الثلاثاء 8 يوليو 2025| آخر تحديث 2:02 07/08



النسيج التعاوني بتزنيت.. رافعة للتمكين الاقتصادي والاجتماعي للنساء

النسيج التعاوني بتزنيت.. رافعة للتمكين الاقتصادي والاجتماعي للنساء

تولي المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أهمية قصوى للنسيج التعاوني بإقليم تزنيت، باعتباره رافعة للتمكين الاقتصادي والاجتماعي للنساء، إلى جانب دوره الهام في تنشيط الاقتصاد المحلي وتحقيق الإدماج الاجتماعي للفئات الهشة.

وتحرص المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مواكبة التعاونيات الناشئة وتمكينها من وسائل الإقلاع، لاسيما النسائية منها، سواء عبر تمويل المشاريع، أو التكوين في مجالات الإنتاج، والتدبير، والسلامة الصحية والتسويق، أو عبر فتح فضاءات ملائمة للاشتغال والتسويق.

وتبرز في هذا الإطار “تعاونية تنضافت الحرفية”، المتواجدة بالجماعة الترابية المعدر الكبير، والتي تتميز بمنتجات تقليدية وعصرية، كنموذج يعكس مدى تمكين النساء والفتيات القرويات بالمنطقة من التكوين في مجال الخياطة والتطريز التقليدي وتقنيات صناعة النسيج التقليدي.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قالت رئيسة التعاونية التي تأسست سنة 2017 ،فاطمة الماسي، إنه بفضل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، نجحت في إنشاء تعاونية دينامية ومدرة للدخل، والتي مكنت من تحسين كفاءة النساء المستفيدات ودخلهن المادي.

وأعربت عن ارتياحها للعمل الذي تقوم به بفضل مساهمة الدعم الذي قدمته المبادرة، والذي مكن من إقتناء آلات الخياطة والطرز والصياغة وكذا المواد الأولية الخاصة بها ومختلف تجهيزات ولوازم العمل الأخرى الضرورية، بكلفة إجمالية قدرها 69 ألف و600 درهم، ساهمت فيها المبادرة بمبلغ مالي قدرها 48 ألف و720 درهما.

وبفضل هذا المشروع، نجحت التعاونية في تحسين إنتاجها وتوسيع نطاق منتجاتها من خلال توفير الملابس التقليدية والألبسة الجاهزة للرجال والنساء، مما مكن الإدارة المسيرة والمتعاونات من تحسين وضعهن الاقتصادي، وضمان مصدر قار للدخل.

وإلى جانب تعاونية “تنضافت الحرفية المعدر”، يبرز نموذج “دار الصانعة” بمركز الجماعة الترابية أنزي، التي تسيرها تعاونية “تيويزي نتوري”.

وتتكون هذه البناية التي أطلقت في إطار البرنامج الثالث للمبادرة الوطنية للتنمية للبشرية، من عدة مرافق تشمل فضاء الإنتاج، فضاء العرض، فضاء التخزين، قاعات للتكوين والاجتماعات، مكاتب إدارية ومرافق صحية.

داخل إحدى قاعات هذه الدار، التحقت مجموعة من النساء والفتيات لتعلم فنون الطرز والحياكة والفصالة والخياطة، وقد صارت بمثابة مكان للالتقاء والتعلم والاطلاع على الآفاق المتاحة للنساء.

وفي هذا السياق، أكدت رئيسة التعاونية مسيرة الدار، يامنة إد سعيد، أن التعاونية استفادت من دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مما مكن من بناء هذا الفضاء على مساحة مغطاة تقدر بـ480 مترا مربعا، وبكلفة إجمالية قدرها 3 ملايين درهم، ساهمت فيها المبادرة بمليون و200 ألف درهم.

ورأت هذه التعاونية النسائية الخالصة، النور سنة 2017، بفضل عزيمة منخرطاتها ودعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي قدمت لها دفعة قوية عبر توفير معدات وآلات ومواد أولية، مما مكن النساء من إطلاق نشاط منتظم في مجال الطرز اليدوي، والنسج المحلي والخياطة.

كما يوفر هذا الفضاء، للفتيات والنساء، تكوينا أساسيا في شعب الفصالة والخياطة والطرز والنسيج والطرز على الجلد، والأعمال اليدوية عبر نمط التكوين بالتدرج المهني، وكذا برنامجا لمحو الأمية يمكن المستفيدات من تعلم القراءة والكتابة لفك العزلة المعرفية عنهن، فضلا عن تقديم تكوينات لتأهيل المنقطعات عن الدراسة، من أجل مواصلة التحصيل واجتياز الامتحانات الإشهادية.

ومن بين النماذج التي تختزل روح هذا المشروع الجماعي، تبرز تجربة المتعاونتين سعيدة وحليمة، اللتان غادرتا مقاعد الدراسة في سلك الابتدائي، لتجدا في التعاونية ملاذا جديدا، يمكنهما من الحصول على خبرة وشهادات تخول لهما الاندماج في سوق العمل أو التفكير في مشاريع ذاتية.

وفي هذا الإطار، أكدت رئيس قسم العمل الاجتماعي (بالنيابة) بعمالة إقليم تزنيت، يامنة أوطائرة، أن النسيج التعاوني يشكل رافعة أساسية للاقتصاد المحلي، كما أن المبادرة أولت مكانة مركزية لدعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، من خلال المواكبة التقنية والمالية لفائدة التعاونيات.

وأضافت أنه في إطار البرنامج الثالث من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ينصب الحرص على الاستجابة لحاجيات هذه التعاونيات وتطلعاتها، حتى تضمن سيرورة واستمرارية ميدانية حقيقية.

وتعكس قصة نجاج هاتين التعاونيتين، على غرار مشاريع مماثلة في إقليم تزنيت، بوضوح، فعالية المبادرات التي تدعمها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لتعزيز الاندماج الاقتصادي والاجتماعي للنساء.







تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.