الإثنين 29 أبريل 2024| آخر تحديث 9:10 04/07



صيحة نذير…

صيحة نذير…

صيحة نذير..عواصف الفكر الشيعي  قد تجتاح العالم الإسلامي:   غزو صامت يشنه الشيعة الرافضة على بلاد المسلمين, ويهددون عقيدتهم  و وحدتهم و مقدساتهم,والغريب أن هذا الغزو قُوبل و وُوجه بالترحاب والدفوف,فلم يتطرق إليه إعلام ولم يكشف أمره خطيب ولا إمام,فمن الذي ننتظر يا إخوان العقيدة حتى يدافع لنا عن قضايا التوحيد والملة والإسلام؟؟؟!!
و دوري كطالب باحث سأقوم به, و سأتحمل مسؤولية البيان – قدر المستطاع – التي كلفنا بها الملك الديان, وأحملُ المسؤولية لكل من تتبع هذه السطور فأوعاها وأدرك طبيعة ومدى الخطر الذي نتحدث عنه,لأننا نجتمع كمسلمين في هموم نصرة الدين وقضاياه, والدفاع عن عرض الصحب والمسلمين, ضد هذه
   الحملة الإعلامية الشنعاء التي تقودها القنوات الشيعية بمختلف الأشكال والرموز والأسماء,وأصحاب العمائم قد فتنوا الخليقة وقعدوا لهم كل مقعد وتمكنوا – مع الأسف – من ضعاف النفوس الذين يعبدون الله على حرف وممن أقاموا عقيدتهم على (شفَا جرفٍ هارٍ),فترى بعضهم يشك في عدالة الصحابة وهذا طريق سوي لإسقاط حجية السنة,لأن الصحابة هم حملتها إلى الأمة,بل والأخطر من ذلك أن تجد بعض إخواننا في حزب العدالة والتنمية مازال لاهيا مستمتعا فطبلوا وزمروا لخطابات الأمين العام لحزب الله المسمى بنصر … , وهو في حقيقة أمره, إنما يتلاعب بمشاعر المسلمين وبعواطفهم التي قد تتحول في أي حين إلى عواصف,ومن بنود لعبتهم القديمة التي طالما تبجحوا بها مقاومة العدو الصهيوني مع الموالاة الودية الصادقة لأمريكان بهدف احتلال العراق وأفغانستان,رغم أن القوم يخشى عليهم ما لا يخشى على غيرهم لأنهم تصدروا لأمر الأمة ولسياسة البلاد وقيادتها – أقصد إخواننا في حزب العدالة والتنمية – فلابد أن يفهموا خطط الأعداء وتوجهاتهم ومآربهم “ومن علم لغة قوم أمن شرهم”– ولكي لا نبني هذا الكلام على الانطباعات والانفعالات التي تخلي بالمنهج العلمي – سنحاول عرض هذه المادة بالدليل والتعليل وبالمجلد والصفحة حتى يتضح المقال ويستقر في العقول والأذهان.
 ونحن الآن لا نتحدث عن خطر المد الشيعي بعيدا عن المغرب, لأنه قد اجتاح الحدود – وكما يقول الدكتور “فريد الأنصاري” رحمه الله “بأن الأفكار والمعتقدات لا تستأذن الجمارك” – فواجب على الفقهاء أن يتنبهوا ويحذروا الناس ويصْدعوا بالحق فوق المنابر,يقول الأستاذ “محمد الحمداوي”في هذا الإطار- في برنامج نادي الصحافة بقناة تركية نشرته جريدة التجديد في عددها التاسع بتاريخ 01-03 يونيو 2012 : ” أعتقد أنه إذا اشتغل العلماء والدعاة في توضيح وإشاعة المذهب المالكي والفكر الوسطي فإن هذا سيكون هو الوسيلة لإيقاف المد الشيعي بالمغرب”وأضاف في نفس السياق : ” لا يمكن أن نقبل بتصدير التشيع للمغرب ولو عبر بوابة التأييد السياسي”.
