الإثنين 29 أبريل 2024| آخر تحديث 8:22 04/08



بيننا وبينهم الكتاب والسنة..

بيننا وبينهم الكتاب والسنة..

كثير من يعتقد بأن الشيعة فرقة إسلامية, ويضفي على خلافها مع المسلمين صبغة من الشرعية,بل إن كثيرا من الباحثين في الفرق والأديان ما زالت ردودهم يغلب عليها نوع من العاطفة , ومنهم من يحاول أن يبرر بعض المزالق والويلات التي وقع فيها أئمة الشيعة الامامية في مسائل العقائد والأحكام,ولكن المتتبع للأصول العامة لهذه النحلة,سيدرك أن خلافهم معنا لم يعد معتبرا ولا يقبل النقاش والحوار ولا مدخل فيه للتقريب,لما فيه من ضرب في عقائد المسلمين والطعن في أصولهم الشرعية من الكتاب والسنة وإجماع الأمة,حتى بلغ بهم الحال القول بتحريف القرآن – عياذا بالله – جاء في كتاب “فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب” الذي ألفه ميرزا حسين ابن محمد تقي النوري الطبرسي – أحد كبار علماء النجف،  ويستشهد بما جاء في كتاب الكافي للكليني- مع العلم بأن كتاب الكافي عندهم كصحيح البخاري عند المسلمين ومع ذلك فهم مضطربون في عدد أجزائه,هل هو في 30 كتابا أو في 50 كتابا,أكتاب كهذا يُختلف فيه!!؟– جمع في هذا الكتاب أكثر من  ألفي رواية من كتب الشيعة ليتبث تحريف القرآن الكريم,وجمع أقوال الفقهاء والمجتهدين,ولنا ما قاله صاحب “لله ثم للتاريخ” الشيعي الذي تاب وتراجع – بفضل من الله ونعمة – عن مذهب الشيعة فكشف أسرارهم في الصفحة 87 ما نصه:”وكتابه – يقصد كتاب فصل الخطاب-  وصمة عارفي جبين كل شيعي”.
كما أن الشيخ محمود الملاح (ت1389ه‍( في العراق فضح الشيعة في هذه المسألة لمواجهة محاولة شيخ الشيعة الخالصي في نشر الرفض باسم الوحدة الإسلامية [انظر كتابه: “الوحدة الإسلامية بين الأخذ والرد”.].
 ثم انظر ولك التعليق على ما يقول شيخهم “نعمة الله الجزائري” في كتابه الأنوار النعمانية 2/279 ما نصه: “لم نجتمع معهم – أي المسلمين – على إله ولا نبي ولا على إمام، وذلك أنهم يقولون: إن ربهم هو الذي كان محمد صلى الله عليه وسلم نبيه، وخليفته بعده أبو بكر، ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذلك النبي، بل نقول إن الرب الذي خليفته نبيه أبو بكر ليس ربنا ولا ذلك النبي نبينا” فهو بكلامه هذا يعلن الانفصال التام للشيعة عن المسلمين وبعدها يتبجح البعض من بني جلدتنا بنظرية التقريب بين المذهب الشيعي والسني أي تقريب وأي مراد بعد هذا الإعتقاد؟؟!!– ولا حول ولا قوة إلا بالله –
وبعد هذا التكفير العام، خصصوا باللعن والحكم بالردة جميع فئات المسلمين ما عدا الاثني عشرية فتناول تكفيرهم:1- الصحابة رضوان الله عليهم، وعلى رأسهم خير هذه الأمة بعد خاتم الأنبياء أبو بكر وعمر رضي الله عنهما.2- أهل البيت.3-خلفاء المسلمين وحكوماتهم.4- الأمصار الإسلامية وأهلها.5- قضاة المسلمين.6- أئمة المسلمين وعلمائهم.7- الفرق والجماعات الإسلامية.8- الأمة.
