلات وكفانا ثقافة إكرام المتمرد على حساب المستقيم. فمن عاد إلى وطنه فذلك لصالحه وليشمّر على ساعديه ليكدّ كما يكدّ غيره من باقي المواطنين ومن لم يرغب فهو الخاسر وليس الوطن.
أما ما وقع في العيون من  تقتيل وتدمير و تخريب للمنشآت والممتلكات العمومية فهو خطأ لا يغتفر إذ كان على الحكومة المغربية أن تكن حذرة أكثر كثيرا ثم تتوقع خبث الجزائر ومكرها على غرار ما فعلته مع مصر في مباراة كرة القدم حينما سرحت العديد من المجرمين من سجونها فجندتهم بالخناجر والسكاكين ثم أرسلتهم إلى السودان تحت ذريعة تشجيع الفريق بغرض الاعتداء على المصريين، وكانت تلك الحرب بسبب أشياء بسيطة الا و هي كرة القدم فبالأحرى إن كان الأمر يتعلق بعرقلة سير ملف الصحراء المغربية.

 

الحسين ساشا