السبت 27 أبريل 2024| آخر تحديث 9:38 05/25



عفوا .. المغرب ليس ماخورا

عفوا .. المغرب ليس ماخورا

delta_109504035أطلق المخرج المغربي الفرنسي نبيل عيوش ، العنان لأفكاره ومخيلته ليشطح بعيدا عن القيم والأخلاق وحب الوطن ، خلال تصويره لفيلم أقل ما يمكن أن نقول عنه “مهزلة” ..وقد كانت لقطات ومشاهد قليلة تناقلتها الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي، كافية جدا لمعرفة محتوى ومضمون الفيلم الذي لم يكترث إليه كبار المخرجين و أشهر الممثلين في مهرجان كان بفرنسا في الوقت الذي يحلم فيه هذا المخرج و” أبطال” “الزين للي فيك” ، أن يحصدوا جائزة من أي نوع على “الإبداع” الذي أبدعوه لنا في هذا الفيلم.

الفيلم لم يجسد واقع وحقيقة المغرب ، كما يدعي أهله ، بل تجاوز كل الحدود عندما سمح لممثلة مبتدئة ومخرج مغمور أن يتحدثوا بعيدا عن اللياقة والأدب والأخلاق الهوية الاسلامية ،في مشاهد مقرفة ومبتذلة ، بحجة نقل واقع يعيشه جزء من المجتمع المغربي بل واختزلهن في دور “عاهرة” .

ولا شك أن الذهول والاستغراب انتاب الجميع كما هو الشيء بالنسبة لي ، من جرأة مخرج وأبطال الفيلم الذي من المفترض أن ينقل صورة انسانية وواقعا معيشا في المغرب العميق بعيدا عن تلك الصورة المبتذلة التي رسخها البعض عن المغرب الغني تاريخيا وحضاريا والتي يختصرها هواة المتعة في “بنات المغرب حلوين ” .فالمغرب ليس “كباريه ” بل هو يشهد له التاريخ أنه مر بأحداث قاسية حى حصوله على الاستقلال وتعرض فيه على مدى عقود لضغوط الدول الاستعمارية الاوروبية تجسدت في مواجهتين عسكريتين، أولهما مع الفرنسيين في إسلي سنة 1844، والثانية في تطوان مع الإسبان سنة 1859. وبموازاة ذلك واجه المغرب ضغوطا اقتصادية قوية ، فأين الابداع السينمائي عن تفاصيل حقبة من هذه الأحداث مثلا .

وماذا عن طبيعة البلد ، فالمغرب غني بالمواقع الأثرية الكبيرة والوديان الخصبة والجبال و الموانئ الطبيعية والتي جلبت انتباه الفينيقيين و اليونان يوما ما نحو جزيرة موغادور قبالة مدينة الصويرة و نحو اللكوس قرب طنجة، ثم المعابد و الساحات و حمامات تزين المدن مثل سلا والرباط و القصر الصغير وطنجة ومراكش، فأين الإبداع السينمائي لإظهار هذه الحضارة وجلب الانتباه الى تاريخ هذا البلد الذي يتعرض للانتهاك على أيدي أبنائه من قبيل نبيل عيوش ولبنى أبيضار وأخواتها..

فهذه “الفنانة ” ، تحدتث كثيرا على أمواج إحدى الإذاعات وهي فخورة بدورها مؤكدة بأن الدور عرض عليها بعد أن رفضه كثيرات من الممثلات المغربيات وقبلته بدون تردد لأنه سيضيف الى ريبيرتوارها الفني الكثير، فيا ترى ما الذي أضافه هذا “الفيلم” لبلدك المغرب الذي وهبك كل شيء ، أم أنه منح الفرصة للمشوشين والشامتين من أعداء الوطن لأجل تكريس صورة وفكرة معينة بعيدة كل البعد عن واقع البلد العريق وحقيقة المرأة المغربية الأصيلة و المناضلة..فعفوا لن نشاهد الفيلم كاملا يا أميضار كي نحكم عليه لأن المكتوب يظهر من عنوانه..والرسالة وصلت..

وهنا تذكرت حوارا نادرا لسيدة الشاشة العربية الراحلة فاتن حمامة ، قالت فيه بأنها كادت أن تعتزل السينما بعد تصويرها للفيلم الشهير ” أفواه وأرانب” لمخرجه هنري بركات في سنة 1977 ، لمجرد أنها نطقت بكلمة ” ياولاد الكلب” في مشهد فقدت فيه أعصابها بعد أن علمت بأنه تم تزويجها من دون علمها فكانت ردة فعلها أن شتمت شقيقتها وزوجها بهذه الطريقة .

فاتن حمامة ندمت كثيرا بعد أن تفوهت بهذه الجملة ، وطالبت المخرج بحذف المشهد بل بحذف الكلمة “النابية” ، لكن المخرج أصر على الجملة كونها تخدم المشهد كثيرا ولا ضرر فيها . لكن سيدة الشاشة التي شاركت في أكثر من مائة فيلم سينمائي ومثلت أدوارا رومانسية لم نحس يوما بأنها خدشت حياءنا لم تنسى بأنها تفوهت بكلمة “اولاد الكلب” وتعهدت بأنها لن تنطق بكلمة خادشة، وهذا ما فعلته طيلة مسيرتها الفنية التي امتدت لعقود…فأين أنت من فاتن حمامة يا أبيضار .

خلاصة القول .. ما أحوجنا الى سينما مغربية تعبر عن هموم الشعب وقضاياه دون استغلال باسم الفن وحرية التعبير للإساءة للبلد وتدمير الهوية الوطنية والنيل من القيم الإسلامية والأخلاقية للمجتمع المغربي.

دلتا العطاونة







تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.