وهذا ما جعل فضيلة الشيخ “يوسف القرضاوي”يذهب إلى القول باستحالة التقريب بين المذهبين إطلاقا – وقد كان في سابق أمره من العلماء الذين يحاولون التقريب والتأليف” لكنه لما اجتمع مع علمائهم أبوا أن يتراجعوا عن سب الصحابة فخرج فقال: كيف يمكن أن نضع أيدينا فوق أيدي من يسب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟!!
ومن عقائدهم باختصار – ومن أراد البسط والتفصيل فليرجع إلى كتاب أصله أطروحة دكتوراه لمؤلفه “ناصر بن عبد الله بن علي القفاري” بعنوان : “أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية” في ذات مجلدين وهو كتاب مشهور وأصبح مقررا يدرس على الطلبة بالمشرق وأثنى عليه الكثير من العلماء مما يزيد من قيمته ومكانته العلمية وبذل فيه الباحث جهدا بليغا مشكورا عليه في الرجوع إلى المصادر الأصلية والمعتمدة لدى الشيعة : ومن عقائدهم كذلك :
1- الإمامية بإقرار المعاصرين كالنبوة [محمد حسين آل كاشف الغطا/ أصل الشيعة: ص58، خليل ياسين/ الإمام علي: ص327، باقر القرشي/ الرسول الأعظم مع خلفائه: ص18.]، واستمرار للنبوة [المظفر/ عقائد الإمامية: ص94.]، أو “تنصيب من الله كالنبوة” [السماوي/ الإمامة: 1/65.].
وهي من أركان الإسلام عندهم. قال كاشف الغطا: “إن الشيعة زادوا في أركان الإسلام ركناً آخر وهو الإمامة” [أصل الشيعة: ص58، وهذا اعتراف منه أن الإمامة زيادة من الشيعة على أركان الإسلام.]… إلخ.
ولا أجد عندهم تغييراً لشيء من غلوهم الذي جاء الحديث عنه فيما سبق، لكن ثمة دعوى جديدة في كتبهم التي تكتب للعالم الإسلامي حول ثلاث مسائل: الأولى تفكيرهم لمنكر الإمامة، والثانية حكمهم على حكومات المسلمين بأنها حكومات كافرة، والثالثة تكفيرهم للصحابة. بالنسبة لاتجاه الخميني في التشيع فإنه يأخذ بالمذهب الغالي والمتطرف وهو مذهب غلاة الروافض [ومن شغفه باسم الرافضة يسمي أحد كتبه “دروس في الجهاد والرفض”.]. ومما يدل على ذلك أنه يعتمد مقالة غلاتهم في تفضيل الأئمة على أنبياء الله ورسله؛ فيقول:
“إن من ضرورات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل.. وقد ورد عنهم (ع) أن لنا مع الله حالات لا يسعها ملك مقرب ولا نبي مرسل” [الحكومة الإسلامية: ص52.].
وهذا هو مذهب غلاة الرافضة كما يقرر ذلك عبد القاهر البغدادي [انظر: أصول الدين: ص298.]، والقاضي عياض [الشفاء: 2/290.]. وشيخ الإسلام ابن تيمية [منهاج السنة: 1/177.].
2- العصمة ومعناها عندهم : أما معنى العصمة عند الشيعة فيختلف بحسب أطوار التشيع وتطوراته، لكن يظهر أن مذهب الشيعة في عصمة الأئمة قد استقر على ما قرره شيخ الشيعة – في زمنه – المجلسي – صاحب بحار الأنوار (المتوفى سنة 1111ه‍) في قوله: “اعلم أنّ الإماميّة اتّفقوا على عصمة الأئمّة – عليهم السّلام – من الذّنوب – صغيرها وكبيرها – فلا يقع منهم ذنب أصلاً لا عمدًا ولا نسيانًا ولا الخطأ في التّأويل ولا للإسهاء من الله سبحانه” [بحار الأنوار: 25/211، وانظر: مرآة العقول: 4/352.]. فالمجلسي يسبغ على أئمته العصمة من كافة الأوجه المتصورة: العصمة من المعصية كلها – صغيرة أو كبيرة – العصمة من الخطأ، والعصمة من السهو والنسيان.
