الثلاثاء 30 أبريل 2024| آخر تحديث 8:46 04/08



حشود من الزوار والطلبة والفقهاء في الموسم الديني “للاتعزة السملالية” بتيزنيت (صور)

حشود من الزوار والطلبة والفقهاء في الموسم الديني “للاتعزة السملالية” بتيزنيت (صور)

قام عامل إقليم تيزنيت اليوم الاثنين 8 أبريل بزيارة الموسم الديني المسمى “للاتعزة تاسملالت”، وكان برفقة النائب البرلماني عبد الله وكاك ورئيس المجلس الإقليمي عبد الله غازي والحاج ابراهيم بيشا ومجموعة من المنتخبين وفعاليات المجتمع المدني والاقتصادية بالمنطقة. الموسم التقليدي السنوي ذو الطابع الديني، ينظمه أبناء سملالة بالمدرسة العتيقة للآتعزة تاسملالت مرتين بالسنة، على عكس باقي المدارس العتيقة بالقبيلة وبسوس، التي تقتصر مواسمها على مرة وحيدة بالسنة، وهو “ما يعكس المكانة التي تحضى بها الولية الصالحة للآتعزة تاسملالت خاصة والمرأة السملالية عامة بالمجتمع السملالي” حسب أحد أبناء المنطقة، حيث حضَّرت الأسر السملالية عشرات من موائد الطعام للزوار في الهواء الطلق (الصور). وأضاف أحد الفقهاء أن الموسم يعكس صورة حسنة عن قبيلة إداوسملال وما تعرف به على مر العصور من كرم الضيافة واحتضانها لطلبة العلم وحفاظ القرآن الكريم والعلوم الشرعية، حيث تشارك وفود كبيرة من مختلف المدارس العتيقة بسوس، والتي يتناوب المشاركون فيها على إحياء حلقات الذكر والعبادة بمسجد المدرسة العتيقة طوال أيام وليالي الموسم الديني. أكثر ما يثير إعجاب زوار الموسم من كبير وصغير هو تلك الأطباق التقليدية التي تعدها السملاليات ببراعة، وهي عبارة عن أعداد قد تتجاوز المائة من أطباق الكسكس التقليدي الذي يطهى غالبا فوق أخشاب اللوز أو الأركان، ويزين بالخضار والبيض والسمن واللحم الذي مصدره ذبيحة يتشارك الجميع في ثمنها، والكل في طبق تقليدي مغطى بأسدول يدوي الصنع ورائحة زكية تفوح منه ويلتف العشرات من الأشخاص حول عشرات من هذه الأطباق، بمجرد رفع الغطاء حتى ترى الطبق يلمع تحت الضوء حيث ذهن بزيت الأركان، يتهافت الجميع على تناوله باليد اليمنى، بينما ترى الأطفال يتسابقون لملئ أكياس جلبوها معهم، حيث يضعون بها البيض واللحم، كما جرت العادة بذلك، وهي مظاهر تكاد تنقرض من الموسم، حيث في الماضي كانت هذه الأطباق ترجع الى أصحابها فارغة، أما اليوم فيقول المنظمون انه من النادر أن تجد طبقا قد تم تناوله بأكمله. هذه الطقوس كانت تمارس بفضاء رحب بالهواء الطلق، قبل أن تقوم جمعية المدرسة العتيقة بتشييد قاعة كبيرة عبارة عن مطعم عملاق يتسع للمئات، لكن بعض أبناء المنطقة يطالبون بالعودة للعادة القديمة والحفاظ على مميزات الموسم وعدم تغييرها، ويعللون ذلك بالإكتضاض وحالات الإختناقات التي تسود في تلك القاعة. إبراهيم أكنفار