اعتقد مجموعة من الشباب بجماعة بونعمان أن الحلم الذي ظل يراودهم ردحا من الزمن على وشك أن يتحقق، ولم يكن ذلك إلا على يد شخص ينحدر من الجماعة نفسها وعَدهم بتسفيرهم إلى الإمارات العربية المتحدة، بلد المال والجمال، من أجل العمل هناك بأجرة شهرية قدرها خمسة عشر ألف درهم(15.000.00)، وذلك بواسطة عقود عمل تسلم لهم مع تأشيرة الدخول مقابل مبلغ ثلاثين ألف درهم(30.000.00) تعطى لوالده بالمغرب، على أساس أن يستقبلهم هو هناك بالمطار بديار الإمارات المتحدة، وهذا ما تم بالفعل حيث أحسن المعني بالأمر وفادتهم واستقبلهم أحسن استقبال، وطلب منهم تسليمه ما لديهم من النقود قصد تصريفها بالعملة المحلية، ولما تسلم مبالغ مهمة منهم انصرف إلى حال سبيله، وتركهم في العراء غرباء صفر اليدين لأسبوعين كاملين بدون مأوى ولا مأكل ولا مشرب، ليكتشفوا بعد فوات الأوان أنهم ضحايا نصب واحتيال وأن العقود التي بحوزتهم مزورة لاتسمن ولا تغني من جوع، ولولا أن والديهم أرسلوا لهم تذاكر الإياب لمكثوا هناك وفي ذلك الوضع شهورا وشهورا، لينضاف ألم الغربة والتيه إلى ضياع الأموال وغموض في المستقبل.
يؤكد الضحايا في شكاية موجهة إلى السيد وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بتيزنيت، حصلت تيزبريس على نسخة منها، أن المتهمين الرئيسيين في هذه النازلة معروفين لدى الخاص والعام، وحكاية النصب ما تزال مستمرة وضحايا جدد في الطريق.