وهذه الصّورة للعصمة التي يرسمها المجلسي، ويعلن اتفاق الشيعة عليها لم تتحقّق لأنبياء الله ورسله كما يدلّ على ذلك صريح القرآن، والسّنّة، وإجماع الأمة [انظر: فكرة التقريب: ص299 (الهامش).]، فهي غريبة على الأصول الإسلامية، بل إنّ النّفي المطلق للسّهو والنّسيان عن الأئمّة تشبيه لهم بمن لا تأخذه سنة ولا نوم، ولهذا قيل للرّضا – وهو الإمام الثّامن الذي تدعي الشيعة عصمته -: “إنّ في الكوفة قومًا يزعمون أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم لم يقع عليه السّهو في صلاته، فقال: كذبوا – لعنهم الله – إنّ الذي لا يسهو هو الله الذي لا إله إلا هو” [بحار الأنوار: 25/350، وانظر: ابن بابويه/ عيون أخبار الرّضا: ص326.].
3- التقية – وهي من أخطر عقائد الشيعة – يعرف المفيد التقية عندهم بقوله: “التقية كتمان الحق، وستر الاعتقاد فيه، وكتمان المخالفين، وترك مظاهرتهم بما يعقب ضررًا في الدين أو الدنيا” [شرح عقائد الصدوق: ص261 (ملحق بكتاب أوائل المقالات).].
فالمفيد يعرف التقية بأنها الكتمان للاعتقاد خشية الضرر من المخالفين – وهم أهل السنة كما هو الغالب في إطلاق هذا اللفظ عندهم – أي هي إظهار مذهب أهل السنة (الذي يرونه باطلاً)، وكتمان مذهب الرافضة الذي يرونه هو الحق، من هنا يرى بعض أهل السنة: أن أصحاب هذه العقيدة هم شر من المنافقين؛ لأن المنافقين يعتقدون أن ما يبطنون من كفر هو باطل، ويتظاهرون بالإسلام خوفًا، وأما هؤلاء فيرون أن ما يبطنون هو الحق، وأن طريقتهم هي منهج الرسل والأئمة [ابن تيمية: رسالة في علم الظاهر والباطن، ضمن مجموعة الرسائل المنيرية: 1/248.].فجعلوها هي الدين كله ولا دين لمن لا تقية له، جاء في أصول الكافي وغيره أن جعفر بن محمد قال: “إن تسعة أعشار الدين في التقية ولا دين لمن لا تقية له” [أصول الكافي: 2/217، البرقي/ المحاسن: ص259، الحر العاملي/ وسائل الشيعة: 11/460، المجلسي/ بحار الأنوار: 75/423.]. والتقية ملازمة للشيعي في كل ديار المسلمين حتى إنهم يسمون دار الإسلام “دار التقية”، جاء في رواياتهم: “.. والتقية في دار التقية واجبة” [جامع الأخبار: ص110، بحار الأنوار:75/411.].
ويسمونها “دولة الباطل”. قالوا: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يتكلم في دولة الباطل إلا بالتقية” [جامع الأخبار: ص110، بحار الأنوار:75/412.].

ويسمونها: “دولة الظالمين” قالوا: “التقية فريضة واجبة علينا في دولة الظالمين، فمن تركها فقد خالف دين الإمامية وفارقه” [بحار الأنوار: 75/421.].
ويؤكدون على أن تكون عشرة الشيعة مع أهل السنة التقية، وقد ترجم لذلك الحر العاملي فقال: “باب وجوب عشرة العامة (أهل السنة) بالتقية” [وسائل الشيعة: 11/470.].
