في اجتماع دعا إليه المجلس البلدي لمدينة تيزنيت جمعيات الأحياء بالمدينة القديمة، مساء اليوم الثلاثاء 3 دجنبر 2014 بالمركز السوسيو ثقافي المرس، تناقش الحاضرون وضعية أزقة ومنازل ومرافق هذه المنطقة من المدينة عقب فيضانات واد توخسين وعموم السيول المتجمعة من مختلف الشعب المحيطة بالمدينة من كل جانب. فبعد أرضية تقدم بها النائب السادس لرئيس المجلس والمهندس البلدي حول ما تم رصده من أضرار بالمدينة وملخص عما قامت به مصالح البلدية من تدخلات أولية لمعالجة مخلفات الكارثة، طُلب من ممثلي الجمعيات الحاضرين التعبير عن انشغالات ساكنة الأحياء التي ينتمون إليها مع المقترحات لما ينتظر من لمجلس البلدي القيام به تجاه المتضررين علاوة على ما يمكن لهذه الجمعيات ذاها المساهمة به في جهود تأطير المواطنين ومواساة المتضررين والاستجابة لحاجاتهم الأساسية.
وفي هذا الإطار استأثر بالحديث وضعية الحالات الستة والخمسون الذين تم إفراغهم من مساكنهم لتضررها بشكل جعلها غير آمنة، وتم إيواءهم بالمركب الاجتماعي للعصبة المغربية لحماية الطفولة وجناح بثانوية المسيرة الخضراء في انتظار تدبر حلول لمساكنهم أو إيجاد مساكن بديلة لمن كان منهم يكتري البيوت المتضررة، حيث نوه الجميع بتطوع الفاعلين المحليين والمحسنين في تدبر مؤونة تغذية هؤلاء والقيام على تدبير أمورهم اليومية بشكل خفف عنهم وطأة وشدة الكارثة.
ومن جهة أخرى، كشف ممثلو بعض الجمعيات الحاضرين أن المجلس البلدي كلفهم بتعبئة استمارات حول الأضرار التي تعرضت لها منازل وممتلكات سكان الأحياء في أفق تحديد الحاجيات وتشخيص مستلزمات التدخل. إلا أن هؤلاء صبوا جام غضبهم على أطراف من البلدية قالوا أنها استقدمت على متن شاحنة تابعة لمصالح البلدية كميان من الإسمنت إلى أحياء المدينة القديمة (قصبة تيزيكي وقصبة تافوكت وبوييغد ) ووزعتها على حالات محدودة ومنت دون بقية المحصيين من المتضررين، وزاد المحتجون أن هذا التصرف تسبب لجمعياتهم الحرج الكبير أمام ساكنة الأحياء الذين لزموا أبواب ممثلي الجمعيات مطالبين إياهم بحصصهم من الاسمنت ومساعدات المجلس البلدي مستنكرين التمييز بين المتضررين في توزيع الدعم السالف الذكر.
احتجاج ممثلي الجمعيات قوبل باستغراب أعضاء المجلس الحاضرين أن يتم هذا التوزيع بالشكل المذكور وضموا أصواتهم إلى المحتجين معتبرين ما تُحدث عنه ـ إن صح ـ خطأ كبيرا لا يجب أن يُسمح به، وقالوا أن من يقف وراءه يشوش على جهود المجلس وشركائه من المجتمع المدني.
الاجتماع انتهى برفع توصيات عديدة للمجلس البلدي همت أساسا باعتماد تكوينات لفائدة الساكنة نشرا لثقافة تدبير الكوارث الطبيعية لتفادي تكرار المآسي، والإسراع بمراجعة عقد التدبير المفوض مع المكتب الوطني للماء والكهرباء بما يضمن حقوق الساكنة في تطهير سائل يحمي المدينة من الفيضانات ويحمي مستعملي الطريق من مخاطر البالوعات المكشوفة دون أغطية. كما طالب المجتمعون التعجيل بمعالجة السور الأثري للمدينة بتدخلات تصون رمزيته وتحمي المواطنين من مخاطر سقوطه على المارة بجانبه، مع دعوة المجتمع المدني إلى التعجيل بتأسيس إطارات جمعوية تمثل ملاكي الدور المهددة بالانهيار لتكون مُخَاطب الدولة والمجالس المنتخبة في أي برنامج يستهدف هؤلاء. وطالب ممثلو الجمعيات بإعادة تأهيل شبكة الصرف الصحي وصرف مياه الأمطار بالمدينة القديمة لتهالكها وقِدمها. وطالب بعض الحاضرين بضرورة الالتفاتة العاجلة إلى ساكنة تابوديبت المتضررة أكثر من غيرها بمساعدات اجتماعية تحسسهم بتضامن ساكنة المدينة معهم وتعوضهم بعضا مما ضاع من ممتلكاتهم على تواضعها.
إلى ذلك حذر متدخلون في النقاش من أي استغلال سياسوي وانتخابوي لمعاناة الضحايا، وطالب بضرورة حضور الدولة بقوة في إغاثة ودعم الساكنة المتضررة.
تعليقات