الأحد 19 مايو 2024| آخر تحديث 8:51 11/03



غدا: محاكمة الربيع العربي

غدا: محاكمة الربيع العربي

28_10_2013_1002475672_754947

غدا يمثل الرئيس المختطف من طرف عسكر كامبديفيد أمام قاض من أتباع مبارك الذي قيل أنه أوقف عملية علاجه ليتابع محاكمة الرئيس الشرعي المنتخب الذي جاء بعد ثورة 25 يناير .

لنتأمل هذا المشهد السريالي والمقزز حقا ، رئيس شرعي منتخب يحاكم بتهمة قتل متظاهرين من أنصاره ووزير داخليته الذي رفض توفير الأمن للمتظاهرين حر طليق بل إنه هو الذي يشرف على تأمين محاكمة الرئيس بحسب زعمه ..

إنه العبث والفضيحة في أخس صورها وتجلياتها أن يقف رئيس شرعي منتخب أمام قضاء فاسد يأتمر بأمر الإنقلابيين ..

الحقيقة أن محاكمة مرسي هي محاكمة للربيع العربي بأكمله،فالكل يعرف أن دول الخليج العبري عفوا العربي هي التي أغدقت على الإنقلابيين بملايين الدولارات للإطاحة بالمكسب الوحيد الذي حصل عليه المصريون بعد ثورة 25 يناير وهو إنتخاب أول رئيس مدني يحرر أرض الكنانة من قبضة العسكر .

وهاهو ملك السعودية وحرامي الحرمين يقول أن الوقوف مع مصر واجب ديني وقومي ووطني .وكأن مصر لم تكن تظهر له أيام كانت ترزح تحت دكتاتورية مبارك والعسكر ..وقبل ذلك سحبت الإمارات سفيرها بتونس للتشاور لمجرد أن الرئيس التونسي منصف المرزوقي وصف ما وقع في مصر بالإنقلاب العسكري وطالب بعودة الرئيس الشرعي المنتخب في رسالة واضحة أن كل من يساند الشرعية بمصر من حكام الثورات العربية سوف يلقى نفس المصر .

إن دول الخليج العبري عفوا العربي التي لازالت تعيش في ظلام القرون الوسطى من الديمقراطية ترى في نجاح ثورة 25 يناير بمصر تهديدا لمصالحها ونموذجا قابلا للتعميم خصوصا إذا استحضرنا التقارب المصري التركي الذي انطلق بين مرسي وأردغان مما كان سيهدد لوبي محور “الإعتدال” العربي الموالي لأمريكا والكيان الصهيوني .

مرسي يحاكم أيضا لأنه دعم الثورة السورية بحق واستقبل السوريين بمصر بحق ولم يكن منافقا كما تنافق السعودية التي لا تريد لسوريا سوى الدمار والحر ب الأهلية التي تأتي على الأخضر واليابس .

غدا لن يحاكم مرسي لوحده وإنما تحاكم كل الشعوب العربية التي اختارت يوما أن تعبر عن إرادتها وتختار رؤسائها ومسؤوليها عن طريق صناديق الإقتراع النزيهة والشفافة .

مرسي يحاكم لأنه أراد لمصر أن تكون قائدة لا تابعة للإمبريالية الأمريكية ،وهذا مطلب أساسي من مطالب الربيع العربي ،إذ أن الشعوب العربية التي كانت تخرج إلى مختلف الشوارع كانت تصف رؤسائها الفاسدين بعملاء الغرب وأمريكا الذين باعوا أمتهم وشعوبهم ..

محاكمة مرسي لن تداع على الهواء مباشرة كما كانت تداع محاكمة مبارك لأن مرسي سيحولها إلى محاكمة الإنقلابين أنفسهم وسيفضحهم أمام الملأ وسيظهر للمصرييين والعرب جميعا حجم المؤامرة التي يتعرض لها الربيع العربي بعد ما أتى بحكام غير مرضي عليهم أمريكيا وصهيونيا ..

إن هناك مؤامرة حقيقية على الربيع العربي ككل وتصويره وكأنه لم يجلب للعرب سوى الحرب الأهلية والجوع ..

غدا يقف الباطل ليسائل الحق في مشهد عبثي ،غدا تقف الدكتاتورية بأبشع صورها لتحاكم الديمقراطية الفتية في مصر وفي بلدان الربيع العر بي كلها ..

محاكمة الغد هي محاكمة لكل الأصوات الحرة والمناضلة بدول الربيع العربي …

حكومة غير قانونية وعبثية ،لكن من يملك القانون في أوطاننا هو الذي يملك حق عزفه كما قال الشاعر ../الشرقي لحرش







تعليقات

  • حسبنا الله ونعم الوكيل ، لكن مع ذلك فلابد من التوقف أمام هذا المشهد الأليم واستخلاص العبر من تاريخ هذا البلد نفسه ، فالتاريخ على ما يبدو ،يعيد نفسه ، وكأننا في أواسط الستينات عند محاكمة السيد فطب رحمه الله ، من طرف العسكر الناصري الإنقلابي المجرم ، فهل بمحاكمة هذا الرجل العظيم وإعدامه تم القضاء على حركة الإخوان المسلمين المتجدرة في المجتمع المصري آنذاك ؟ بالطبع لا ، ونفس السؤال يطرح نفسه ،هل بمحاكمة السيد محمد مرسي المنتخب ، وسجنه أوإعدامه حتى، سوف يقضى على هذه الحركة التي أصبح إشعاعها يطال كافة دول المعمور بما في ذلك الغرب ؟ لا أظن .
    وذلك لسبب بسيط ، هو أن الإنقلابيين سواء منهم الناصريين خلال الستينيات أو السيسيين حاليا ورغم علمانيتهم لا يؤمنون بالديمقراطية ولا يمارسونها ، والشعب المصري بالرغم مما يقال عنه أنه شعب منافق وو….، إلا أنه مع ذلك ذو حضارة ومثقف ومتدين ، ولا يمكن أن يرضى أبدا بمن لا يؤمن بالديمقراطية ويمارسها على أرض الواقع حاكما له.
    لكن الذي يهمنا هنا أكثر هو موقف الغرب ، فأين هي الديقراطية التي يتبجح ويتشذق بها ، وبالذات الولايات المتحدة التي يجرم قانونها الداخلي التعامل مع الأنظمة الإنقلابية ؟
    و لكن ما أدرانا فالأمور تسير بإرادة خالقها ، فقد قال ربنا عز وجل ” إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا …” ولم يقل : ” وكيدوا لهم كيدا ” ولاشك هذه الأيام أن الحابل قد اختلط بالنابل فالغرب نفسه في حيرة من أمره جراء أعمال التجسس ويكفينا فيه فقدان الثقة في عمه ” صام ” .
    أما الإنقلابي السيسي ، فنحن على بقين أن الشعب المصري سيحاكمه يوما ما وذلك بالرغم من دعم الطغات له ، لأن ما بني على باطل فهو باطل
    ويكفينا في الإخوان أنهم خيرة ما يوحد في بلد الكنانة زبالرغم مما فيل فيهم ، فذممهم الأخلاقية والمالية كانت ولا زالت وستبقى منزهة عن الدنس وكقى .
    وأقول للسيسي الخائن لرئيسه وللأمانة ،ما قاله الشاعر قديما : ” هذازمانك يامهزل فامرحي * قد عد كلب الصيد في الفرسان “

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.