4- الطينة هذه العقيدة من مقالاتهم السرية، وعقائدهم التي يتواصون بكتمانها حتى من عامتهم، لأنه لو اطلع العامي الشيعي على هذه العقيدة “تعمد أفعال الكبار لحصول اللذة الدنيوية، ولعلمه بأن وبالها الأخروي إنما هو على غيره” [انظر: الأنوار النعمانية: 1/295.].
وكانت هذه المقالة موضع إنكار من بعض عقلاء الشّيعة المتقدّمين كالمرتضى وابن إدريس، لأنّها في نظرهم وإن تسللت أخبارها في كتب الشيعة إلا “أنّها أخبار آحاد مخالفة للكتاب والسّنّة والإجماع فوجب ردّها” [الأنوار النّعمانيّة: 1/293.].
لكن هذه الأخبار تكاثرت على مر الزمن حتى قال شيخهم نعمة الله الجزائري (ت1112ه‍): “إنّ أصحابنا قد رووا هذه الأخبار بالأسانيد المتكثّرة في الأصول وغيرها، فلم يبق مجال في إنكارها، والحكم عليها بأنّها أخبار آحاد، بل صارت أخبارًا مستفيضة، بل متواترة” [الأنوار النّعمانيّة: 1/293.]، قال هذا في الرد على من أنكرها من شيوخهم السابقين. وملخص هذه العقيدة يقول بأنّ الشّيعي خلق من طينة خاصّة والسّنّي خلق من طينة أخرى، وجرى المزج بين الطينتين بوجه معين، فما في الشّيعي من معاصٍ وجرائم هو من تأثّره بطينة السّنّيّ، وما في السّنّيّ من صلاح وأمانة هو بسبب تأثّره بطينة الشّيعي، فإذا كان يوم القيامة فإنّ سيّئات وموبقات الشّيعة تُوضع على أهل السّنّة، وحسنات أهل السّنّة تُعطى للشّيعة. وعلى هذا المعنى تدور أكثر من ستّين رواية من رواياتهم.
ويمكن أن يستنبط سبب القول بهذه العقيدة من الأسئلة التي وجهت للأئمة، والشكاوى التي رفعت إليهم، فالشيعة يشكون من انغماس قومهم في الموبقات والكبائر، ومن سوء معاملة بعضهم لبعض، ومن الهم والقلق الذي يجدونه ولا يعرفون سببه.ولا يستحي الشيعة إلى اليوم من التجاهر بهذه العقيدة وإعلانها، فتجد أخبار هذه «الفرية» في بحار الأنوار [الأنوار النّعمانيّة: 1/287، تعليقه رقم(1).]، والأنوار النّعمانيّة [بحار الأنوار: 5/233، هامش (3).]، يعلق عليها المحقق الشيعي بما يؤكد رضاه عن هذه الأساطير واعتقادها.- مادة هذا الجزء أغلبها مأخوذ من الكتاب المذكور “أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية عرض ونقد”,تأليف الدكتور:ناصر بن عبد الله بن علي القفاري – ومن اكتفى كتاب “لله ثم للتاريخ” سيكفيه البحث والتنقيب عن حقيقة الشيعة فالكتاب كشف أسرارهم وأظهر عقائدهم وحذر من مخططهم وذكر فضائح وقبائح يستحيي المرء من ذكرها ويستنكرها كل ذي فطرة سليمة عامرة بحب الله ورسوله ورغم صغر حجمه إلا أن نفعه عظيم والطبعة المشهورة”لمؤسسة اقرأ” قد صدرته في صفحات معدودات بفهرسه وهو في مائة وثلاث صفحات, ويحق فيه قول الشاعر:               قليل منك يكفيني         لكن قليلك لا يقال له قليل
وتمت عقائد أخرى لم أشر إليها – كالمهدية والغيبة والرجعة والظهور والبداء تراجع في مظانها – ورأيت أن فيما ذكرته كفايةً للبيب وغنيةً للعاقل النجيب.فنسأله النفع سبحانه بما نقول ونسمع,وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
                                                                        كتبه وحرره ورتبه : محمد أمين إدحيمود