   إن المسألة لم تعد نقاشا حول الفروع – كما يظن البعض – بل انتقل الخلاف إلى الأصول العقدية للأمة التي لا تنازل عنها ولن تقبل الأمة بديلا عنها ولا تحويلا,فالقوم يسبون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على رؤوس الأشهاد,
واسمع لما يقوله الأمين العام للحزب “حسن نصر …”- وقد نقلت هذا الكلام بالحرف من أحد خطاباته – وهو يسب الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وأرضاه: “أيها المسلمون أيها العلماء عودوا ودققوا وستتأكدون أن مشروع أبي سفيان منذ بعثة محمد إلى وفاة أبي سفيان كان في الحرب الظاهرية أو في مواقع النفاق,كان مشروعه دائما كيف يقضي على دين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم”؟؟!!
وقد جاء في كتاب “الناهية عن طعن أمير المؤمنين معاوية” ما ينافي كلامه وجاء في هذا الكتاب أحاديث عدة في فضائل معاوية,تزيده شرفا ومكانة في قلوب المؤمنين,كقوله صلى الله عليه وسلم:”اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب” [رواه أحمد في مسنده] وعن عبد الرحمن بن أبي عميرة الصحابي المدني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاوية: “اللهم اجعله هاديا مهديا واهد به”.وقال الإمام القُسْطُلاني في شرح البخاري:”معاوية ذو المناقب الجمة.وفي شرح مسلم هو من عدول الفضلاء والصحابة الخيار,قال الإمام اليافعي,كان حليما كريما سائسا عاقلا,كامل السؤدد ذا دهاء ورأي وكأنما خلق للملك,ويكتب المحدثون بعد اسمه – رضي الله عنه – كسائر الصحابة بلا فرق.وذكر “القاضي عياض”أن رجلا قال : للمعافري بن عمران,عمر بن عبد العزيز أفضل من معاوية,فغضب وقال:لا يقاس أحد بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم, معاوية صاحبه وصهره وكاتبه وأمينه على وحي الله – عز وجل -.وقول إمام الأئمة “مالك”رضي الله عنه:من شتم أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر أو عمر أو عثمان أو معاوية أو عمرو بن العاص فإن قال كانوا على ضلال أو كفر قتل,وإن شتمهم بغير هذا من مشاتمة الناس نُكل نكالاً كذا من الصواعق.
فكيف يأتي شيعي رافضي ويريد أن يدرسنا تاريخ أمتنا وأمجادها وأعلامها,وهي لا تحتاج إلى من يعلمها, ويكشف لها أمر دينها ,أمة السند والرجال لاتزل ولا تضل أبدا إن استمسكت بدينها وعضت عليه بالنواجد كتابا وسنةً وفقها وتوحيدا,وكما يقول المحدثون :”استعملُوا الكذب فاستعملنا لهم الإسناد”وكقولهم “إذا كنت ناقلا فالصحة وإذا كنت مدعيا فالدليل”.فأبشر أيها المسلم السني فعندك الحجة والدليل فتمسك بهما ولا تخف ولا تأخذ عقيدتك ممن لا دين له,واترك لهم دين قيل وقالوا وقلنا ورأينا وألهمنا وبشرنا وبلغنا وذهبنا ورجحنا…ولا حول ولا قوة إلا بالله – صار كل قوم يصنع دينه على رأيه وما يهواه – ثم اعلم بأن القوم لم يجدوا سبيلا للطعن في الله ورسوله إلا سبيل الطعن في الصحابة,يقول الشيخ “زروق الفاسي” في شرح الرسالة,ج1/68-69 : ..وقال “أبو القاسم الحكيم” اليهود والنصارى أحسن حالا من الروافض – وإن كانوا مسلمين – لأنه لو قيل ليهودي من أفضل الناس قال موسى ,فإذا قيل من أفضل الناس بعده قال نقباؤه, ولو قيل للنصراني من أفضل الناس قال عيسى, فإذا قيل له من بعده في الفضل, قال : حواريوه ولو قيل لرافضي من أفضل الناس قال محمد صلى الله عليه وسلم, فإذا قيل له من شر الناس بعد موته قال أصحابه, فقبح الله رأيهم فيما أتوا من ذلك, فالواجب ذكرهم بكل جميل والإمساك عن كل ما يؤدي بخلافه, وما وقع بين علي ومعاوية فمن اجتهاد,ولكل أجر بما وقع منه,ومذهب السنة أن الصحابة كلهم عدول وكل ما في ذلك من الخلاف للمعتزلة, وقد قال بعضهم أن الصحابة عيون ودواء العين أن لا تمس, ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه,وسئل ميمون بن مهران عن أهل صفين فقال تلك دماء طهر الله منها أيدينا فلا نخضب بها ألسنتنا.
