
لعل المتتبع للشأن المحلي بدائرة تافراوت،سيلاحظ بجلاء ما تعيشه جمعيات المجتمع المدني عامة وتلك التي تهتم بحماية المستهلك خاصة من اختراقات في صفوفها من قبل الإنتهازيين والطفيليين والمتملقين.فمنذ انعقاد الجمعين العامين لتأسيس الجمعيتين اللتين تهتمان بحماية المستهلك في أهدافها (على الورق)،وما شابهما من خروقات وإنزالات من قبل سماسرة ومتملقي وطفيليي العمل الجمعوي،تلك الخروقات التي أفرزت مكاتبا لا صلة لها بالعمل الجمعوي ذي الإهتمامات بالجانب الحقوقي،مكاتب تضمنت في صفوفها تجارا وحرفيين وآخرين حرباويين، أبوا إلا أن يشاركوا المستهلك في حمايته منهم،فصاروا بذلك الخصم وأصبحوا الحكم،صفق الجميع خلال الجمعين العامين،وفرح التجار وهنأوا المتملقين على فوزهم بثقة التجار والحرفيين،لكن ومنذ ذلك الوقت،لا أثر لهؤلاء ،برامج وضعت على الورق وأعضاء منهمكون في تجارتهم وآخرون لا هم لهم سوى التقاط الأخبار بكراسي المقاهي ،ولا من يحرك ساكنا،فلا ندوات ولا حملات للمراقبة و للتحسيس ولا تأطير للمستهلك يذكر،اللهم بعض المراسلات المحتشمة التي يرسلها بعضهم للسلطات المحلية بعد فك النزاعات طبعا وزوال سبب إرسالها.
فالتجار متسلطون و متجبرون ،زيادات في الأسعار حسب الهوى ،في مواد البناء والخضر والفواكه واللحوم والأسماك ووووواللائحة طويلة جدا…زيادة في تسعيرة النقل من تافراوت نحو تيزنيت،حالات يرثى لها تلك التي توجد عليها المدابح ببلدية تافراوت وبمراكز الجماعات التابعة لها بدون استثناء،ومواد غذائية فاسدة في جل المحلات التجارية بتراب الدائرة، وأسواق تعرض فيها الخضر والفواكه على الأرض وفي العراء ،وتعرض فيها لحوم بيضاء وحمراء وأخرى لا لون لها ،دون إغفال بيع المواد المهربة كالتبغ والحليب والدقيق المدعم والمحروقات التي تجود بها مناطقنا الصحراوية ، وانتشار المخدرات التي تضر الصغار قبل الكبار وخصوصا التلاميذ منهم ،فماذا تنتظرون يا حماة المستهلك،إن المستهلك التافراوتي فوق رقابكم إلى يوم تبعثون أحياء،فإما أن تعودوا إلى رشدكم وإما أن تضعوا أدوات عملكم المتصدئة على طاولة الذين سيعملون وسيحمون المواطن والوطن،وتعودون إلى حيث أتيتم سالمين غانمين.
تعليقات