وما أحسن ما ذكره أبو أيوب السختياني:من أحب أبا بكر فقد أقام الدين, ومن أحب عمر فقد أوضح السبيل, ومن أحب عثمان فقد استضاء بنور الله, ومن أحب عليا فقد استمسك بالعروة الوثقى, ومن أحسن الثناء على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقد برئ من النفاق, ومن انتقص أحدا منهم فهو مبتدع مخالف للسنة والسلف الصالح وأخاف ألا يصعد له عمل إلى السماء حتى يحبهم جميعا ويكون قلبه لهم سليما,وقال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه:تلك دماء لم يخضب الله فيها أيدينا فلا نخضب بها ألسنتنا.قال صلى الله عليه وسلم :الله الله في أصحابي لا تتخذوهم فرضا بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله تعالى ومن آذى الله يوشك أن يأخذه.وقال:لا تسبوا أصحابي فلو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه,وقال صلى الله عليه وسلم:أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم,وقال عليه الصلاة والسلام:من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا.فهل بعد هذا يحسن أن تنصت ولا أن تلتفت إلى خطابات الرجل الذي يدس في عقيدتك أيها السني الطاهر الشر والدسائس والفتن والشبه من حيث لا تشعر وهم في حقيقة الأمر لا ينصرون قضية ويصدون عدوا بل هم أكبر الحلفاء والأنصار لكل طاغية جبار غرضه تصفية العرق السني من الأرض, ونقول للرجل ردا عليه و بلسان واحد تعبيرا منا عن شدة تعلقنا بصحابة رسول الله واستنكارنا لما ذكر:   
                                هؤلاء آبائي فجئني بمثلهم                      إذا جمعتنا يا جرير المجامع
ويقولنا إمامنا المالكي “أبي محمد عبد الله بن محمد الأندلسي القحطاني” في نونيته(ت 383 ه انظر ترجمته في”نفح الطيب” للمقري):
                              لا تعتقد دين الروافضِ إنهم                  أهل المُحال وحزبةُُ الشيطانِِ
وقال في موضع آخر:   إن الروافض شر من وطئ الحصا          من كل إنس ناطق أو جانِ
                             مدحُوا النبي وخونوا أصحابهُ                ورموهُم بالظلم والعدوانِ
                             حبوا قرابتهُ وسبوا صحبهُ                    جدلانِ عند الله منتقضانِ
                             فكأنما آل النبي وصحبُه                       روحٌ يضم جميعُها جسدانِ
                             فئتان عقدُهُما شريعة أحمد                  بأبي وأمي ذانك الفئتانِ
وقال في موضع آخر :  قل خير قولٍ في صحابة أحمدِ               وامدحْ جميع الآلِ والنسوانِ
                             دعْ ما جرى بين الصحابةِ في الوغى      بسيوفهمْ يوم التقى الجمعانِ
                            فقتيلُهُم منهم وقاتلُهُم لهم                    وكلاهما في الحشرِ مرحومانِ
       وسأوصيك أخي القارئ الكريم كما أوصي نفسي بما أوصى به الإمام القحطاني:
                                   كُنْ حِلْسَ بيتكَ إن سمِعتَ بفتنةٍ                   وتوَّق كلَّ منافقٍ فتانِ                                                                                                   
  اللهم انفعنا بما نقول ونسمع, وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. – وستتوصلون بنبذة عن عقائد الشيعة موثقة في مقال خاص بحول الله  أما في ما يتعلق بالمقال السابق : تحرر فكري فنرجئ الحديث عن جزئه الرابع إلى أن يتيسر مراعاةً للأولوياتِ والظرفياتِ-. كتبه وحرره ورتبه : محمد أمين إدحيمود